كشف الصرح البطريركي في بكركي عن رغبة البطريرك صفير في التقاعد والخلود الى التأمل والراحة بعد مسيرة طويلة من العمل في السدة البطريركية كان فيها وخلالها أبا للاستقلال الجديد ومدافعا صلبا عن الكيان اللبناني، والعيش المشترك، عصيا على الإغراء ات والتهديدات على حد سواء.
منذ سنوات وأعين اعوان سوريا في لبنان اتباعها على موقع البطريرك، فصفير لم يزر دمشق، ورفض ملاقاة البابا يوحنا بولس الثاني الى دمشق كي لا يحسب عليه أنه التقى مسؤولين سوريين أثناء إحتلالهم لبنان فيكسبون شرعية من مجرد جلوسهم معه.
البطريرك الذي اتعبته السنوات وهو بلغ منها ما تجاوز التسعين كاشف حاضرة الفاتيكان برغبته بالتقاعد منذ شهرين، وهو لم يتقدم بإستقالته فهذا ليس عرفا كهنوتيا ولا كنسيا، الرد الفاتيكاني استمهل غبطته، وطُلب من البطريرك صفير الاستمرار في مزاولة مهامه، الامر الذي لا يزال قائما حتى الساعة.
ومن المتعارف عليه أن البطريرك يزاول مهامه حتى وفاته ونادرة هي الحالات التي شغل فيها السدة أكثر من بطريرك واحد، والتاريخ الماروني الحديث يسجل حالة واحدة فقط مع البطريرك الحالي مار نصرالله بطرس صفير الذي تم إنتخابه بطريركا بعد أن أعي المرض سلفه البطريرك خريش فأقعده عن مزاولة مهامه، فتدخلت حاضرة الفاتيكان وعينت مدبرا رسوليا ليكون بمثابة وصي على البطريرك خريش هو المطران ابراهيم الحلو، الامر الذي تم إعتباره خروجا على التقاليد الكنسية، عندها تم اللجوء الى إنتخاب بطريرك جديد هو البطريرك الحالي نصرالله صفير.
المعلومات من الصرح البطريركي لخصت ل “الشفاف” الوضع على النحو التالي:
– مجلس المطارنة يعاني من نقص كبير في عدد الاعضاء بعد إحالة العديد من بينهم الى التقاعد، ويبلغ عدد المقاعد الشاغرة حاليا ثمانية يستوجب إنتخاب بدائل لهم.
– البطريرك صفير ما زال يتمتع بكامل قواه العقلية والجسدية وهو يطلب الراحة لا أكثر ولا أقل.
– البطريرك صفير يريد الحؤول دون الوصول الى تعيين مدبرا رسوليا لتلافي الوقوع في المأزق الذي وقعت فيه السدة البطريركية في العام 1986، وهو تاليا يريد تأمين إنتخاب بطريرك على حياته.
– البطريرك صفير رسم خطة طريق لتقاعده، بعد أن ابلغ الفاتيكان برغبته هذه، وهو يعمل على تنفيذها وتقضي بالتالي:
اولا: إنتخاب ثمانية مطارنة جدد بعد عودته من الفاتكيان مطلع آذار المقبل، وفق الآليات المتبعة حيث يلتئم مجلس المطارنة في خلوة روحية يتم خلالها إستعراض الاسماء المرشحة، والاتفاق على ثمانية مطارنة جدد يتم إرسال أسمائهم الى روما من اجل تثبيتهم في منصبهم.
ثانيا : بعد ملء الشواغر في مجلس المطارنة، يتم إقامة حفل تكريم للبطريرك الحالي في شهر نيسان المقبل، بدأ العمل على إعاداه بإشراف لجنة ثلاثية، مؤلفة من جامعة اللويزة والمجلس الكاثوليكي للاعلام، والصرح البطريركي، يغادر بعدها البطريرك صفير الى المقر الصيفي في الديمان، ويصار حينها الى إنتخاب بطريرك جديد.
أما البطريرك صفير، وبعد إنتخاب بطريرك جديد له ملء الحرية في إختيار مقر إقامته سواء في الصرح البطريركي أو في أي دير يختاره أو في أي مكان يرتأيه.