لماذا اختار البطريرك الماروني أن يتطرّق الآن إلى موضوع “التنافر في الرأي” بين المطارنة وبالأحرى بين المطارنة والبطريرك؟ سؤال ربما تجيب عليه الأسابيع المقبلة..
البطريرك اللبناني يقف مع 14 آذار دون أن يسمّيها، ويتّهم سوريا بالتدخّل في الإنتخابات، ويتفهّم تصريحات وليد جنبلاط التي حسب قوله لم تؤثّر “تأثيراً كبيرا على المصالحة التاريخية في الجبل”.
وهو يدعم الرئيس ميشال سليمان كرئيس لكل اللبنانيين، وليس للمسحيين وحدهم. ويعتبر أن وسطية الرئيس سليمان “أعادت لقصر بعبدا رمزيّته”.
*
وطنية – 26/4/2009 جدد البطريرك الماروني الكاردينال مار نصر الله بطرس صفير، مطالبته بقانون انتخاب “يحقق العدالة أكثر”. وقال إن أموالا طائلة تنفق في هذه الانتخابات “وهذا الأمر يفسد الانتخابات نوعا ما”. وأكد أن البطريركية “تقف مع مصلحة لبنان” وأنها لا تسمح لنفسها بأن تكون مع فريق ضد فريق “ولكن إذا كان هناك فريق يبحث عن مصلحته الخاصة وهذه المصلحة لا تصب في ما يفيد لبنان فنحن لا يمكننا أن نقف على الحياد”. وكرر تأييده للكتلة الوسطية “وهي التي ترجح الكفة”، ورأى أن ما صدر عن النائب وليد جنبلاط لم يؤثر “تأثيرا كبيرا على المصالحة التاريخية في الجبل”.
جاء ذلك في حديث للبطريرك صفير إلى برنامج “بموضوعية” مع الزميل وليد عبود، وزع تلفزيون “أم تي في”، أبرز ما ورد فيه. ومنها قوله: “في هذه الإنتخابات هناك أموال طائلة تنفق، وهذا الأمر يفسد الانتخابات نوعا ما، كما أن هناك تجاذبات كثيرة يتعرض لها الناخبون اللبنانيون، وهذه التجاذبات داخلية وخارجية، إذ من جيراننا من لهم غايات وأغراض في هذا البلد، وهم يبذلون جهدهم بالتدخل في الشؤون الإنتخابية، ويعتقدون أنهم إذا ربحوا الإنتخابت فإنهم يكونون قد حققوا إنتصارا لهم، وهذا الأمر لا يتعلق كما أعتقد بالطرفين في البلد بل بطرف واحد”.
وقال: “نحن كبطركية نقف مع مصلحة لبنان. طبعا هناك أطراف كثيرون يقفون مع مصلحة لبنان، ولكن نحن لا يمكن أن نسمح لأنفسنا بأن نكون مع فرق ضد فريق، وهذا إذا كان كل الأفرقاء يبحثون عن مصلحة لبنان، ولكن إذا هناك فريق يبحث عن مصلحته الخاصة وهذا المصلحة لا تصب في ما يفيد لبنان، فنحن لايمكننا أن نقف على الحياد”.
أضاف: “لا أعتقد أنه عبر قانون العام 1960 المطبق في هذا الإنتخابات، يأتي المسيحيون بجميع النواب المسحيين، إذا أن هذا القانون يأتي بنواب ربما لا يريدهم المسيحيون، لذا المطلوب أن يكون هناك قانون يحقق العدالة أكثر، وقد يتحقق هذا الأمر عبر الدائرة الفردية أو عبر إنتخاب كل طائفة لنوابها، أو بتقسيم مختلف”.
وقال: “نحن مع الكتلة الوسطية، وهي التي ترجح الكفة، وهذا الأمر ليس اختراعا لبنانيا، إذ أن هذا الأمر مطبق في بلدان كثيرة، فمثلا في إيرلندا كانت الكتلة الوسطية، هي التي ترجح الكفة حيثما تميل، وبالتالي يكون للكتلة الوسطية شأن حيثما يكون هناك تطرف”.
ورأى “أن رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، يبذل ما في وسعه كي يعيد لبنان الى الساحة الدولية، وهو ليس رئيس المسيحيين، بل هو رئيس اللبنانيين على اختلاف طوائفهم واتجاهاتهم، ولكن أصبح للمسيحيين بما أنه مسيحي طبعا، رئيس ينتمي إليهم ولكنه لا ينحاز إليهم، فهو يدير شؤون البلد، ويعرف أن البلد ليس للمسيحيين فقط، بل للمسيحيين والمسلمين، وهذه السياسة الوسطية للرئيس سليمان أعادت الى قصر بعبدا رمزيته. ومع أن الظروف اقتضت النيل من صلاحيات رئيس الجمهورية، إلا أن الرئيس سليمان يسير دفة البلد كما يجب أن تسير”.
وقال: “ما صدر عن النائب وليد جنبلاط عاد وأوضحه شخصيا في مؤتمر صحافي، كما أوضحه لنا عبر إيفاد الوزير وائل أبو فاعور”، الذي قال لنا أن الحزب التقدمي الإشتراكي وأن رئيسه يكنان كل احترام للكرسي البطريركي. على كل حال نحن نكن كل الاحترام والتقدير للنائب جنبلاط، ولا أعتقد أن ما صدر عنه أثر تأثيرا كبيرا على المصالحة التاريخية في الجبل، ولا سيما أنه أوضح ما كان يريد أن يقول”.
وأمل “في أن تحقق طاولة الحوار نتائج، والحوار في المبدأ خير من اللاحوار، لكننا لا نريد أن يصبح الحوار للحوار إذ يصبح الأمر تمثيلية، أي نريد للحوار أن يكون له هدف، وأن يكون هناك تفاهم، وأن يغير بعض الشيء في الجو السائد في البد. لكن حتى الآن هذا الحوار لم يغير الشيء الكثير، ولكنه قد يغير”.
ليس مطلوبا من المطارنة أن يعكسوا موقف البطريريك دائما!!
وشدد على أنه “لا يمكن أن يكون هناك سلام دائم في لبنان ما دام هناك بعض الأيدي التي تحمل السلاح غير الرسمي”، وأعتقد الآن ما يحصل في لبنان في هذا الإطار يخرج عن القاعدة في العام”. وأعرب عن اعتقاده بأن “الاهتمام بلبنان لا يزال هو بالنسبة الى الولايات المتحدة الأميركية، والمسؤولون الأميركيون يؤكدون أن لا صفقة على حساب لبنان، ويشددون على أن لبنان بلد مستقل ونحن نساعده في الحفاظ على استقلاله”.
وأعلن “أن زيارة سوريا اليوم أمر غير وارد، ولا نرى أن الأمور تستدعي مثل هذه الزيارة، مع العلم أن تبادل العلاقات الديبلوماسية خطوة جيدة ونحن نباركها. في المقابل فإن السوريين ما زالوا يتدخلون عندما يريدون في الشأن الداخلي اللبناني عبر أصدقائهم … والصديق وقت الضيق”.
وقال: “نحن مع إعادة النظر في الاتفاقات المعقودة مع سوريا إذا كانت لا تحقق مصلحة البلدين. فالعلاقات يجب أن تكون سوية، وأن تكون في مصلحة البلدين، فإذا كانت في مصلحة بلد دون آخر، فإنها ليست علاقة مشتركة”.
وعن البيانات التي تصدر عن مجلس المطارنة الموارنة، قال إنها “تعكس رأي المطارنة كمجموعة، إذ ليس مطلوبا من المطارنة أن يعكسوا موقف البطريريك دائما، باعتبار أن هناك تشاورا في ما بيننا، قد تكون هناك أراء متنافرة، لكن في النهاية المطارنة يوافقون على ما نقوله علنا للناس”.
البطريرك يتفهّم كلام جنبلاط ويرفض زيارة سوريا ويتميّز عن بيانات المطارنة!
صفير رمز الطائفية والتعصب الأعمى ضد الاسلام وضد الفلسطينيين,
طوال ثلاثين عاما لم تصدر منه كلمة واحدة منه لادانة مجازر اسرائيل ضد الفلسطينيين في فلسطين ولبنان ولم يقم حتى بادانة مجازر اسرائيل في قانا في جنوب لبنان والتي ارتكبتها بحق الأطفال اللبنانيين.
بينما سارع سيادته الى اقامة قداس لضحايا 11 ايلول في أمريكا وأقام لهم مجالس العزاء