بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
خطابي للثائر الصادق فقط.
إذا أردت أن تقرأ كلامي كما تقرأ منشوراً على الفيس بوك فرجاءً لا تكمل.
اقرأ بعيني قلبك فقط. واسمع خطابي في داخلك:
يا أيها الثائر الصادق في طريق الحرية والكرامة والعدالة
يا أيها الثائر الصادق إليك خطابي لا لغيرك
كم آلمك في الماضي ذل أخيك بل ذلك أنت وكم تمنيت أن تعمل شيئاً لأجل ذلك، كم حلمتَ في ما مضى من عمرك أن تبذل نفسك لله. كم حلمت فيما مضى أن تكون من أولئك الذي شرّفهم الله بإحقاق الحق وإبطال الباطل.
هل تظن أن هذه الفرصة ستتاح لك مرة أخرى في حياتك؟
دعني أحدثك عما ينتظرك أيها الثائر الصادق، من البديهي أن نقول: إنا ننتظر الحرية والكرامة والعدالة لأنفسنا وأولادنا. وهذا أمر عظيم تبذل له النفوس وترخص في سبيله الأرواح. ولكن ربما يغيب عن بالك معنى الصدقة الجارية في خضم أحداث الثورة.
بكرم الله سيكتب لنا النصر.
وبعد ذلك ما من عدالة تقام إلا ولك فيها أجر إلى يوم الدين، وما من سوري يأخذ كرامته إلا ولك فيها أجر إلى يوم الدين، وما من سوري يأخذ حقّه -مهما كان ذلك الحق- إلا ولك فيه نصيب من الأجر.
هل تظن أن هذه الفرصة ستتاح لك مرة أخرى في حياتك؟
لك أن تتخيل معي كم وكم من الأشياء التي ستتحقق: حاجة الفقراء وإكرام اليتامى وتعليم الأجيال ما ينفعهم حقا والوقوف بوجه الظلم في المستقبل …..و و و و و
وباب التخيل أمامك مفتوح.
لو أن بلدا أصابها المطر أربعين يوماً متتاليا فكم سيكون من الخير في هذه البلد وكم سينبت بها الزرع. اسمع إلى نبيك صلى الله عليه وسلم لما يحدث الناس بأن إقامة عدل واحد خير من أن تمطروا أربعين يوماً.
هل تظن أن هذه الفرصة ستتاح لك مرة أخرى في حياتك؟
واليوم نجد بعض الإخوة –يا أسفاه- يتعبون ويعملون ثم يكتفون أن يكون أجرهم ظهوراً على الإعلام أو كرسياً في مجلس وهمي، أو مديراً لصفحة خيالية بل ويتخيل نفسه بلقاء مع الجزيرة يحدثهم عن أمجاده.
يبطلون أعمالهم بالتباهي ، ويكتفون بمدح الناس لهم.
يا أيها الثائر الصادق: لا يؤلمك اليوم أن تعمل وترى غيرك في الواجهة؛ لأن من تعمل له يراك، ومن تحبه أن يراك هو فعلاً يراك، ويكفيك نظره إليك، ويكفيك أنه يباهي ملائكته بك وبأمثالك من طلاب الحق ويقول لهم: انظروا إلى عبادي كيف خرجوا في سبيل إحقاق الحق الذي أحبه وخرجوا في سبيل إحقاق الكرامة التي وهبتها للناس وخرجوا في سبيلي.
يا أيها الثائر الصادق: دعهم يظهرون في الواجهات الإعلامية، ودعهم ينسبون أعمالنا لهم، وينسبون بطولاتنا إليهم.
نحن قلناها من أول الثورة: هي لله هي لله . لا للسلطة ولا للجاه.
هل تظن أن هذه الفرصة ستتاح لك مرة أخرى في حياتك؟
لا أظن …. لأن الظلم لن يتجرأ أن يمدّ رأسه في سوريا بعد اليوم فلن نحتاج لثورة أخرى.
حماه