قرأت بالقضية الفلسطينية اكثر مما قرأه المختصّون الفلسطينيون. وزرت الضفة وغزة والقدس ٣ مرات، والتقيت في كل منها بالقيادات الفلسطينية كـ”ابومازن” و”هنيه”، كما التقيت “خالد مشعل” في منزله بدمشق. ومن سمع ورأى خيرٌ الف مرة من اهل الغفلة ممن لم يسمع او يرى أحوالَ اهل فلسطين وإشكالية المستوطنات المتزايدة التي لن تبقي للفلسطينيين شيئاً!
ما دمّر القضية الفلسطينية وجعلها عصيّةً على الحل، بعكس القضايا المماثلة، هم 6 مجاميع من القطعان:
١) قطيع العملاء ممن تملأ جيوبهم الاموال الحرام لتنطق افواههم بالمزايدات والتخوين والرفض لكل شيء، وما “أبو نضال” وبندقيته المؤجرة الا مثال واحد من امثلة عديدة نعيشها؛
٢) قطيع الاغبياء من جماعة “مع الخيل يا شقرا” و”معاهم معاهم وعليهم عليهم” و”جينا وجينالك يا فلسطين”، وهو جالس في بيته ووسط احضان اهله الدافئة..
٣) قطيع الأغنياء والأثرياء الذين يعيشون في منازلهم الفارهة ويقودون سيارتهم الفخمة ويُدخلون اولادهم المدارس الامريكية والإنجليزية ويعلنون جهارا نهارا معاداة الإمبريالية والصهيونية (يا لطيف !) والمزايدة علي اصحاب القضية واستعدادهم للحرب والتضحية لاجلها حتى .. آخر طفل فلسطيني!
٤) قطيع الاذكياء المستوعِب لتبعات التشنّج والمزايدة الصوتية على القضية، وحتى على بلده الكويت، الا انه لا يمانع ذلك! فـ”الوطن” بدل منه “أوطان”، والكويت ما هي الا محطة وقود تملأ منها الجيوب وترحل! ومشكلتنا معهم الا وطن لنا غير الكويت، لذا لا نقبل ان نخاطر بمصيرها عبر جعلها في مواجهة مع قوى مؤثرة بالعالم والإقليم كأمريكا واسرائيل وغيرها.. لاجل الآخرين! ونحن للتذكير من اختفى بـ.. ساعتين!
٥) قطيع غير الحكماء: لم يسخر الله للقضية الفلسطينية من ساستها ومناصريها حكماء كحال الزعيم نيلسون مانديلا، بل ابتليت كما نسمع ونرى بساسة ومفكرين عقولهم في حناجرهم وضمائرهم في جيوبهم…
٦) قطيع الغوغاء المتاجرين بدماء الابرياء: منذ اليوم الاول للقضية الفلسطينية وقرارها مرهون لدى المتاجرين بدماء ابنائها ورافعي شعار “لا” الذي تستفيد منه اسرائيل اكثرَ من الواقعيين اصحاب مبدأ “نعم” و “خذ وطالِب”. وعبر تاريخ القضية، ضاعت الاراض ممن قالوا “لا” وعادت من قِبَل من قالوا “نعم” وتفاوضوا وارجعوا أراضيهم. فمساحة سيناء التي ضاعت بالحرب مرتين والتي عادت بالتفاوض، وللعلم، ثلاثة أضعاف مساحة فلسطين. وقد عادت الضفة وغزة كذلك بالتفاوض، وضاعت الجولان بالمزايدات ومقولة “لا”!
ولا عزاء بالنهاية للعملاء.. والأغبياء … والمتاجرين بدماء الابرياء!
* سامي النصف وزير إعلام كويتي سابق