لا نعتقد أبداً أن هناك أية مبررات لا قيمية ولا وطنية ولا إيمانية للضجة المفتعلة والمسرحية التي أثيرت على برنامج بسمات وطن وعلى شخص مخرجه ومعده شربل خليل على خلفية الحلقة التافهة فنياً وسياسياً والساقطة وطنياً والتي أظهر خلالها خليل شخصية شبيهة بسيدنا صفير قامت ممثلة خفيفة الدم من فريقه بمحاورته.
شاهدنا الحلقة عدة مرات ولم نجد فيها ما يبرر الهجمة المستأسدة عليها. لمثيري الضجة نقول انتم جداً غرباء عن ثقافة وفكر وإيمان وتواضع وتسامح سيدنا صفير الذي لم يرد في يوم من الأيام على أي اهانة تعرض لها، وما أكثرها. وبالتالي انتم تخلطون بين ثقافة شخصين هما صفير والراعي وهنا الإشكال الكبير.
انتم عن معرفة أو عن جهل لا فرق، تدافعون عن الراعي الذي ومنذ توليه كرسي بكركي هو في حرب مكشوفة مع الإعلام ومع ما يزيد عن نصف اللبنانيين بسبب فلتان لسانه وهرطقة مواقفه وتحالفاته المسورنة والمبعثنة والملالوية.
انتم تريدون أن تحصنوا الراعي على أساس انه رمز ديني وبالتالي يحق له ما لا يحق لغيره. انتم تتوهمون طبقاً لثقافتكم النفعية أنه لا يجب التعرض للرموز الدينية بقولكم “نحنا مع سيدنا ع العمياني ودون تردد”.
نسال هل كل من الأسير ونصرالله وقاسم وقاووق ويزبك وبكري والشهال ودرويش ومظلوم وغيرهم الكثر ليسوا رجال دين ورموز دينية؟ هؤلاء دخلوا المعترك السياسي والكل يتعاطى معهم على هذه الأساس، وخلصونا من هرطقة “حماية رموزنا الدينية” فالرمز يا سادة يا كرام يبقى رمزاً طالما لم يتلوث بأوساخ السياسة اللبنانية، ونقطة على السطر.
نذكركم هنا أن كل منتقدي الراعي ونحن منهم لم تكن أياً من الانتقادات التي طاولته من قبلنا لها أية علاقة بالدين ولكن بحت بالسياسية والتحالفات والمواقف. نحن لسنا من المغرمين ببسمات وطن ولا بشربل خليل ولكن برنامجه سياسي بامتياز وناطق باسم محور الشر بأكثر من امتياز وإن كان بشكل هزلي رخيص ومبتذل.
شربل خليل مثله مثل كثر من أقرانه العاملين في العديد من وسائل الإعلام اللبنانية المأجورة والمؤجرة الذين لا يمتون للصحافة ولحرية التعبير بصلة كونهم ينفذون فرمانات من يوظفهم ويمولهم ويمسك بأقلامهم وألسنتهم مقابل المال النظيف والطاهر والبترولي الملالوي السعودي والقطري وما بينهم من حواشي.
أما دفاع الخوري أبو كسم ووديع الخازن والرابطة المارونية عن سيدنا صفير وهو بالتأكيد لم يطلب منهم ذلك فهو دفاع لا يفيد سيدنا بل يؤذيه كون هؤلاء في عالم والمصداقية في عالم آخر.
باختصار الضجة تافهة ولا مبرر لها وهي بعيدة كل البعد عن ما كل عرفناه في شخص سيدنا صفير من إيمان ووطنية ومحبة وتواضع وتسامح وأبوة ورحابة صدر.
الكاتب معلق سياسي وناشط لبناني اغترابي
phoenicia@hotmail.com
*تورنتو/كندا في 01 أيار/13
البطريرك صفير أطال الله بعمره ليس البطريرك الراعي والعكس صحيح
ما الذي يتوقع البطريرك الراعي أن يجده حين يدحش أنفه في مؤخرة بشار الأسد وحسن نصر الله؟ بترول مثلاًً؟