إذ ينشر “الشفّاف” البيان التالي الذي وردنا من “رابطة العقلانيين العرب”، فمن المناسب ملاحظة أن زخم الحدث الثوري في بلدان المنطقة قد فرض نفسه على “الرابطة” التي كانت تنحو، حتى الآن، لوضع “الديمقراطية” بين الأهداف.. اللاحقة والمؤجّلة، حتى لا نقول “الأخيرة”! كما تنبغي الإشارة إلى التباين بين موقف “الرابطة” ومواقف العفيف الأخضر (أحد أعضائها البارزين) الذي نشرنا له، أمس، ما يشبه “الرثاء الحزين” للأنظمة العربية!
“الشفّاف” الذي راهن على “الديمقراطية” منذ تأسيسه قبل 7 سنوات يرحّب بتأكيد “رابطة العقلانيين العرب”: “إننا نؤكد أنّ ثورات الشارع العربي الحالية قد أطاحت بأشهر التحفّظات الفكرية حول أولوية الديمقراطية: ومن بينها تلك التي تقول بأنّ الديمقراطية لا تأتي إلا مسبوقة بالحداثة، وبأنها قد تحمل الإسلاميين والأصوليين والمتطرفين إلى السلطة.”
ووفقاً لقول يُنسب إلى “تشرشل”، فالديمقراطية هي “أسوأ أشكال الحكم، باستثناء كل الأشكال الأخرى”!
الشفاف
*
تشهد المنطقة العربية موجة غير مسبوقة من المدّ الثوريّ الطافح بالأسئلة وبالآمال، يقودها شباب مسلّح بالطموح ومدجّج بأحدث وسائل التواصل. وتظلّ السمة الغالبة على هذا المدّ الجارف السلم المدنية والأسلوب اللاّعنفي في تدبير التغيير المنشود.
وإذ تختلف هذه الثورات في مطالبها وتحالفاتها الرئيسية فإنها تتوحّد في الأهداف: فقد تطالب برحيل الحاكم وبإسقاط النظام، وقد تطالب بتغيير الدستور وبإصلاح النظام، وقد تبتغي تقويض النظام الطائفي، أو الديني، غير أن الهدف يظل واحداً : الديمقراطية، بكلّ ما تعنيه من تداول على الحكم وفصل للسلطات، وانتخابات نزيهة، واستقلالية للقضاء، وعدم إفلات من العقاب فيما يخص جرائم حقوق الإنسان ، وأخيراً وضع حدّ للفساد المستشري.
وحيث أننا ندرك الطابع المفاجئ لهذه الثورات وانفلاتها من مربّعات التحكّم سواء في الداخل أو الخارج، فإننا نقدّر أنّ مساراتها، رغم تعقيدات الوضع واحتمالات المستقبل، تظل مفتوحة على أفق المرامي الكبرى للحداثة السياسية.
إننا، إذ نتفاءل بهذا المدّ الثوريّ الجارف ونعتزّ بانخراط عدد من أعضاء رابطة العقلانيين العرب في جبهات ثورية لا يخلو بعضها من اشتباكات وتضحيات، فإننا نتفهّم وجود مخاوف من انحراف هذه الثورات عن أهدافها الحداثية وانجرافها نحو مقاصد أصولية انتكاسية أو نحو فتن طائفية قد تأتي على الأخضر واليابس.
ينبع التخوف من قراءة لتاريخ الثورات ترى أنّ الثورة الفرنسية مثلا انحرفت عن أهدافها الديمقراطية ولم تعد إليها إلا بعد أجيال، وأنّ الديمقراطية ظلّت حلما بعيد المنال عند شعوب انتفضت على الدكتاتورية والاستبداد كما هو شأن الثورتين الروسية والإيرانية. على أنّ حجم المخاطر يزداد اتساعاً كلما كانت نسبة الأمّية أشدّ ارتفاعاً. إلا أنّ مبرّر انحيازنا المتفائل إلى صفّ الثورات العربية يكمن في أنّ الطابع الغالب عليها يتّسم بغياب أيّ إيديولوجية موجّهة أو زعامة سياسية تدّعي تمثيلية الثورة. وإننا إذ ندرك أنّ أسطورة “الممثل الشرعي والوحيد” كانت دائماً أقصر الطرق لانحراف الثورات نحو معاودة إنتاج التسلط والطغيان، فإننا نرجح كفة التفاؤل العقلانيّ، ونؤكّد انخراطنا النقديّ والاقتراحي في مسار التحولات الجارية بالمنطقة، بما يساهم في حسم اتجاهات الوعي لفائدة ديمقراطية موصولة بقيم الحداثة السياسية.
إن امتلاك الشباب العربي اليوم لتقنيات التواصل التفاعلي ولآليات التبادل المعلوماتي والمعرفي يجعل من أيّ ادعاء لامتلاك الحقيقة ولاحتكار الفضاء العموميّ والشأن العامّ، من طرف أيّ جماعة إيديولوجية أو تنظيم مغلق، مجرّد وهم. وحتى إن ظلّ يستهوي بعض هواة الهيمنة، فإنه سيتبدد عاجلاً في عالم صار أكثر انكشافاً.
إننا نؤكد أنّ ثورات الشارع العربي الحالية قد أطاحت بأشهر التحفّظات الفكرية حول أولوية الديمقراطية: ومن بينها تلك التي تقول بأنّ الديمقراطية لا تأتي إلا مسبوقة بالحداثة، وبأنها قد تحمل الإسلاميين والأصوليين والمتطرفين إلى السلطة.
وواقع الحال أن الديمقراطية، وإن لم تكن شرطاً كافياً لولوج عتبة الحداثة، فإنها في المقابل شرط ضروريّ للعبور الآمن نحوها.
ولعلّ تمحور ثورات الشارع العربي حول قيم الحرية والكرامة والعدالة والتغيير، ومواجهتها للأنظمة الاستبدادية بشعار الديمقراطية، وللأنظمة الدينية بشعار المدنية، وللأنظمة الطائفية بشعار العلمانية، ومواجهتها لحالات الانقسام بشعار الوحدة الوطنية، وتأكيدها على انخراط المرأة في الفضاء العمومي، وتحررها من الزعامات الأبوية، وعدم تأجيجها لمشاعر التحريض على الثأر والانتقام، وفتحها لفضاء النقاش العمومي، الذي كان مغلقا، يضع المنطقة العربية أمام فرصة تاريخية لولوج عهد الدولة الديمقراطية والحداثة السياسية.
لقد أعادت التحولات الجارية التأكيد بأنّ الوظيفة الأساسية للمثقف العقلاني العربي هي الدفاع عن الاستعمال الحرّ والعمومي للعقل. ما يعني أن الديمقراطية، بصرف النظر عن بعض التحفظات النظرية التي لم يعد لها اليوم من مبرّر، تظلّ الحاضن الأكبر للحداثة وللفكر العقلاني. وهذ ا هو على كل حال رهاننا.
رابطة العقلانيين العرب
في 15 أذار/ مارس 2011
الديمقراطية أولاً.. التنوير دائماً: موقفنا كعقلانيين من ثورات الشارع العربي أهل العقل الكلي سلام…لا أحد يلغي العقل ولا أحد ينكر هوى النفس..ولكن ما معنى أنّ قولك “معصوم” أو حتمي؟ أنا أعرف العقل المحض هو عقل فيلسوف يقوم على التناسق الكلي بين أقكاره. و يتمسك بها ليتحول إلى حارس أفكاره على تعبير علي حرب.ليس المطلوب من صاحب الحتميات العقلية أن يستبدل حتمياته ، بل فقط أن يتنازل ويعترف أنّ طبيعة “وثوقية” العقل نفسه بنفسه لا تفتح أي مجالا، بعد أن يقفل برمجته ،على أي برنامج جديد ، بل ألأسوأ أنه ينصب نفسه “منفردا بذاته ” (المنفرد بذاته في الفلسفة الاسماعلية يعني… قراءة المزيد ..
الديمقراطية أولاً.. التنوير دائماً: موقفنا كعقلانيين من ثورات الشارع العربي
صحيح لا يوجد بين يدي الآن شواهد على خطل بعض توجهات “رابطة العقلانيين العرب” لكن في العام ساهمت الرابطة من خلال تنظيرات مفكريهافي مد الاستبداد من حيث لا يدرون ولا يدري ببعض الأوكسجين فتهويلهم من الاسلاميين وأن صناديق الانتخاب ستأتي بهم تلاقت مع ما كانت تطرحه أنظمة الاستبداد ولا زالت . الجميل أن شباب الفيس بوك دحض تلك التنظيرات والفزاعات من أي جهة كانت.
الديمقراطية أولاً.. التنوير دائماً: موقفنا كعقلانيين من ثورات الشارع العربي
نعم الديمقراطية حق يراد به باطل في المجتمعات التي لازالت تتمأسس و تتمترس خلف ايدلوجيات شاملة من المقدس والدين ولن تحضر الا مزيدا من الخراب المقنن بارادة الاغلبية وستكون دكتاتورية الأغلبية عوضا عن دكتاتورية الفرد واذا كانت الاقلية سيسمح لها بالمعارضة فهو كعشم ابليس بالجنة والايام بيننا ومع ذلك لابأس من التجربة فكلها 1400سنة اخرى فقط لتحل علينا الليبرالية بأداتها الديمقراطية الصحيحة.
الديمقراطية أولاً.. التنوير دائماً: موقفنا كعقلانيين من ثورات الشارع العربي الأخ بيار عقل، شكرا لنشرك بيان الرابطة الأخير، ولتصويبك الخطأ المتعلق بانتساب الأستاذ عفيف الأخضر إليها. أودّ مع ذلك لفت انتباهك وانتباه قراء “الشفاف” الكرام إلى أنّ مطلب الدّيمقراطيّة ينصّ عليه البيان التأسيسي لرابطة العقلانيين العرب، وهو بيان نشر في آخر نوفمبر 2007. وللاستدلال على هذا أسوق الفقرة الموالية التي جاءت فيه : “تمثّل العقلانيّة التي تقول بها “رابطة العقلانيّين العرب” مطلباً مركزياً من مطالب الحداثة التي تقوم، في جملة الأسس التي تقوم عليها، على العلمانيّة والمجتمع المدنيّ ودولة القانون وحقوق المواطنة الاقتصاديّة والسّياسيّة والثّقافيّة والتّعليميّة والمدنيّة. وتولي “رابطة العقلانيين… قراءة المزيد ..
الديمقراطية أولاً.. التنوير دائماً: موقفنا كعقلانيين من ثورات الشارع العربي بما أن موقع “شفاف الشرق الأوسط” اختار أن لا ينشر بيان رابطة العقلانيين العرب إلا بمقدمة تبتغي التأثير القبْلي على القارئ حتى وقبل أن يقرأ أي كلمة من البيان، فهذا اختيار نتفهم دواعيه. وباعتباري أحد الموقعين على البيان أقول ما يلي : -البيان يتحمل مسؤوليته أعضاء رابطة العقلانيين العرب، فلماذا إقحام العفيف الأخضر في الموضوع؟ -الديمقراطية بالنسبة لنا ليست شعارا للمزايدة أو تحقيقا لسبق، وإنما هي معارك أولية ومستعجلة على عدة جبهات تشمل الحريات الفردية وحقوق الإنسان وحقوق الأقليات ومواجهة الرقابة وتكسير الطابوهات والتقليص من مجال المقدس… وهنا فرصيدنا شاهد… قراءة المزيد ..
الديمقراطية أولاً.. التنوير دائماً: موقفنا كعقلانيين من ثورات الشارع العربي
للبيان فقط ، وخلافاً لما جاء في تقديم موقع الشفاف لبيان الرابطة ، فإن السيد عفيف الاخضر ليس عضواً فيها وآراؤه لا تلزم أحداً سواه
الديمقراطية أولاً.. التنوير دائماً: موقفنا كعقلانيين من ثورات الشارع العربي إستطراد فاتني.لابد إنه جدث تقاطع بين قولهم الديمقراطية اولا و التنوير دومامع قولي الذي أواظب على ترديده منذ سنتين:”لبنان اولا وهويتي دوما”. عندهم غاب المكان، ربما لتوفره، وعندي تقدم المكان ربما لغيابه.و للمناسبة ، قد تكون هوية الانسان أو هواه، العقل المحض ،وقد يكون هويته ، اشياء تتبدل وتتغير.على العموم هم أسقطوا اللغة ، ولا عقل بدون لغة!. وللمناسبة فإن أوّل من أشتق لفظة هوية هم” المعتزلة عندما أضافوا ياء المصدر في الدلالة على سؤال من هو؟ فأستخرجوا من هو، الهوية ومن ما هو ،الماهية. تماما كما كان اركون قد… قراءة المزيد ..
الديمقراطية أولاً.. التنوير دائماً: موقفنا كعقلانيين من ثورات الشارع العربي
خطوة الى الامام.هذا ممتاز.إنّ الناس إنْ اعُطيت حقها في التجريب ،ستجرب،والانسان سمته التناسي و التحول. وهو دائما في موازاة بين مصالحه وهواه.فإنْ سحبه هواه إلى الضرر، عاد الانسان بطبعه عن هواه.وإن سحبه عقله بعيدا عن هواه، إرتد على عقله,خصوصا عندما تكون خواتيم البرامج كارثية ونهاية الحتميات إنقلابات.تابعت العقلانيين العرب، ووجدت في بعض مانشروه معقولية واضحة ومواضيع اراها تمام . وفي مواضيع أخرى، قلبت صفحتهم وقلت:”أول الخطأ تصور نفسك أنّك لا يأتيك الخطأ.كانوا تقريبا نسخة مخفية عن محمد أركون، فيها من صوابه وفيها من تهويماته . ولسنا بأحسن منهم.