سعد كيوان- “الشفّاف” بيروت
بعد أشهر من الانكفاء، خرج بطريرك إنطاكية وسائر المشرق للموارنة نصرالله صفير عن صمته، منتقدا بشكل واضح الزيارة التي قام بها رئيس “التيار الوطني الحر” العماد المتقاعد ميشال عون الى سوريا، وكذلك المواقف التي أطلقها عون من هناك.
ويمكن تلخيص ما جاء في كلامه، خلال زيارة نقابة المحررين اللبنانيين الى الصرح البطريركي، في ثلاثة عناوين رئيسية. أولا”، رفضه بشكل حازم ما وصفه “زيارات تأدية الطاعة” لسوريّا. وثانيا”، إصراره على ضرورة تطبيق “اتفاق الطائف” قبل المطالبة بتعديله. وثالثا”، مطالبته وتأكيده القاطع على ضرورة إجراء الإنتخابات النيابيّة المقبلة في موعدها.
ويُعتبر موقف البطريرك مهمّاً لأنه يعيد التأكيد على أن الخلاف ما زال قائما حول سوريا ودورها في لبنان، ويحمل في طياته تحذيرا من عودتها الى التسلل الى الداخل، عبر بوابة الانقسام في الساحة المسيحية. وثانيا”، لأنه يسحب البساط من تحت أقدام عون، الذي حاول تسويق نفسه هناك وكأنه ممثل المسيحيين وزعيمهم الأوحد، وأيضا مرجعيتهم الروحية، محاولا الغمز من قناة البطريركية المارونية، عبر زيارته ضريح (؟) القديس مارون، أب الطائفة المارونية، حيث أطلق من هناك كلاما حول “الأرض والجذور”، و”عودة المهاجرين” إليها!
وقد قد رفض البطريرك، في السنوات الماضية، كل محاولات النظام السوري لحمله على زيارة سوريا، حتى الرعوية منها. لدرجة أنه رفض حتى مرافقة البابا الراحل يوحنا بولس الثاني، خلال الزيارة التي قام بها الى دمشق قبل ستة سنوات.
وثالثا، لأنّه تصدى لمطالبة عون، من دمشق، بتعديل “إتفاق الطائف” بحجة تصحيح الخلل الحاصل لصالح الطائفة السنّية (أي رئاسة الحكومة)، ومن أجل إستعادة صلاحيات رئاسة الجمهورية (المارونية). وهو الذي عطل، على مدى ستة أشهر (مع حليفه “حزب الله”)، إجراء الانتخابات طمعا” بالوصول الى كرسي الرئاسة بالصلاحيات التي تتمتع بها حاليا. فأكد صفير على تطبيق “إتفاق الطائف” أوّلاً، “ثمّ” التعديل، اذا كان لا بد منه، في ظلّ إستقلال ناجز، وسيادة محققة، وسلطة كاملة الشرعية.
وقبل البطريرك، كان رئيس الجمهورية ميشال سليمان، عبّر عن إمتعاضه من الاستقبال الذي لقيه عون في سوريا – وبشكل مقصود من قبل دمشق – مؤكدا في بيان صدر عن رئاسة الجمهورية، على ضرورة التعاطي مع الدولة اللبنانية ومؤسساتها، ومع من يعبّر رسميا عن مواقفها. ما حمل البعض الى إعتبار أن ثمة تنسيق بين الموقفين، باعتبارهما شكلا ردا” مسيحيا قويا” من قبل الموقع المسيحي الأول في السلطة، أي رئاسة الجمهورية، ومن قبل المرجعية الروحية للمسيحيين، أي البطريركية المارونية.
وكان لافتا في هذا السياق، صعود عون الى القصر الجمهوري في بعبدا، بعد عودته من سوريا، لتطمين سليمان من أن لا تعارض بين زيارته وزيارة رئيس الجمهورية، وأنه لم يكن هناك من قصد ل”التشويش” على دور الرئاسة. ولكن، يبدو ان ما قاله عون إثر خروجه من اللقاء، لم يقنع سليمان، خصوصا وأنه شن هجوما على “قوى 14 آذار” والأكثرية الحكومية من على مدخل القصر الجمهوري، متهما اياهم بالافلاس. فصدر بيان عن الرئاسة يؤكد على مرجعية الدولة، وعلى ضرورة التهدئة، ووقف الحملات، والاساءة لأي دولة صديقة أو شقيقة…
كما إن لموقف بكركي أبعادا” تتخطى الشأن الداخلي اللبناني، وتطال أخرى إقليمية وعامة. فهو يعبّر عن إستياء عام داخل الكنيسة من زيارة عون، وبخاصة ما تضمنته من مواقف، من بكركي إلى الفاتيكان. اذ أن الجنرال المتقاعد حاول إحتكار تمثيل، ليس المسيحيين اللبنانيين فقط، بل وأيضا مسيحيي الشرق كافة، وإعلان ولاءهم للنظام السوري، وكما دأب مؤخرا” على الفعل، منذ زيارته الى إيران، وكلامه عن حرية المعتقد هناك… ولا يستبعد بعضهم أن يحاول عون القيام بزيارة الى مسيحيي العراق (!)، كونه “أصبح جنرال إنطاكية وسائر المشرق”، كما وصفه أحد المسؤولين السوريين مدغدغا” عواطف الجنرال، ورغباته الجامحة.
في المقابل، إن تركيز النظام السوري على مسيحيّة عون وموقعه المسيحيّ، إنمّا قصد القول أنّ ثمّة تحالفاً علوياً ـ مسيحياً، وبالتالي تحالفا” بين الأقليات المذهبية في الشرق، في مواجهة الأكثرية السنية. وهذا يضر بمسيحيي المنطقة، ولا يقدم لهم أيّ ضمانة. فيما تتخذ الكنيسة بشكل عام، وتحديدا الفاتيكان مركز الكثلكة ومرجعها الأول، خيارا” آخر، هو خيار حوار الأديان. ولا بد من التذكير، في هذا المجال، أنّ المبادرة التي أطلقتها السعودية مؤخرا” في الأمم المتحدة، إنمّا هي مبادرة منسّقة مع الكرسي الرسولي.
وسيعيد موقف البطريرك الواضح والحاسم، فتح السجال على الأرجح مع عون لأنه يشكل نوعا من التحدي للجنرال، الذي هاجم صفير أكثر من مرة، في الأشهر الماضية، مدعيا أنه الوحيد المخول للتكلم بإسم المسيحيين، لأنه يملك وكالة من الناخبين، وأن على بكركي أن لا تعاطى الشأن السياسي. وكذلك، فعل حليفه سليمان فرنجيه الذي إتهم صفير بالتبعية والعمالة لفرنسا والولايات المتحدة، وساق ضده أبشع الأوصاف والنعوت والشتائم، وهتف له مناصروه في زغرتا “أنت البطرك يا سليمان”!… ويقاطع الأثنين بكركي منذ فترة طويلة.
كما رفض فرنجيه، مدعوما من عون، إجراء “مصالحة” مع “القوات اللبنانية” التي سعت اليها “الرابطة المارونية” بدعم من البطريرك الماروني، قبل أشهر من الانتخابات النيابية المقررة في الربيع المقبل، على غرار “المصالحات” التي جرت بين ريس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط و”حزب الله”، وبين هذا الأخير ورئيس “تيار المستقبل” سعد الحريري. الا ان رئيس الجمهورية ما زال مصمما” على إتمام مصالحة فرنجيه وسمير جعجع، بمباركة صفير، وتحدديا” في بكركي وتحت سقفها. ولكن فرنجيه يبدو مصرا” على عدم اجراء أي مصالحة قبل الانتخابات.
s.kiwan@hotmail.com
البطريرك الماروني يحمل على عون واصفا” زيارته الى سوريا بأنها…”تأدية الطاعة”، ويصر على تطبيق “اتفاق الطائف”! Dear touma , i have taken time to read your article and it shows lots of nervousness and an erratic behaviour unworthy of political dialog, this shows you listen to Michel Aoun a lot. i would understand how such an influence could blind you from seeying the whole picture to build solid political views i would like to tell you that in strategy you create an illusion to divert attention from the reality.and you have fallen in this illusion, we live among 600,000,000 Sunnies,… قراءة المزيد ..
البطريرك الماروني يحمل على عون واصفا” زيارته الى سوريا بأنها…”تأدية الطاعة”، ويصر على تطبيق “اتفاق الطائف”! So what’s wrong with Aoun visiting Syria at a time of peace like this? Oh, you do not agree that there is peace? Then war? Who is fighting this war? Joumblat? Rafic Hariri? Samir Geagea, Amin Gemayel and the Christian pawns of Hariri principality? Oh God, where were they when it made sense to stand up to Syria? The first one slaughtered, robbed and caused thousands of Christians to flee their homes after the Syrians – so he says, and admits he knew it… قراءة المزيد ..
البطريرك الماروني يحمل على عون واصفا” زيارته الى سوريا بأنها…”تأدية الطاعة”، ويصر على تطبيق “اتفاق الطائف”!
لو الفترة التي بقي فيها لبنان بدون رئيس بين لحود وسليمان وضعوا فيها الجنرال المفصول من الخدمة(السيد عون الله)لما بقيت هناك مشكلة ولسلكت الأمور كما كان يقال لنا طريء السيديكو سالكي,طريء المتحف منا سالكي,بدك تطلع من هوتيل بيبلوس تا توصل لال الجامعي الأمريكيي و من عا الروشي.
شو….ما هايك؟
البطريرك الماروني يحمل على عون واصفا” زيارته الى سوريا بأنها…”تأدية الطاعة”، ويصر على تطبيق “اتفاق الطائف”! ان لبنان هو مشكلة الشرق الاوسط وليست اسرائيل لان منه نبع روح الديمقراطية والتعددية واحترام الانسان في المنطقة ولن ترتاح اسرائيل ولا النظامين الايراني والسوري الا بتدمير فكرة الديمقراطية فيه وذلك باساليب واسباب عديدة منها: 1-يمكن ان يكون هناك اتفاق بين النظامين السوري والااسرائيلي بحيلة الارهاب في تدمير من ينادي بالديمقراطية كما فعلت سابقا في عهد حافظ الاسد مع تنازلات قسم من الجولان او شيء اخر. 2- ايران انشأت مليشيات ومخابرات ملالية في العراق وسورية ولبنان منذ 25 سنة للتوسع في المنطقة فمن السهل… قراءة المزيد ..