نص واحد، يشبه إلى حد كبير تعميماً رسمياً، تداولته وكالات الأنباء ووسائل الإعلام الإيرانية، يتعلق بالزيارة التي قام بها مدير عام دائرة الشرق الأوسط في الخارجية السويسرية ولفغانغ آمادنوس برولهارت إلى العاصمة الإيرانية طهران. خلاصته بحث التطورات الإقليمية والتأكيد على اعتماد الدبلوماسية والحوار كوسيلة لنشر السلام والأمن في المنطقة.
التعميم الرسمي الإيراني حول زيارة المسؤول السويسري، الذي لا شك صادر عن الدائرة الإعلامية للمتحدثة باسم الخارجية السيدة مرضية أفخم، يشبه إلى حد التطابق التعميم الذي صدر أيضاً قبل أيام والمتعلق بالزيارة التي قام بها مساعد الأمين العام للأمم المتحدة الأميركي جفري فيلتمن، خاصة الاقتضاب الشديد المتعلق بالعناوين التي جرى البحث حولها في لقائه مع وزير الخارجية محمد جواد ظريف.
زيارة فيلتمن الذي يعرفه الإيرانيون وحلفاؤهم أكثر من غيرهم عندما كان سفيراً أميركياً في لبنان وقاد الحراك الدبلوماسي ضد تضخم دور حزب الله بعد حرب عام 2006، ولاحقاً نائباً لوزيرة الخارجية هيلاري كلينتون، لم تكن مقصورة على دوره كمساعد للأمين العام بان غي مون، بل حملت مؤشرات عن محاولة تواصل أميركية مباشرة وعلى مستوى متقدم مع الإدارة الأميركية تتعلق بالمنطقة وتطوراتها من البوابة السورية في ظل ارتفاع التوقعات بإمكانية اللجوء إلى ضربة عسكرية ضد النظام السوري الحليف لطهران.
حرصت القيادة الإيرانية منذ بداية الأزمة السورية على التأكيد بأن سوريا تعتبر الخندق الأول أو المتقدم في معركتها مع القوى “الاستعمارية”، خاصة الولايات المتحدة، ولم تبذل عناء في اعتبار الدفاع عن دمشق هو بمثابة الدفاع عن طهران.
وعلى وقع قرع طبول الضربة العسكرية واقتراب البوارج الحربية الأميركية من السواحل السورية، ارتفعت وتيرة التهديدات العسكرية الإيرانية المحذرة من أي عمل عسكري ضد سوريا، خاصة تلك الصادرة عن رئيس أركان القوات المسلحة الإيرانية الجنرال حسن فيروزآبادي، الذي أكد أن تداعيات أي اعتداء على سوريا لن تقف عند ضرب إسرائيل، بل ستشمل كامل منطقة الشرق الأوسط، ولن يكون باستطاعة واشنطن القادرة على إشعال فتيل الحرب، أن تتحكم في وقفها أو إنهائها.
أما التهديد الذي أطلقه قائد فيلق القدس، قاسم سليماني، المسؤول عن العمليات الخارجية لحرس الثورة في منطقة الشرق الأوسط من أن كل جندي ينزل في سوريا عليه أن يحمل تابوته معه، جاء بعد تيقنه ومعرفته بأن العملية ستكون مقتصرة على إرسال موجة من الصواريخ الباليستية من دون تدخل جوي أو بري.
قد يكون من الطبيعي في المنطق الإيراني أن تصدر هذه المواقف عن قيادات عسكرية إيرانية، فمن الناحية العسكرية وفي إطار الحفاظ عن المصالح الاستراتيجية لا بد أن تتحرك هذه القيادة لتدعيم خط دفاعها الأول ومنع سقوطه حتى لا تكون مكشوفة أمام العدو المفترض الذي يريد ضرب استكاماتها وخطوطها الخلفية، وهو تفكير لا يبتعد عن القراءة الاستراتيجية للقيادة السياسية الإيرانية التي ترى ضرورة استغلال كل الأوراق السياسية والعسكرية والأمنية والتحالفات الإقليمية وأذرعها العسكرية لإبعاد شبح الحرب عنها.
ما من شك بأن القيادة الإيرانية استطاعت جر الولايات المتحدة لاعتماد مقاربة جديدة في العلاقة مع طهران من خلال اللجوء إلى التحاور معها بشكل شبه مباشر عبر فيلتمن والحكومة السويسرية الراعية لمصالحها، وغير مباشر عبر الحليف الخليجي التاريخي في سلطنة عمان.
إلا أن الإدارة الإيرانية كانت أكثر وضوحاً في الرسائل التي وجهتها مباشرة بعيداً عن الحوارات الثنائية مع مبعوثي الإدارة الأميركية، عندما حركت عجلة دبلوماسيتها لتوجيه تحذيرات لواشنطن من مغبة التداعيات الإقليمية التي قد تنتج عن أي ضربة لسوريا.
وقد أبدت طهران حرصاً واضحاً وكبيراً على أمن الدولة الإسرائيلية التي تكن لها العداء الكبير في الظاهر، وأنها ستكون عرضة لأي رد فعل قد يصدر عن النظام السوري أو حلفائه بعد الضربة العسكرية.
رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني، علاء الدين بروجوردي، سارع وفي زحمة الاستعدادات العسكرية الأميركية والأوروبية في مياه البحر الأبيض المتوسط للقيام بزيارة إلى العاصمة السورية ولقاء الرئيس السوري بشار الأسد، والتأكيد بأن إيران لن تتخلى عن حلفها، وأنها ستقف إلى جانبه دفاعاً عن مصالحها الإقليمية واستقرار المنطقة في وجه المخططات الأميركية المدعومة من بعض الدول الإقليمية.
بروجوردي كان حريصاً على إيصال رسالة واضحة إلى الإدارة الأميركية المعنية بأمن الدولة الإسرائيلية، طارحاً عليها سؤالاً مباشراً “هل تريد واشنطن أن تعرض أمن إسرائيل وبقاءها للخطر؟”.
سؤال إيراني مشفق يتعلق بأمن الدولة الإسرائيلية، يحمل حرصاً إيرانياً واضحاً على أن طهران لا تريد تغيير المعادلة الإقليمية القائمة، ولا تسعى إلى تعريض أمن أي من دول هذه المنطقة إلى الخطر، خاصة إسرائيل، وأنها لن تكون قادرة على ضبط إيقاع أي رد فعل قد يصدر عن النظام السوري أو حليفها اللبناني حزب الله ضد إسرائيل في حال وقعت الضربة العسكرية.
المواقف التي أطلقها بروجرودي بعد لقاءاته مع قيادة النظام السوري تكشف بما لا يدع مجالاً للشك مدى الجهد الذي تبذله وتبديه طهران على قطع الطريق على أي ضربة قد تتعرض لها إسرائيل، وأنها تبدي حرصاً على أمن هذه الدولة أكثر من الحرص الذي تبديه واشنطن الحليف الطبيعي لإسرائيل.
من هنا فقد تكون طهران تعمل وتسعى لإرساء معادلة إقليمية جديدة مع واشنطن تقوم على منع إسقاط النظام السوري أو توجيه ضربة عسكرية له، وترك الأمور على ما هي عليه من صراع بينه وبين الفصائل المسلحة من المعارضة، مقابل أن تعمل على ضبط إيقاع التوتر الإقليمي، خاصة ما يتعلق بإسرائيل، على ألا تستبعد عن أي معادلة قد يتم التوصل إليها على مسار المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية، ومفاوضات الحل النهائي وما يستتبعه ذلك من دور في عملية السلام في الشرق الأوسط.
نقلاً عن “العربية”
الأمن الإسرائيلي مهمة إيرانية في سوريا ولبنان
Who is going to believe Iran would even do any kind of military move, if Obama. who was transformed to a Wolf lately hit a specific targets of the Syrian Rgime. Many wars broke down, and only barking fired by Iran.
Khaled-stormydemocracy