ما هي أهمية معركة “البريقة” التي شنّها القذافي بقوات برّية وبضربات جوية شملت “البريقة” و”أجدابيا”؟
مراسل جريدة “الفيغارو” الفرنسية في “البريقة” كتب في عدد الخميس:
“أثارت الغارة التي شنّها أنصار القذافي الذهول في هذه المدينة الصغيرة التي تقع على مسافة 240 كيلومتر إلى الغرب من “بنغازي”. وتشبه “البريقة”، التي تم تشييدها منذ 10 سنوات لإيواء عمّال المجمّع الغازي الكبير المجاور، منتجعاً على ساحل البحر. ويقول مهندس كيميائي يعمل في المجمّع، وأصبح “قائداً عسكرياً” مع نشوب الثورة أن “المعامل هي الهدف الذي يريد القذافي تدميره”. إن الموقع إستراتيجي : فهو يؤمن “الغازويل” لمحطات الوقود وللمعامل الكهربائية التي تمدّ بالكهرباء مدينة “بنغازي” وجوارها كله. ويضيف المهندس الكيميائي: “بدون هذا المجمّع، فإن المنطقة كلها ستصبح بلا كهرباء”.”
(الخريطة المرفقة من جريدة “الفيغارو” الفرنسية، ويتبيّن منها أن القذافي لا يسيطر سوى على طرابلس جزئياً و”سرت” و”راس لانوف” التي تقع على بعد 600 كلم إلى الشرق من طرابلس. ومع أن “راس لانوف” محور خطوط أنابيب طرق رئيسية يسيطر القذافي على قسم كبير منها، فإن المحور الأهم هو محور “البريقة” و”أجدابيا”. بناءً عليه، يعتقد أن معركة “البريقة” و”أجدابيا” سوف تستمر خلال الأيام المقبلة. أيضاً، ينبغي ملاحظة أن القذافي فقد السيطرة على “مصراتة” الواقعة بين طرابلس و”سرت”، وقد يسعى لإعادة السيطرة عليها، وهذا صعب. كما أنه فقد السيطرة على “غريان”، ولكنه ما يزال يمسك “قاعدة صواريخ غريان” في الجبال).
كيف دارت المعركة؟
يضيف المراسل نقلاً عن أحد المشاركين: “شنت الميليشيات التابعة للقذافي هجومها قبل الفجر بقليل. ولم يكن باستطاعة المدنيين المسلحين في “البريقة” سوى إبداء مقاومة رمزية. “لقد انسحبنا وذهبنا لطلب النجدة من مدينة “أجدابيا” الكبيرة المجاورة”. وبالفعل، فقد قامت حالة إستنفار في المنطقة كلها لدى سماع نبأ عودة ميليشيات القذافي. ويقول أحد المشاركين في القتال، وهو مدني” “لدي 5 أطفال، ومع ذلك طلبت مني زوجتي أن أتوجّه إلى الجبهة. لا معنى للحياة بوجود القذافي. 42 عاماً تكفي”.
ويشير مراسل “الفيغارو” إلى أن هدف الغارات الجوية على “أجدابيا” هو مخزن ذخيرة كبيرة تحت الأرض، يقع على مدخل المدينة.
ويضيف أحد سكان “أجدابيا”، وهو المحامي يوسف محمد، الذي تحوّل إلى زعيم ميليشيا ثورية: “نحن هنا مثل برميل بارود. فالمدينة هي المحور الذي يتحكم بالطرقات الرئيسية التي توصل إلى شرق ليبيا وإلى جنوبها”.”
*
قبل ورود برقية “رويترز” أدناه، أكّدت مصادر ليبية لـ””الشفاف” أن أبو ظبي رفضت فكرة إستقبال القذافي إذا ما قرّر الخروج من ليبيا. وبالمقابل، فالأرجح أن “صربيا” ستمنحه حق اللجوء إذا قرر مغادرة ليبيا.
متحدث: ثوار ليبيا لن يجروا محادثات سوى بشأن تنحي القذافي
البيضاء (ليبيا) (رويترز) – قال مساعد لزعيم كبير للمعارضة المسلحة في ليبيا يوم الخميس ان المعارضين المسلحين الذين شكلوا مجلسا وطنيا في شرق البلاد لن يجروا محادثات الا بشأن استقالة الزعيم الليبي معمر القذافي او خروجه من البلاد لوقف نزف الدماء.
وقال أحمد جبريل وهو مساعد لوزير العدل السابق مصطفى عبد الجليل الذي يرأس الان المجلس الذي يتخذ من بنغازي مقرا ان هناك حاجة لضربات جوية لانشاء منطقة حظر جوي لمساعدة المعارضة على الاطاحة بالقذافي الذي يرفض التنحي رغم انتفاضة شعبية.
وقال جبريل المخول بالتحدث باسم عبد الجليل “اذا كانت هناك اي مفاوضات فستكون بشأن شيء واحد.. كيف سيغادر القذافي البلاد او يتنحى كي يمكننا انقاذ الارواح. لا يوجد شيء اخر للتفاوض بشأنه.”
واضاف في مدينة البيضاء الساحلية في شرق ليبيا الذي تسيطر عليه المعارضة المسلحة “لن نتفاوض بشأن أي حل سياسي. نريد محاكمته لكن اذا لم نمنحه مخرجا نعرف ان مزيدا من الناس سيقتلون.”
ودعا المجلس الى توجيه ضربات جوية مدعومة من الامم المتحدة الى من يقول انهم مرتزقة افارقة يحاربون لحساب القذافي. وأغارت طائرات حربية على مدن شرقية اليوم الخميس بعد شن هجوم بري على البريقة امس الاربعاء صده المقاتلون المتطوعون.
وقال جبريل “لا أعتقد ان القذافي ما زال يفكر في استعادة شرق ليبيا. انه يحاول الاحتفاظ بما في يديه ايا كان والتوصل الى حل سياسي.”
وردا على سؤال عن البريقة قال جبريل “على الارض.. السيطرة للشعب. نقول اننا نحتاج ضربات جوية لفرض منطقة حظر جوي في ليبيا. وهكذا سيستطيع الناس هزيمة القذافي بالتأكيد.”
وأضاف “لدينا الاسلحة والدعم.. ومعنا تقريبا نصف ليبيا يمكننا الدفاع عنه.. ولذلك نحن مقتنعون اننا نستطيع هزيمة اي تحرك قد يقوم به القذافي.”
وقال قادة للمقاتلين وجنود ان المعارضة المسلحة دفعت خط الجبهة الى الغرب من البريقة وتراجعت قوات القذافي الى راس لانوف على مسافة 660 كيلومترا شرقي طرابلس.
وقال جبريل “بدأ المجلس العسكري في بنغازي تنظيم انفسهم.. لم يتخذوا اي قرار بالتحرك الى الغرب لكنهم ينظمون انفسهم ليمكنهم ان يكونوا جاهزين لاي تطور في الايام القادمة.”
وقال متحدث باسم المجلس يوم الاربعاء ان عبد الجليل سيرأس المجلس المؤلف من 30 عضوا والذي يمثل الثائرين على حكم القذافي الممتد منذ 41 عاما.
لكن المتحدث قال ان المجلس الذي يريد الانتقال الى طرابلس بمجرد سقوط القذافي ليس حكومة مؤقتة.
وقال جبريل وهو دبلوماسي ليبي اقام في نيويورك ان عبد الجليل يسافر الى المدن في المنطقة لحشد الدعم والتوافق بشأن خطط المجلس.
واضاف “الجميع يقولون نفس الشيء. نريد دستورا يفصل بين السلطات الثلاث ودولة تشاركية مدنية تحظى بالاحترام وتحترم الاعضاء الاخرين في المجتمع الدولي.”
واتهم المتحدث باسم المجلس الوطني عبد الحفيظ غوقة دولا افريقية عدة بارسال قوات لدعم القذافي وقال انه يوجد دليل على ان الجزائر تلعب دورا. لكن جبريل بدا اكثر حذرا.
وقال “لا يوجد دليل في هذه المرحلة على ان أي حكومة تدخلت. قابلت بعض المرتزقة قبل نحو عامين.. تم منحهم الجنسية الليبية.”
واضاف “هذا سبب انك حين تراهم لا يبدون مثل الليبيين لكن لديهم اوراقا ليبية. بدأ التجنيد قبل بضع سنوات بدون تعاون من أي حكومة.”
وقال ايضا انه يوجد استقرار في المنطقة الشرقية ذات التاريخ في التمرد على حكم القذافي والتي سقطت في أيدي المعارضة بسرعة بعد اندلاع الاحتجاجات في منتصف فبراير شباط.
وقال جبريل “من الناحية الامنية الامور مستقرة جدا. لم نشهد اي انعدام للاستقرار في هذا الجزء من ليبيا. الناس سعداء جدا.. امنون جدا. لم تحدث اشتباكات.”
“البريقة” و”أجدابيا” محور رئيسي للقتال وتنحّي القذافي الموضوع الوحيد للتفاوض إذا كان الصحافي الفرنسي يعتبر حجم الاراض المسيطر عليها ،تعبيرا عن النصر، فليراجع بعضا من دروس الحرب العالمية الثانية في شمالي افريقيا من طبرق وسقوط الفرقة الاسترالية المدافعة عنهابعدما نامت على على مشاهد إندفاع القوات الالمانية شرقا باتجاه السلوم ولكنها إستدارت في منتصف الليل وعادت لتكون فجرا في طبرق وتأسر وبضربة واحدة عشرين الف استرالي!.كان روميل يردد: لو كان عندي عشر مقاتلات من طراز شتوكا لكسبت الحرب!( قرأت هذا منذ47 سنة تقريبا.) والجغرافيا دوما تحاول الثبات امام الزمن !. القذاقي يملك 4000 دبابة ، تعاقد في تموز يوليو على تجديد… قراءة المزيد ..