الأمير الوليد بن طلال بن عبد العزيز آل سعود رجل “يرتدي قبعات كثيرة”. فهو واحد من أغنى أغنياء العالم. وقد اتهمته مؤخراً قناة “فوكس نيوز” الأمريكية — التي من سخرية القدر أنها مملوكة لشركة هو من المساهمين الرئيسيين فيها — بأنه أحد الممولين الذين يقفون وراء المركز الإسلامي المزمع إنشاؤه في المنطقة التجارية في مانهاتن — إحدى قطاعات مدينة نيويورك الأمريكية. وفي بداية الأسبوع الرابع من آب/أغسطس، سخر جون ستيوارت في برنامجه اليومي “ديلي شو” من هذا التناقض، وقال ضاحكاً إن الطريقة الوحيدة لإيقاف الوليد عن تمويل المركز الإسلامي هي التوقف عن مشاهدة قناة “فوكس نيوز”.
وبالنظر إلى كون الأمير موضوعا إعلاميا متكررا تتناوله المجلات وحتى السير الذاتية الموثقة، إلا أنه من الغريب أننا لا نعرف سوى القليل عنه — بل إن الكثير مما نعلمه خطأ. وفيما يلي وصف مختصر وفظ لكل ما تحتاج أن تعرفه عن الأمير الوليد.
إلى أي مدى هو ثري؟
هو ثري جداً — لكن ليس كما يتمنى هو أن يكون. وقد قدرت قائمة مجلة “فوربس” من آذار/مارس 2010، بأن ثروته تصل إلى نحو 19.4 مليار دولار، مما يجعله في المرتبة التاسعة عشر من بين أغنياء العالم. وقد كان أكثر ثراءاً خلال العشر سنوات الماضية في عام 2005 عندما قُدرت ثروته بنحو 23.7 مليار دولار، مما جعله في المرتبة الخامسة بين أغنياء العالم. وقد وصلت ثروته أكثر مستوى انخفاضاً في العقد الماضي عندما تم تصنيفه في المرتبة الثانية والعشرين في عام 2009 عندما قدرت ثروته بنحو 13.3 مليار دولار فقط.
ويرتبط ثلثا ثروة الوليد بـ “شركة المملكة القابضة” التي هي هيكل استثماري. وفي عام 2010، وفي الأسابيع الخمسة التي سبقت التاريخ الذي تقوم فيه “فوربس” بتقييم أسهم أولئك الذين تدرجهم في قوائمها، حالف الوليد الحظ عندما ارتفعت قيمة أسهم “شركة المملكة” بنسبة 49%.
إلى أي مدى موثوقية الأرقام الواردة عن ثروته؟ لقد جلبت قائمة “فوربس” — التي تحاول تقييم صافي الثروات — اهتمام الأمير الوليد، وتقوم المجلة بذلك إلى حد كبير من خلال تقييم أرصدة الأسهم [التي يملكها الشخص موضع الإهتمام]. وفي عام 2009، دعا الأمير مراسلاً من المجلة إلى قصره السعودي بهدف “وضع الأمور في نصابها الصحيح” حول ثروته. وقد كتبت “فوربس” تقول: “على مدى سنوات، كان الأمير يخبرنا أن ثروته تزيد عدة مليارات من الدولارات عن التقديرات التقليدية التي نشرناها في قائمتنا”.
إلى أي مدى هو مستثمر جيد؟
في عام 2000 قدَّرته “فوربس” بنحو 20 مليار دولار، وفي هذا العام كان تقديرها 19.4 مليار دولار. وتسجل ثروته صعوداً وهبوطاً على مدى السنوات لكنها تتأرجح في الغالب حول 20 مليار دولار. وتنتشر الآن استثماراته عبر البنوك والفنادق والعقارات ووسائل الإعلام والصناعة. إني شخصياً، كنت أتوقع نمواً أفضل من مديري الإستثماري.
كيف أصبح ثرياً؟ هل كل ما يملكه هو ماله الخاص؟
بالتأكيد قد تساعدك الظروف إذا كنت أميراً في المملكة العربية السعودية. فقد بدأ الوليد [باستثماره] مبلغ 15000 دولار منحها له والده وقام بتنمية ثروته مبدئياً من خلال تمثيل شركات مقاولات كورية جنوبية. وقد نفى دائماً ما يقال بأنه يعمل كجبهة استثمارية لآخرين من العائلة المالكة السعودية الذين يريدون تجنب الظهور العام. وتضعه “فوربس” في فئة كبار أصحاب الأعمال “العصاميين”.
ما هو طوله؟
ليس بالطويل البائن. لقد أخبرني مراسل طوله خمسة أقدام وست بوصات كان قد أجرى معه مقابلة بأنهما متساويان في الطول تقريباً. وفي الأسبوع الماضي تلقى هذا السؤال اهتماماً مجدداً عندما حملت “آراب نيوز” — صحيفة سعودية تصدر باللغة الإنجليزية — صورة له وهو يجلس حول طاولة مؤتمرات مع المديرين التنفيذيين لشركة “نيوز كورب” التي تملك “فوكس نيوز”، يظهر فيها رأسه وكتفاه أطول منهم [جميعاً]. وربما قد تم نفخ مقعد كرسيه، أو أنه كان يجلس على دليل الهاتف، أو أن مديري شركة “نيوز كورب” كانوا يميلون إلى القصر — وعلى أية حال، ربما لدى الأمير شيء من العقدة النابوليونية [قصر القامة].
إلى أي مدى هو محافظ؟
ليس بشكل مبالغ فيه. فبينما ينأى بنفسه إلى حد كبير عن نقاشات المملكة العربية السعودية بشأن المدى التي تدفع نحوه عقيدتها الدينية الوهابية، فقد دعا إلى دعم ليبرالية تدريجية لقوانين المملكة المتعلقة بالنساء — وخصوصاً تأييده لحق المرأة في قيادة السيارات.
ومع ذلك، وبصورة غير علنية، يُعتقد أنه يذهب إلى أبعد من ذلك. لي صديق كان قد زار السعودية العام الماضي وهناك وجد نفسه مأخوذاً إلى حفلة ساهرة في قصر الوليد خارج الرياض. وفي مأدبة غداء في واشنطن بعد أسابيع قليلة كان صديقي ما يزال محملقاً بعينيه مدهوشاً من الفخامة، ومن مساعدي الوليد من السكرتيرات اللبنانيات الجميلات، ومن [مستوى] الأطعمة والمشروبات المنعشة وغير ذلك.
إلى أي مدى هو سعودي؟
ليس بما يكفي ليصبح ملكاً في أي وقت. فوالده الأمير طلال قد وُلد لأم أرمينية تزوجها الملك عبد العزيز الذي حكم السعودية من عام 1936 إلى عام 1953، وهو بالتأكيد النسب الخطأ. إن استحقاق الأمراء للعرش ينبغي أن يكون مقترناً بكونهم من شجرة عائلة عربية خالصة. إن كون والدة الوليد لبنانية يعقد المشكلة، كما أن لديه مئات من أولاد الأعمام الآخرين الذين يتمتعون بمؤهلات أفضل للوصول إلى العرش.
ما مدى حجم “الأنا” لديه؟
كبير جداً. فالوليد يحب أن تؤخذ صورته مع رؤساء الدول أو رؤساء الوزارات. إن قيامه في عام 2003 باستضافة للرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش والرئيس المصري حسني مبارك وولي عهد السعودية آنذاك الأمير عبد الله والعاهل الأردني الملك عبد الله وعاهل البحرين الملك حمد ورئيس الوزراء الفلسطيني آنذاك محمود عباس في فندق “فور سيزونز” الذي يمتلكه في منتجع شرم الشيخ المصري، كانت إحدى اللحظات المهمة بالنسبة للأمير.
وقد ظهرت صورة جماعية للحدث على الغلاف الخلفي لسيرته الذاتية: “الوليد: رجل أعمال، ملياردير، أمير”، التي كتبها المذيع الانجليزي لقناة “الجزيرة” ريز خان. ومع ذلك، فحتى هذه المجموعة المؤثرة من زعماء العالم لم تشبع رغبة الوليد: لأن الأمير أراد أن يكون في المقدمة وفي المركز، فتم نقل صورة العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني إلى الخلفية لإفساح المجال لقطب المال السعودي.
وفي العام الماضي، كان عدد القادة الذين التقى بهم الوليد على مدار 36 عاماً قد وصل إلى 209. وقد أضاف هذا الشهر الرئيس القبرصي خريستوفياس إلى سجل الرؤساء.
إلى أي مدى يتحلى بمواهب سياسية؟
إن ما يتمتع به في هذا الصدد هو محل شك؛ فلم تستعاد سمعته قط في الولايات المتحدة من الضجة التي أحدثها في أعقاب هجمات 11 أيلول/سبتمبر الإرهابية عندما أرسل تبرعاً بـ 10 ملايين دولار إلى مدينة نيويورك أرفق معه مذكرة ناشد فيها الحكومة الأمريكية بـ “إعادة النظر في سياساتها في الشرق الأوسط، وتبني موقف أكثر توازناً تجاه القضية الفلسطينية”. لكن رئيس بلدية مدينة نيويورك رودي جيولياني أعاد إليه المال.
إلا أن المساهمات والتبرعات التي قام بها بعد ذلك لإقامة مراكز إسلامية في جامعات أمريكية ربما قد تم قبولها بامتنان لكنها ما تزال مصدراً للجدل الأكاديمي. وقد حدث أيضاً ذات مرة أن قامت الحكومة السعودية بتوبيخه عندما ألمح أنه كان له دور في الحياة السياسية في لبنان بسبب تراثه اللبناني، وهو التصريح الذي عكر صفو الدبلوماسية السعودية. إن المركز الإسلامي المقترح في مانهاتن هو فقط نوع من المشاريع التي يرغب في دعمها — وربما يعتبرها ثأراً هذه المرة يرد به على الإستخفاف الذي قوبل به عندما رد إليه جويلياني الصك المصرفي الذي أرسله.
كيف سيرد على الإنتقادات الموجهة من قبل “فوكس نيوز”؟
بصورة سيئة — لكن سيكون رده غير علنياً في الوقت الحاضر. هناك قلة من الناس الذين يتقبلون الإنتقادات أسوأ مما يتقبله أعضاء العائلة المالكة السعودية، ولهذا السبب قاموا بشراء الكثير من الصحف العربية الكبرى وشركات التليفزيون. بيد، ربما يقوم كبار أعضاء العائلة السعودية بنصحه على البقاء هادئاً حول هذا الموضوع.
وربما يرون كل هذه الضجة كنعمة مقنَّعة. هناك تلميحات بأن بعض أعضاء العائلة المالكة يستاؤون سراً من الظهور الدولي المكثف للأمير الوليد — مما أربك العالم حول ما إذا كان الوليد أهم من الأمراء السعوديين الآخرين، لا سيما وأنه يملك طائرة خاصة من طراز بوينغ 747، كما يتم [حالياً] تجهيز طائرة من نوع A-340 ذات طابقين لكي تسلّم العام القادم، بالإضافة إلى آثار الثروة والنفوذ التي تراكمت له على مدى عقود نابضة بالحيوية. وهكذا فالحسد ليس آفة الفقير وحده.
سايمون هندرسون هو زميل بيكر في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، ومؤلف دراسة عن العائلة المالكة السعودية بعنوان: “بعد الملك عبد الله: الخلافة في المملكة العربية السعودية” .
الأمير الملياردير: ما مدى حجم “الأنا” لديه؟ – لم و(لن) اقرأ هذا الموضوع , فالغاية من نشره هي (امتاع) السوري القرفان , اللاجىء الانترنتي في هذا الموقع .. وقراءة (المكتوب من عنوانه) قاعدة (علمية) فذة اختص بها الله العرب دون غيرهم .. واكتفي بتأييد السيد (غسان بركات) ادناه .. فالامير (علم) و(فارس) عربي نعتز به ونرفع الرأس به .. فقد مرغ انف (محافظ نيويورك) رودي جولياني بالتراب : عندما أنشأ بالاموال التي رفض الجولياني قبول تبرعه بها الى ضحايا نيويورك الى مركز دراسات وحوار اديان في جامعة (جورج تاون) العريقة , واصبح هذا المركز حلقة ورديف لمركز استطلاع رأي الناس… قراءة المزيد ..
الأمير الملياردير: ما مدى حجم “الأنا” لديه؟
Ghassan Barakat — barakatghassan007@hotmail.com
لقد نسي سايمون هندرسون بأن يذكر بأن سمو الأمير الوليد بن طلال بأن لديه أيادي بيضاء في الأعمال الخيرية والأنسانية في عدد من الدول العربية و خصوصاً في لبنان ونسي سايمون هندرسون أن يذكر أيضاً بأن جدّ الوليد بن طلال هو الزعيم االراحل “رياض الصلح” وهو أحد رجال إستقلال لبنان.