اجتاح السوفيات دول البلطيق عام 1940 بموجب اتفاق مولوتوف-ريبينتروب مع المانيا النازية
وتجمعت الحشود في شوارع فيلنيوس لالقاء تحية الوداع على المقاتل الذي كان يطلق عليه اسم “فاناغاس” أو “الصقر”، وهو من كبار قياديي المقاومة الشعبية في ليتوانيا ضد الاحتلال السوفياتي.
وقالت الرئيسة داليا غريبوسكايت أمام النعش الذي لف بالعلم الوطني “شخص واحد كان يشكل خطرا على النظام، حتى أنهم لم يحاولوا التخلص منه ومن عائلته فحسب، بل أيضا إخفاء هويته، وقد فشلوا في ذلك”.
واعتبر رئيس الوزراء الليتواني سوليوس سكفيرنيليس أن الجنازة الرسمية هي يوم “عدالة تاريخية”.
وبدأت المقاومة في ليتوانيا ضد السوفيات عام 1944 ردا على القمع الذي مارسه الجيش السوفياتي والترحيل الجماعي لليتوانيين الى سيبيريا وفرض التجنيد الاجباري في الجيش الاحمر.
وفي العام التالي انضم فاناغاس الذي كان يعمل مدرسا الى احدى مجموعات المقاومة التي كانت تتمتع بدعم قوي في الريف ليصل عديدها الى 20 ألف مقاتل في مراحلها الأولى، قبل أن يتناقص بشكل تدريجي الى عدة مئات عام 1952.
واعتقلت السلطات السوفياتية فاناغاس عام 1956 بعد سنوات من عيشه متخفيا، حيث جرى تعذيبه بقسوة واعدامه في السنة اللاحقة والقاء جثته في قبر جماعي مجهول.
لكن علماء آثار ليتوانيين تلقوا العام الماضي معلومات عن مقبرة لأشخاص تم اعدامهم لارتكابهم “جرائم سياسية”.
وأكد فحص حمض نووي في حزيران/يونيو ان بقايا عثر عليها في المقبرة تعود الى “فاناغاس”.
وقالت ابنته أوكسوت رامانوسكايت للتلفزيون الليتواني “الآن أعرف قبره الذي يمكن أن اذهب اليه عندما أرغب في أن اكون معه. أعتقد أنه سيكون رمزا لجميع المقاتلين من اجل الحرية”.
واجتاح السوفيات دول البلطيق عام 1940 بموجب اتفاق مولوتوف-ريبينتروب مع المانيا النازية.
وكانت ليتوانيا أول جمهورية تعلن استقلالها في آذار/مارس عام 1990 عن الاتحاد السوفياتي، لتنضم عام 2004 الى الاتحاد الأوروبي والحلف الاطلسي.
وتظلل أزمات الماضي العلاقات المتشنجة بين فيلنيوس وموسكو، اذ ترفض الأخيرة الاعتراف بأن حكمها ليتوانيا مدة خمسة عقود كان احتلالا او اعتبار عمليات الترحيل التي قام بها السوفيات جريمة.