هذه ليست أول مرة يُتّهَم فيها حزب لبناني بتسليم مواطنين لبنانيين لنظام الأسد في سوريا. ففي قوائم المعتقلين والمختفين في السجون السورية أسماء مواطنين كثيرين قامت حركة أمل أو الحزب الإشتراكي أو الحزب القومي أو غيرهم بتسليمهم للمخابرات السورية. الآن جاء دور حزب الله؟
“الشفاف”
*
بالعودة الى قضية اعتقال امام بلدة كفرصير الشيخ حسن مشيمش من قبل الاجهزة السورية في 7 تموز الماضي على معبر جديدة يابوس، لم تصدر اي جهة رسمية لبنانية او سورية اي بيان يشير الى اسباب هذا الاعتقال، علما ان عائلة الشيخ مشيمش كانت طالبت الجهات اللبنانية الرسمية، خصوصا رئيس الجمهورية ميشال سليمان ورئيس مجلس النواب نبيه بري، ورئيس الحكومة سعد الحريري، بالتحرك للكشف عن مصيره واسترجاعه. وفي ظل هذا الغموض والتكتم بدأت حملات التشويه تطال الشيخ مشيمش. العمالة لاسرائيل ، قرار اعدام معنوي من دون اي مقدمات ومن دون اي حق بالدفاع، لا بل من دون معرفة جرم العمالة، والانكى من ذلك كله ان اي جهة رسمية معنية لم يصدر عنها ما يؤكد او ينفي، ولكن ذلك لم يمنع بعض الجهات الحزبية اللبنانية ان تتكفل باحتراف وحقد نشر وترويج التهمة واشاعتها من دون ان يرف لاصحابها جفن وهم يغرزون السكين في جرحه وجرح عائلته لا بل “إنهم وضعوا ملحاً في الجرح بل وضعوا ملحاً على السكين وغرزوها”.
هكذا يبدو الانتقام، حيث سيف العمالة وتهمتها يستخدم ولا يسل فقط. يستخدم لما هو اشد من القتل اي القتل المعنوي، ان تصدر حكما بالعمالة للعدو لمن هو مختلف معك في السياسة او في الفكر او سوى ذلك مم يختلف عليه الناس في اجتماعهم السياسي والديني.
لم يكن اعتقال الشيخ مشيمش على الحدود السورية هو البداية، اذ كان فرع المعلومات في قوى الامن الداخلي قد قام قبل اربعة اشهر باعتقال نجله وشقيقه وابن شقيقه، وقام بالتحقيق معهم على خلفية معلومات تبين انها ليست ذات شأن، تتصل بكون الثلاثة يعملون في افريقيا… وبعد حوالى اسبوع كان قد افرج عنهم بعدما تبين ان لا علاقة لهم باسرائيل كما اشيع اثناء اعتقالهم من قبل جهة حزبية.
يقول مرجع امني كبير، ان قضية الشيخ مشيمش بدأت بعدما قام” حزب الله” بتقديم ملف يتضمن معلومات عن الشيخ مشيمش وعائلته، وهذا الملف اخذ في الاعتبار وهو الذي على اساسه تم التحقيق مع شقيقه ونجله، وبعد تدقيق في كل ما تضمنه الملف ونتائج التحقيقات تبين أنه لا يستند الى قواعد تجعل منه ملفا ذا صدقية تبرر اعتقال الشيخ مشيمش الذي كان يصر “حزب الله” على اعتقاله من قبل الاجهزة الامنية اللبنانية، ولم يكفّ عن ذلك رغم ان التحقيقات والمتابعة لم تكشف اي تورط للشيخ مشيمش بالعلاقة باسرائيل، اما وجود اتصالات مع مؤسسات عربية وغربية موجودة في بيروت وخارجها، فذلك لا يبرر الاعتقال باعتبار ان هذه الذريعة تبرر اعتقال كل اللبنانيين بما فيهم قيادات وعناصر “حزب الله”.
ولم تستبعد مصادر متابعة كما تؤكد اوساط عائلته، ان تركيب ملف العمالة وتهمتها، قد وصل الى اكثر من جهاز امني بواسطة جهاز حزبي، ولكن احدا من هذه الاجهزة لم يجد في هذا الملف ما يبرر الاعتقال. ولم تستبعد هذه الاوساط بعدما تبين ان ما يقدم من معلومات لا يبرر الاعتقال، ان تكون قد بدأت عملية استدراج الشيخ مشيمش الى سوريا ولو عبر رحلة الى اداء مناسك العمرة في مكة والمدينة.
تشير اوساط العائلة التي تتحرك في كل الاتجاهات من اجل الافراج عن الشيخ، تشير الى انها عمدت الى الاتصال بالرؤساء الثلاثة وبالمرجعيات الدينية، وبالاحزاب السياسية وغيرهم، وفي هذا السياق تردد ان اتصالا قامت به جهات امنية رسمية بتكليف من مرجع رسمي، بالاجهزة الامنية السورية تطالب بالافراج عنه وتسليمه الى لبنان، فكان جواب الجانب السوري نفرج عنه بشرط ان ينقل الى السجون اللبنانية وان لا يتم الافراج عنه.
(رئيس تحرير “شؤون جنوبية”)
إقرأ أيضاً:
عائلته كذّبت “الأخبار”: الشيخ مشيمش كان من أشدّ المعارضين لحزب الله!
عن الشيخ مشيمش المعتقل في سوريا: والده وشقيقه توفّيا أثناء اعتقاله وعدم تحرّك “الحزب” يثير الريبة!