عادوا.. بمئات الألوف، ومن كل مناطق لبنان. عادوا بإرادتهم الحرّة. لم تصلهم أوامر نائب “الولي الفقيه”، ولم يصطفّوا وراء “ضباطهم” و”مسؤوليهم”. لم يرتدوا الجزمات السوداء والقمصان السوداء التي ورثها حزب الله عن بنيتو موسوليني. لم يرفعوا قبضاتهم بالتحية “الفاشية” الحديدية. ولم يعاهدوا “وليّهم” على الطاعة حتى الموت! ولم تتجهّم وجوههم بالأحقاد السوداء. عادوا مبتسمين وضاحكين، فخورين بقوّتهم المتجددة في وجه أحزاب الطوائف ونظم الإستبداد. وعادوا “نموذجاً” لشرق حضاري جديد! مرّة أخرى، لبنان الصغير نموذج للعرب الراسخين تحت الإستبداد.
*
وجدي ضاهر- الشفاف
في الذكرى الرابعةلاغتيال رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري، وقائمة الشهداء التي اعقبت هذا الاغتيال، جدد جمهور قوى الرابع عشر من آذار الالتزام بثوابت ثورة الارز وشعاراتها اثبتوا للمرة الرابعة على التوالي عنادهم وتمسكهم بقيام الدولة.
هذا الجمهور اثبت انه لا يتعب وهو مستعد للبذل في كل مرة يطلب منه، على الرغم من ان قيادات ثورة الارز لم تف هذا الجمهور حقه وهي لم ترتق في خطابها السياسي الى مستوى عظمة هذا الجمهور وطموحاته.
وفي الذكرى الرابعة ومع تجديد جمهور قوى الرابع عشر من آذار التزامه بالثوابت لا بد من توجيه نداء عاجل لقيادات ثورة الارز مع التقدير للجهود التي بذلوها والتي ما زالوا يعملون من اجلها، ومع التقدير للمخاطر التي احاطت وتحيط بكل واحد من بينهم، إلا أنهم اكتفوا بدفن رفاقهم من القادة فكانوا يخرجون من جنازة ليعدوا العدة جنازة ثانية وبعد ان شبه للبنانيين ان الاغتيالات قد أرجئت الى مواعيد اخرى كان الاعتصام وكان من بعده غزوة السابع من ايار ومفاعيلها التي لا زال الحزب الالهي وحليفه العماد عون يتغنى بها الى اليوم في استكبار واستعلاء على المواطنين ومع ذلك كان جمهور قوى الرابع عشر من آذار على عهده ولكن القيادات لم تخرج من صغائر خلافاتها. فعند اول استحقاق نجد ان لكل من هؤلاء القادة حساباته السابقة للرابع عشر من شباط لكأنهم يستغلون جمهورهم لاعادة انتاج حساسياتهم الضيقة على حساب هذا الوفاء غير المنقوص من قبل جمهورهم.
وإلا فما معنى ان يبقى اجتماعهم من دون مشروع سياسي، ومن باب النقد البناء نقول لهم ان شعار لبنان اولا على اهميته واختزاليته لم يعد كافيا فهو اصبح في حاجة الى آليات للتنفيذ تصح في كل لبنان.
ونسأل قيادات قوى الرابع عشر من آذار لماذا اقيم مؤتمر يتيم انبثقت عنه لجان وامانة عامة ونقطة على السطر؟
اين هو المشروع الانتخابي الذي هو في حده الادنى ترجمة للمشروع السياسي لقوى الرابع عشر من آذار ولماذا يتأخر اعلان هذه القوى عن لوائحها الانتخابية بعد ان كانت اعلنت عن مواعيد سابقة في كانون الثاني يناير وفي الرابع عشر من شباط والرابع.عشر من آذار أوليس هذا التأخير تعبيرا عن مأزق علائقي بين هذه القيادات؟
هل اصبحت الكتلة الوسطية طموحا على حساب جمهور قوى الرابع عشر من آذار، وفي حال كان الامر كذلك اليس هذا تعبيرا عن مأزق القيادات وعجزها عن انتاج قيادات جديدة فتترك الامر للوسطية التي اعطت ميشال المر صدقية كان افتقدها رجل جميع العهود السورية والعونية وحاليا السليمانية؟
أو ليس الامر مدعاة استغراب واستهجان ان تصبح الوسطية معقودة اللولاء لميشال المر الذي كان من ثوابت الحكومات السورية ورافعة العونية في المتن وحاليا زعيم الوسطية؟
ومن باب الود نقول لكم، ان جمهوركم اثبت انه اكثر وعيا منكم ولم يفت الاوان لكي تضعوا صغائر خلافاتكم وحساسياتكم جانبا وتطلوا على هذا الجمهور ببرنامج سياسي يصلح للحكم او للمعارضة بعد السابع من حزيران، لم يبخل عليكم احد بالدعم لا المجتمع الدولي بالمحكمة التي تنطلق بعد ايام ولا جمهوركم الذي يلبي النداء.
وفي سياق متصل كان لافتا، وان يكن بغير المستغرب، موقف الادارة الاميركية الجديدة في اول مقاربة لها للوضع اللبناني لجهة تأكيد حرص الادارة على استقلال لبنان والمحكمة الدولية وسوق المجرمين الى العدالة بعد ان تم خلال الفترة السابقة تسويق الرئيس الاميركي باراك حسين اوباما ومن خلال سياسة الانفتاح المشروط التي يعتمدها وكانه احد اركان وقيادات قوى الثامن من آذار وانه يتلقى تعليماته من الولي الفقيه في ايران ويسعى جاهدا لاسترضاء وكلائه في لبنان وغزة.
ولكن ومن باب العلم، فان آل كلينتون، الرئيس السابق وزوجته وزيرة الخارجية الاميركية الحالية هيلاري كانت تربطهما علاقة وطيدة بالرئيس المغدور رفيق الحريري. ويحكى انه يوم كانت سوريا تستعين بعلاقات الرئيس الراحل الدولية لتفك عزلتها وحين كان الرئيس الحريري يلعب دور وزر خارجية سوريا المحاصرة والمعزولة، اوفدت القيادة السورية الرئيس الحريري الى الولايات المتحدة للقاء الرئيس كلينتون ليبحث معه سبل فك العزلة عن سوريا. الرئيس الشهيد التقى يومها الرئيس بيل كلينتون وطال اللقاء ولم يتطرق الرجلان الى الاجندة الاميركية في سوريا بناء على رغبة الرئيس كلينتون إلا أن الاخير ناقش الرئيس الحريري في إقامة مشاريع واستثمارات في الضفة الغربية لمساعدة السلطة الفلسطينية ورئيسها الراحل ياسر عرفات على ترسيخ اسس السلطة ورفدها بالبنى التحتية مستفيدا من خبرة الرئيس الحريري في هذا المجال وعلاقاته العربية.
وبالطبع هذا الامر لم يلق استحسانا في سوريا، لان الحريري اخرج زيارته بناء على المنطق السورية عن الهدف الذي رُسم لها والاسوأ ان اللقاء ناقش ضرورة دعم رئيس السلطة الفلسطينية ياسر عرفات الذي خرج عصيا على الوصاية السورية على قرار منظمة التحرير الفسطينة.
وهذا اللقاء كان فاتحة علاقات شخصية بدأها الرئيس الحريري مع آل كلينتون وهو الذي كان يجيد الحفاظ على العلاقات وتمتين اوصرها.
abouelkim@hotmail.com
الذكرى 4 لاغتيال الحريري: جمهور “ثورة الارز” يجدد تمسكه بالثوابت
إرثنا الحضاري كان وما زال العائق الأول أمام تطور شعوبنا وهنا أقصد إرث التوريث. الحريري الإبن لا يتمتع بكارزماتيه الأب والأوْلى به أن يفسح المجال أمام أكفاء اَخرين للقيادة. نريد قياده كارزماتيه مؤثره(وهنا أقصد جميع قيادات ١٤ اَذار) تستطيع تحييد الإنتماءات الطائفيه.
الذكرى 4 لاغتيال الحريري: جمهور “ثورة الارز” يجدد تمسكه بالثوابتعبثا سعى منتظرو 7 حزيران الى استعادة الهيبة فلم يجدوا سوى الخيبة. كل الاموال التي دفعت والشتائم التي اطلقت والرسائل المشفرة التي ارسلت والتناقضات التي برزت والكلمات التي تنسقت لم تستطع كلها اخفاء الحقيقة الاكيدة التي ظهرت وهي ان اجتماع 14 شباط في ساحة الشهداء سيكون الاجتماع الاخير ل14 اذار على وليمة الدماء والكذب على الاحياء والمتاجرة بالشهداء قبل ان يتفرقوا بعد السابع من حزيران. نجح الحشد التحريضي الماكيافيللي المذهبي في اظهار ما سعوا الى اخفائه طيلة اعوام الافتراق الى درجة الطلاق بين جعجع وجنبلاط والنفاق على رغم مشاهد العناق بين… قراءة المزيد ..