النبطية- بادية فحص
أبدى السيد هاني فحص عضو الهيئة الشرعية في المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى إستياءه من الموقف الأمريكي الرسمي من وفاة المرجع السيد محمد حسين فضل الله، والإصرار على إلصاق تهمة الإرهاب به من دون تدقيق أو توقف عند لحظة الموت والفاجعة التي ألمت بمريدي السيد ومحبيه الذين لا ينحصرون في دين أو مذهب أو قومية أو قارة من القارات. وفيهم كثرة من كبار رجال كنيسة الولايات المتحدة وغيرها كما نعلم عن قرب ويقين. ورأى أن هذا الموقف متسرع ومستهجن ومؤسف ومعيق للحوار الذي اخترناه عن إيمان وتصميم، وكان السيد الراحل من دعاته ورعاته.
وأضاف: مع علمنا وعلم الإدارة الأمريكية أن المرجع الراحل كان بعيدا عن شبهة الإرهاب ولا يكفي أن يبذل مساعيه لإطلاق سراح الرهائن في الماضي ليستحق هذه التهمة الظالمة والعشوائية وبأسلوب لا يناسب دولة عظمى عليها أن تراعي مشاعر الأغلبية الساحقة من الناس الحزانى على فراق هذا العالم الإسلامي الإنساني. هذا والكل يعلم أن دوره كبير في الدعوة لمقاومة المحتل لأرضه ووطنه ورعايتها من دون أن يكون في موقع القرار السياسي والميداني.
وأكد: نحن على ثقة كاملة ومعرفة تامة بأنه لا إرهاب ولا رهائن في ذمة السيد فضل الله، وتساءل: هل يتفق هذا الموقف المستغرب مع الدعوة إلى الإعتدال، والراحل الكبير من أعلامه؟
لقد أسعدتنا هذه اللمحة الإنسانية العالية والصادقة والرقيقة في ما كتبته سفيرة المملكة المتحدة السيدة فرانسيس ماري غاي عن مشاعرها الإنسانية العميقة وحزنها المحترم لوفاة السيّد ومن موقع الخبرة الشخصية وهو الذي يدخل قلوب محاوريه وإن اختلفوا معه. وأحزننا موقف الخارجية البريطانية من سفيرتها ومن حرية قلبها وعقلها وقلمها. لقد كانت هذه الرسالة جديرة أن تزيل غيوما سوداء تحيط بموقع المملكة المتحدة في وعي الكثيرين، ولكن الموقف المفاجئ يزيدها كثافة. ومع ذلك فلن نكف عن إزالة الغيوم بالتعاون الكامل والجاد والصادق مع الأصوات الإنسانسة العالية والصافية والكثيرة في المملكة وغيرها.