كتب خالد سلطان السلطان، وهو كاتب منتمٍ للحزب السلفي في الكويت، مقالا غطى صفحة كاملة من جريدة “الوطن” ليوم 23/10، تكلم فيه، وبإسهاب مملّ، عن “النظرة الشرعية للكاريكاتير”، وبواعث الاستهزاء من خلال رسومها وأضرار السكوت عن المستهزئين، وعقوبة الاستهزاء والموقف من المستهزئين إلى آخره ذلك من كلام غير مجدٍ. ولخطورة السكوت عن مثل هذا النوع من الاتهام رأينا إبداء رأينا في النقاط التالية:
أولا: رسم الكاريكاتير السياسي فن حديث، ولا أعرف بالتالي لماذا كتابة صفحة كاملة عنه وترك بقية فنون الرسم والتصوير الأخرى جانبا وهي الأكثر قدما وشيوعا، والتي تعتبر أقرب وأصدق تمثيلا للشكل البشري المحرم تصويره أو رسمه، حسب وجهة نظر البعض من أهل التطرف والتزمت!!
ثانيا: أكد الكاتب على أن الرسم الكاريكاتيري يستغل في السخرية من أنظمة حاكمة، وفي الطعن والاستهزاء، حسب وجهة نظره، من تعاليم الدين والمتمسكين به!! ونسى الكاتب أن صورة فوتوغرافية واحدة يمكن أن تكون أبلغ من ألف كلمة وألف كاريكاتير، والأمثلة على ذلك كثيرة!! كما أن الكثير من الكتابات والروايات والمسرحيات والأفلام تقوم بـ”الجرم” ذاته فَلِمَ لم يحرمها صراحة ويخلصنا من كل هذه الفنون والإبداعات!!
ثالثا: ذكر الكاتب، حرفيا، أن رسم صور لذوات الأرواح، كصور البشر والحيوانات، وبإجماع العلماء السابقين والمعاصرين، وبئس العلماء، يعتبر من كبائر الذنوب! والمصورون هم “أشد الناس” عذابا يوم القيامة يعذبون بكل صورها!!
فإذا كان هذا مصير رسامي الكاريكاتير، فما العذاب الذي سيلقاه في الآخرة مجرمون وسفلة من أمثال صدام وموسوليني وهتلر وستالين أو هولاكو وغيره الآلاف من القتلة عبر التاريخ؟
رابعا: نسي الكاتب أن رسم الكاريكاتير لا يختلف كثيرا عن الرسوم الموغلة في القدم التي اكتشفت داخل الكهوف، والتي عرفنا منها الكثير عن حياة الإنسان الأول. كما ساعدت رسوم الحضارات القديمة، كالفرعونية، القريبة من الرسوم الكاريكاتيرية، في فهم الكثير عن أسرار حضارات من سبقونا!!
خامسا: لا يمكن اليوم وفي هذا العالم المعقد الذي نعيش فيه والمليء بالأخطار، السفر بغير جواز. وهذه الوثيقة لا تعني شيئا من غير صورة صاحبها الفوتوغرافية المحرمة. فتصوير الإنسان أمر مهم من نواح شخصية ونفسية وأمنية، وكل من يعترض على الرسم والتصوير الفوتوغرافي لا شك ينتمي لعصور غابرة.
سادسا: ساعدت الرسوم الكاريكاتيرية التي رسمت للمشتبه باقترافهم جرائم اغتصاب وقتل رهيبة، ساعدت في إلقاء القبض على الآلاف منهم، وهو الأمر الذي لم يكن ليتم لولا تلك الرسوم، التي يصفها السيد بالمحرمة!!
وأخيرا، والقائمة طويلة، بالرغم من أن الكاتب خصص صفحة كاملة في الكتابة عن مختلف عواقب وشرور وأحكام رسم الكاريكاتير، إلا أنه لم يخصص ولو سطرا واحدا للكتابة عن رأيه “الفقهي” في أولئك الذين يعملون ويكتبون ويقبضون مالا من صحف هي الأكثر استعمالا للرسوم الكاريكاتيرية، وهو أحدهم!
tasamou7@yahoo.com
* كاتب كويتي
الرأي الفقهيبعد التحية يا أستاذ أحمد لا أعرف لماذا يكون النقد ملازم لطلب عدم السكوت بل و التحريض , للأسف المنطقة العربية أصبحت مشبعة بتلك الأراء و التى تجعلنا نتقهقر الى ألفى عام خلت . فما الهدف من التحريض و لماذا دائماً -روح الشر – تجد الاستحسان تحت مسمى معين بل و من يعارض يكون قد خالف الخالق [ ما هذا الفكر اللاحضارى ] و للأسف مثل هؤلاء تجدهم – منعمون بأحدث التقنيات العلمية الحديثة – ففى إعتقادى الشخصى من يطلق تلك الأقوال عليه عله بترك منزله المكيف و عليه أن يترك سيارته المكيفة و عليه بترك الحياة المدنية ليعود… قراءة المزيد ..
الرأي الفقهي
الكاتب الأول ينطلق من دائرة ثقافية
وأنت تنطلق من دائرة أخرى
ولذا سقط النقاش تماما
عموما دائما أنحاز أنا للذين يبحثون في الدين عما يريده الخالق (ولا أنكر أنني أختلف كثيرا مع العلماء في مسألة التصوير )
أنت يا عزيزي الصراف هل تبحث عن رضا الخالق ؟