بعد ساعتين من إعلان حكومة ليبيا الجديدة، مساء الخميس في 24 نوفمبر، تم احتجاز قائد الميليشيا الإسلامية عبد الحكيم بلحاج، لفترة وجيزة، في مطار طرابلس الدولي على أيدي رجال منافسه الأول “عبدالله ناكر”، الذي يقود بدوره ميليشيا مسلّحة في العاصمة. وتشير هذه الحادثة إلى صعوبة المهام الملقاة على عاتق الحكومة الإنتقالية التي يرأسها عبد الرحيم الكيب، وأكثرها إلحاحاً هو نزع أسلحة الميليشيات الكثيرة التي تشكّلت إبان الحرب الأهلية وبناء جيش وطني ليبي.
كما تشير الحادثة إلى ميزان القوى الناجم عن تشكيل الحكومة الجديدة. فالسيد “عبدالله ناكر” هو من “الزنتان”، مع أنه يتمركز الآن في طرابلس. وقد خرجت هذه المدينة، التي تقع على بُعد 170 كليومتراً إلى جنوب غرب العاصمة، رابحةً من عملية توزيع الحقائب التي شهدت منازعات حادة. وقد كوفئت “الزنتان” و”مصراته” لدورهما في تحرير “طرابلس” في شهر أغسطس، ثم في اعتقال معمّر القذّافي، الذي قتله ثوار “مصراته” في 20 أكتوبر، وفي اعتقال إبنه “سيف الإسلام”، الذي يحتجزه ثوّار “الزنتان” منذ 19 نوفمبر. فذهبت حقيبة وزارة الدفاع إلى رئيس المجلس العسكري للزنتان، “أسامة الجويلي”، في حين تولى عضو المجلس العسكري لـ”مصراته”، “فوزي عبد العال” وزارة الداخلية.
ويراهن السيد الكيب، وهو أستاذ جامعي درس في الولايات المتحدة وعاش في دولة الإمارات، على أن الأكثر أهلية لإدارة ملف نزع سلاح الثوار ومستقبل المقاتلين هي المدن الأكثر تسليحاً والأقل إنصياعاً للسلطة المركزية. وتنتظر حكومةَ الكيب ملفات صعبة أخرى، بينها إنتخاب “جمعية تأسيسية” في غضون 8 أشهر، وتنظيم محاكمة “سيف الإسلام القذافي” التي أبدى مدّعي عام المحكمة الدولية إستعداده للتنازل عن ملفّها، وكذلك مصير “عبدالله السنوسي”، الذي كان الرجل الثالث في نظام القذافي، وقد أعلن عن اعتقاله في يوم 20 نوفمبر ثم انقطعت أخباره.
أما أبرز الخاسرين في الحكومة الإنتقالية، التي أُعلن عنها يوم الثلاثاء، قبل ساعات من انتهاء مهلة الشهر التي حدّدها المجلس الإنتقالي، فهم الإسلاميون، والليبراليون، ومنطقة “برقة” (شرق ليبيا) والأقليات العرقية. فلم يحصل الإسلاميون، الذين كانوا يرغبون في حقيبتي الدفاع والتعليم، على أي وزارة. ولم تحصل مناطق ليبيا الشرقية، التي كان لها وزن مبالغ بسبب دور كطليعة للثورة، سوى على خُمس الوزارات. والمحامي “فتحي تربل” هو الممثّلُ الوحيد لمدينة بنغازي.
إبعاد الليبراليين
ويقول ديبلوماسي غربي أن تشكيل الحكومة يعكس “إرادة واضحة بتعديل التوازن لصالح غرب ليبيا”. ويمكن لهذا الإختيار أن يولّد توتّرات. ففي 18 نوفمبر، سعى ضباط عقدوا إجتماعاً واسعاً في مدنية “البيضا” (في شرق ليبيا) إلى فرض “خليفة حفتر”، وهو جنرال متقاعد كان يعيش في المنفى بالولايات المتحدة، كرئيس لأركان الجيش الليبي الجديد.
كما تمّ استبعاد كل الليبراليين من أصدقاء رئيس المكتب التنفيذي السابق. وقد حذّر وزير النفط السابق، “علي الترهوني”، من “خطر يحدق بسيادة ليبيا” وبـ”ثرواتها” في إشارة ضمنية إلى قطر. وجدير بالذكر أن النفط بات الآن مسؤولية “عبد الرحيم بن يزة”، الذي كان أحد كوادر شركة “إيني” النفطية الإيطالية، الأمر الذي لم يعجب الفرنسيين والبريطانيين والأميركيين.
أما أبرز الذين تجاهلتهم حكومة “الكيب” كلياً فهم الأقليات غير العربية: “التبّو”، و”الطوارق”، وخصوصاً “البربر” في منطقة “جبل نفوسه” الذين أعلنت منظمتهم الرئيسية، وهي المؤتمر الأمازيغي الليبي، وقف كل تعاون مع “المجلس الوطني الإنتقالي”.
كريستوف أياد- جريدة “لوموند” الفرنسية
الدفاع والداخلية للزنتان ومصراته: الإٍسلاميون والليبراليون والأقليات أكبر الخاسرين
السلام عليكم
نهنئ الشعب اليبي على الانتصار احترس من الفتنة
الدفاع والداخلية للزنتان ومصراته: الإٍسلاميون والليبراليون والأقليات أكبر الخاسرين
إستبعاد البربر ، مسألة غير مفهومة و هو اقصاء لمن كان لهم الدور الابرز في اسقاط القذافي. فهل لعبت فرنسا هذا الدور باعتبار ان البربر انفسهم لهم ميول اسلامية؟ من يعرف فليعلق و منه نستفيد.