ما دور الجزائر في الصراع الدائر في ليبيا؟ معلومات المعارضة الليبية، ومعلومات أخرى متداولة في باريس، تؤكّد أن نظام الرئيس بوتفليقة يدعم القذافي بكل إمكاناته. ولكن التفاصيل غير متوفرة.
*
الجزائر -مسعود هدنة
نفت الجزائر، رسميا، اتهامات وجهها لها الثوار الليبيون بتواطؤ حكومتها مع الزعيم الليبي معمر القذافي في حربه ضد شعبه,
عبر تسهيل دخول المرتزقة إلى الأراضي الليبية. وقال مساعد وزير الخارجية الجزائري مراد مدلسي في تصريح ليومية “الخبر”، الخميس 4-3-2011، إن الجزائر “تُكّذب تكذيبا قاطعاً تصريحات المتحدث باسم ما يعرف بالمجلس الوطني الانتقالي في ليبيا المدعو عبد الحفيظ غوقة”. وقال المسؤول الجزائري الذي أبقى اسمه بعيدا عن الأضواء، إن تصريحات غوقة “عشوائية وتفتقد إلى الدقة، وإننا ننفي أي تواطؤ مع القذافي ضد ثورة الشعب الليبي، أو إرسال مقاتلين للدفاع عنه، أو نقل مرتزقة أفارقة إلى ليبيا للقتال إلى جانب القوات الموالية له”. وتأتي الاتهامات التي وجهها غوقة للجزائر بعد ضبط الثوار الليبيين جوازات سفر جزائرية خلال العمليات القتالية، وردّت الجزائر عل لسان مساعد وزير الخارجية بالقول “إن ما بثته قنوات تلفزيونية من جوازات سفر جزائرية، قيل إنها تعود لمرتزقة جاؤوا من الجزائر للقتال مع القذافي، تعود لعمال جزائريين كانوا يعملون في ليبيا”، وأضاف “ما يجري محاولة مبيتة ودنيئة وغير بريئة من بعض الأطراف لتوريط الجزائر”. وكانت وزارة الخارجية الجزائرية أصدرت بيانا مطلع الأسبوع المنصرم، نفت فيه “تسخير طائرات عسكرية لنقل مرتزقة من دول إفريقية إلى ليبيا”.
صمت حكومي
وشكل الموقف “الصامت” للحكومة الجزائرية تجاه الثورات المتتالية في كل من تونس ومصر وحاليا ليبيا رغم عامل القرب الجغرافي والتاريخي خيبة أمل كبيرة لهذه الشعوب لاسيما تونس، حيث أدان ناشطون تونسيون الموقف السلبي لحكومة “بوتفليقة” تجاه الأزمة الإنسانية التي تشهدها الحدود التونسية الليبية مقابل تحركات أوروبية ودولية.
ودفع هذا الصمت الأمم المتحدة إلى استثناء الجزائر من بيان الإشادة بالجهود المصرية والتونسية في استقبال النازحين من ليبيا.
كما أبدت أحزاب سياسية ومثقفون ودبلوماسيون جزائريون انزعاجهم من صمت خارجية بلادهم, وسوء تقديرها للموقف، وعجزها عن بلورة موقف يؤمّن لعلاقة مستقبلية مع تونس ما بعد الثورة.