“التقرير الاسود” للفاتيكان: بكركي فقدت دورها وتوزعت ولاءات المسيحيين

0

اقتراحات عملية لاستعادته وانتخاب رئيس من خارج القادة الاربعة سريعا

المركزية- حال انعدام الامل بأن تنتج جلسات الانتخابات الرئاسية رئيس جمهورية بعدما بلغ عدادها الرقم 30، وبات انعقادها بالكاد يذكر في وسائل الاعلام ويغيب عن مناقشات الصالونات السياسية لا بل يوظف من جانب بعض النواب الذين يستغلون حضورهم الى المجلس النيابي لاثارة ملفات لا تمت الى الواقع الرئاسي بصلة، ليست لبنانية حصرا. فالاجواء الخارجية المتسربة من بعض مقار الدول المعنية نسبيا بالاستحقاق لا توحي بالعكس، والجهود المبذولة في اتجاه ازالة العقبات الحائلة دون انجاز المهمة لبنانيا تصطدم بالعوائق نفسها منذ عام وخمسة اشهر.

وتكشف مصادر سياسية مطلعة أن احد كبار الكرادلة في الفاتيكان المطلّع على الملف اللبناني بأدق تفاصيله زار بيروت اخيرا واجتمع مع البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي والقادة الموارنة وقيادات لبنانية، رفع على الاثر تقريرا الى قداسة البابا فرنسيس بنتائج اجتماعاته واتصالاته في بيروت، أطلقت عليه تسمية “التقريرالاسود” نسبة لما تضمن من اجواء سوداوية عن اوضاع المسيحيين في لبنان والمنطقة والشغور الرئاسي على مدى اكثر من عام ونصف العام، وفيه اشارة واضحة الى “تغييب دور بكركي واضعافها على مستوى القرار الوطني المسيحي امام تقدم واضح للقادة الموارنة الذين يتخطونها بسبب غياب الموقف والرؤية والحزم وانحلال العصب المسيحي لدى الزعماء الموزّعي الولاء بين المكونين الطائفيين السني والشيعي وبين المحاور الاقليمية الممثلة بسوريا وايران والسعودية، مما افقد المسيحيين دورهم الفاعل وحضورهم المميز على المستوى الوطني العام.

ويشير التقرير الى ظهور بارز للتطرف الديني والمذهبي في المنطقة واضطهاد المسيحيين لكونهم من الاقليات وتنامي ظاهرة الاعتداء على الكنائس وتحطيم الرموز الدينية وخطف مطارنة وكهنة ورهبان وراهبات، مما شجع المسيحيين على الهجرة. واضاء التقرير وفق ما تقول المصادر على تداعيات شغور المركز الاعلى للمسيحيين في المنطقة، رئاسة الجمهورية اللبنانية، على اوضاع المسيحيين في لبنان والمحيط“.

وبعدما يوصّف التقريرالوضع بدقته وتفاصيله كافة لجهة ما يتعرض له المسيحيون وتناقص اعدادهم بما يهدد بفقدان المنطقة ميزة تنوعها في حال غياب مكون الاقليات، وابقائها ضمن دائرة المواجهات بين العالمين السني والشيعي، يقدم جملة مقترحات وخطوات عملية للحد من تغييب دور ووجود مسيحيي الشرق، تبدأ بتدعيم وضع الكنيسة المارونية لجهة استعادة دورها وتأثيرها على الشارع المسيحي والقادة السياسيين من خلال تفعيل هذا الدور والعمل السريع على انتخاب رئيس ماروني من نبض الشارع يتمتع بالعصب المسيحي والنظافة والكفاءة، رؤيوي من خارج الاصطفافات السياسية ونادي القادة الاربعة، رئيس مقبول من الجميع قادر على اعادة تثبيت الحضور المسيحي في لبنان وانعكاسه على سائر دول المنطقة، وازالة حال الاحباط التي تولدت في جانب منها نتيجة العجز عن انتخاب رئيس للبنان.

واستنادا الى هذا التقرير كثف الكرسي الرسولي اتصالاته مع فرنسا وروسيا وبعض الدول المؤثرة من اجل تسهيل انتخاب رئيس. واثار البابا فرنسيس الموضوع مباشرة كما تقول المصادر مع الرئيس الاميركي باراك اوباما اثناء اجتماعه به في واشنطن الشهر الماضي، حيث استند في مقاربته الى مضمون التقرير المشار اليه وخطورته. ونقلت مصادر المعلومات ان اوباما ابلغ البابا انه سيبذل الجهد اللازم من اجل انتخاب رئيس في لبنان، وان واشنطن تؤيد ما يتم الاتفاق عليه وهي تواصل تقديم المساعدات للبنان عبر دعم الجيش في حربه على الارهاب وهو يحقق خطوات مهمة في هذا المجال شكلت محط تقدير وثناء من قبلنا. كما ابلغ اوباما البابا انه سيبحث الموضوع مع فرنسا واصدقاء الولايات المتحدة وقد يحث الامم المتحدة على ممارسة الضغط على الاطراف الاقليميين والمحليين لتسهيل انتخاب الرئيس.

Subscribe
نبّهني عن
guest

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
Share.