تشهد الكويت ظاهرة غريبة تستغل – للأسف – اللعبة الديموقراطية من دون فهم حقيقي لها، وفحوى الظاهرة الاعتقاد بأن الأمة مصدر السلطات تعني حرفياً أنه لا مانع من تدمير حاضر البلاد عبر المطالبات المالية المسماة الشعبوية غير المسبوقة بالتاريخ الإنساني، ولا مانع توازياً مع تدمير الحاضر، تدمير المستقبل عبر إقرار المطالبات الشعبوية التشددية التي تمنع بشكل قاطع ونهائي قدوم المستثمرين والسائحين لخلق بدائل للنفط، الذي حكم عليه العالم بالإعدام ولم يبقَ إلا التنفيذ المتدرج الذي نراه مع خلق بدائل له.
***
ويجب ألا ننسى أن شعوب روسيا هي من اختارت الماركسية المدمرة وستالين ومثلها اختيار الألمان للنازية وللإبادي هتلر، والإيطاليين للفاشية ولموسليني، والعرب لصدام والقذافي والبشير وصالح ولفاحش الثراء أبو عمار وبقية الأبوات، كما اختار الكوبيون كاسترو والكمبوديون بول بوت زعيم الخمير الحمر، الذي قتل في عهده نصفُ الشعب الكمبودي نصفَه الآخر ودفنهم في حقول الأرز، ولو لم يتدخل الجيش الفيتنامي لما بقي من الشعب الكمبودي إلا… الطاغية بول بوت!
***
آخر محطة:
(1) كل الحروب الأهلية القائمة في دولنا العربية – وآخرها السودان- هي بعمل ورضى وقبول شعوبنا العربية، أي إنها كذلك مطالب شعبوية من الأمة مصدر السلطات ولها كُلفٌ مالية تدمر حاضر تلك الدول ومستقبلها.
(2) لن يرحم التاريخ أحداً عن السكوت عن تدمير بلدنا بحجج ساقطة هي… أن الشعب دائماً على حق فيما يطلبه وأن… المجلس سيد قراراته!