بيروت الشفاف – خاص
لم تنجح عمليات فرض الائتلافات من فوق للانتخابات البلدية والاختيارية في لبنان في معظم الاماكن التي تم الإعلان فيها عن لوائح “توافقية”، خصوصا في المناطق المسيحية والبقاع وبعض الجنوب.
الساعون الى “التوافق” اعتبروا ان هكذا لوائح تجنب القرى والبلدات معارك وإنقسامات على غرار ما جرى في الانتخابات النيابية، ولكن، يبدو ان الاحزاب والتيارات لم تستطع الى الآن إلزام المحازبين والانصار بالانصياع للخيار الحزبي في هذه الانتخابات في مقابل الانتماء العشائري او العائلي.
وهكذ فشلت الإئتلافات وشهدت قرى “التوافق” إعلان اكثر من لائحة في مواجهة لوائح المؤتلفين، على الرغم من ان النوايا وحسابات الحقل سعت الى إرضاء اكبر شريحة عائلية وحزبية وسياسية في تركيب الائتلافات.
زغرتا و”زاويتها”
في زغرتا، كبرى المدن المسيحية شمالاً، لم تنجح مساعي الإئتلاف بين العائلات التي تتقاسم المدينة، وهي “فرنجية”، “معوض”، “الدويهي”، “كرم”، والعائلات الاخرى بسبب الخلاف على تمثيل العائلات، الامر الذي سيؤدي الى معركة انتخابية نتائجها شبه محسومة لصالح اللائحة التي يدعمها النائب سليمان فرنجية.
أما في قرى القضاء، فسيواجه فرنجية الذي يسيطر تقليديا على قرى “الزاوية” منافسة حادة من إئتلاف قوى الرابع عشر من آذار حيث النتائج تبدو مبهمة الى الآن.
وبالاستناد الى نتائج الانتخابات النيابية السابقة، فإن الغلبة في هذه الفرى ستكون لاخصام فرنجية وقوى الثامن من آذار.
اما في “عمشيت”، حيث توهم المؤتلفون ان اللائحة التوافقية التي اعادت رئيس المجلس البلدي الحالي الدكتور انطوان عيسى الى منصبه وتقاسم المجلس البلدي مناصفة بين التيار العوني وقوى الرابع عشر من آذار ستقطع الطريق على اي ترشيح آخر، فقد بلغ عدد المرشحين لعضوية المجلس البلدي ثلاثين مرشحا، وتشير المعلومات الى ان هناك محاولة جدية لتشكيل لائحة ثانية في مواجهة لائحة الائتلاف.
جونية
في “جونيه” نشط رئيس جمعية الصناعيين نعمة افرام على خط التوافقات، فأعلن بعد سلسلة مفاوضات عن لائحة برئاسة المهندس طوني إفرام وحرص على ان تحوز رضى النواب الحاليين والسابقين للمنطقة وللعائلات.
ولكن، مع حرص افرام على استخدام ميزان الذهب في اختياراته التوافقية، فهذا لم يحل دون اعلان رئيس البلدية الحالي، جوان حبيش، عن لائحة مقابلة تضم ثمانية اعضاء من المجلس الحالي علما ان هؤلاء من انصار النائبين السابقين منصور غانم البون وفريد هيكل الخازن، إضافة الى مسؤول التيار العوني في ساحل علما المشارك في لائحة افرام التوافقية ومسؤول القوات اللبنانية في بلدة صربا المنخرطة ايضا في التوافق كذلك آل البون والخازن.
وفي بلدة “جاج” في جرود قضاء جبيل يواجه التيارُ العوني التيارَ العوني! فهناك من يسمي نفسه “التيار الرسمي الحزبي” ويعبر عنهم الدكتور فوزي عشقوتي في مواجهة جمهور الحزب ويعبر عنهم اسعد السمراني الذي رشح الدكتور البير خوري لتولي رئاسة المجلس البلدي في مواجهة العوني عشقوتي.
وفي “العاقورة”، كبرى بلدات جرود جبيل، اعلن العونيون وقواتيون من آل الهاشم مقاطعتهم للانتخابات مطالبين بان يتولى شخص من بينهم رئاسة المجلس البلدي. في مقابل ذلك نسج التيار العوني وقوى الرابع عشر من آذار من سائر العائلات الاخرى في البلدة تشكيلة تلافيا لوقوع صدامات اعتادتها العاقورة عند كل موسم انتخابي.
وفي “غسطا”، في وسط كسروان الساحلي نسي التيار العوني والقوات اللبنانية وحزب الكتائب خلافاتهم وشكلوا لائحة “توافقية” في مواجهة العائلات، خصوصا عائلة آل الخازن.
البترون
في قضاء “البترون” علقت لجنة تنسيق قوى الرابع عشر من آذار والتي تضم ممثلين عن النائبين انطوان زهرا وبطرس حرب والنائب السابق سايد عقل والقوات اللبنانية وحزب الكتائب وحزب الوطنيين الاحرار والمسيحيين المستقلين واليسار الديمقراطي اجتماعاتها إثر ورود معلومات للجنة تشير الى ان احد مسؤولي اقليم البترون الكتائبي ويدعى “ابراهيم ريشا” التقى الوزير حبران باسيل، ما عرض عملية تنسيق المواقف من الانتخابات البلدية بمجملها للخطر.
فاللجنة لم تنجح في الإعلان عن اي لائحة في قضاء البترون لان اجتماعاتها تشبه ما حصل في الانتخابات النيابية، حيث سعى كل حزب في قوى الرابع عشر من آذار الى الحصول على اكبر حجم تمثيلي نيابي في صفوف هذه القوى وتناسوا خوض معركة انتخابية مع قوى الثامن من آذار خصوصا في المناطق المسيحية.
المتن
في المتن فيبدو ان الصورة ستتضح منتصف الاسبوع الجاري حيث اشارت المعلومات الى ان آل المر يتجهون الى الاتفاق مع التيار العوني وربما انضم اليهم حزب الكتائب في بعض البلدات والقرى في ضوء الاتفاق في “بتغرين” والعمل على انجاز الاتفاق في “الجديدة”. في حين ان بلدة “الحدث” ستشهد معركة انتخابية يتصدرها رئيس البلدية الحالي انطوان كرم مدعوما من قوى الرابع عشر من آذار في مواجهة لائحة يدعمها عون.
بعلبك
في الجانب الشيعي لم يهنأ التحالف الشيعي بين حركة امل وحزب الله حيث اعلن رئيس اللقاء العلمائي اللبناني الشيخ عباس الجوهري في مؤتمر صحفي عقده في مقر اللقاء في بعلبك عن رفض اللقاء التحالف الفوقي للحركة والحزب وان اللقاء سيشارك ترشيحا حيث استطاع في الانتخابات البلدية في مواجهة لوائح تحالف حزب الله حركة امل كما. اعلنت قوى يسارية وشخصيات ديمقراطية عن عزمها على تشكيل لوائح مواجهة في يحمر الشقيف والنبطية والخيام.
وقالت مصادر شيعية ان حزب الله حاول جاهدا إبعاد كأس الانتخابات البلدية عنه خشية الدخول في خلاف العائلات واحجامها واوزانها لصالح المحازبين والانصار ولكنه تجرع الكأس ودخل في خلافات عائلية وعشائرية متنوعة.