“قلة ذوق” (باللهجة البيروتية) أم “سفالة سياسية”؟
كان ينبغي لسمير جعجع أن “ينتقل إلى رحمته تعالى” (!) لكي تقتنع جريدة “السفير” (الحائرة بين اللواء محمد ناصيف وهواها “الباسداراني” المستجدّ بعد “تعثّر” أحوال “الأخبار”) بأن محاولة الإغتيال ليست “رواية هوليوودية”! وهذا بعد اغتيال رفيق الحريري وباسل فليحان وسمير قصير وجورج حاوي وجبران تويني وبيار الجميل ووليد عيدو وانطوان غانم!
بالمناسبة، ليس “مألوفاً” في صحافة “بلاد العالم” أن يقيم بعض “الصفحيين” علاقة براتب مع جهاز عسكري!
ماذا كتبت “السفير”:
بمعزل عن العناصر الأمنية والقضائية والتقنية «الهوليوودية»، التي رافقت «حادثة معراب»، أمس، فإن رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع، بدا، في السياسة، بحاجة الى الحادثة، لتكبيرها حتى لو كانت كبيرة، أو لو كانت صغيرة. السبب هو مجموعة عناصر متضافرة، يحق له كما يحق لأي سياسي، أن يستخدمها ويستفيد منها سياسيا وإعلاميا.
الحادثة، حسب «القوات» وجعجع، عبارة عن محاولة لاغتيال «الحكيم» وأصابع الاتهام توجهت الى «حزب كبير»، رافضا أن يسميه ولو أن الحرف الأول منه كاد ينزلق.
تغطية جريدة “الأخبار” اللبنانية لمحاولة إغتيال الدكتور سمير جعجع تضمّنت “معلومات” تلفت الإنتباه:
قرابة الساعة الواحدة ظهراً، أطلّت مروحية للجيش. أي بعد ساعة ونصف ساعة. كان «اللي ضرب ضرب واللي هرب هرب». رغم ذلك، أصرّ جعجع حتى الساعات الأخيرة من ليل أمس على شكر الأجهزة الأمنية على تحرّكها السريع لكشف ملابسات الحادثة.
أُطلقت النار من جهة الغرب باتجاه الشرق، من تلّة صغيرة تشرف على قصر معراب. كيف سارت التحقيقات الأمنية؟ هنا الكارثة! يبدو كأننا نشاهد فيلماً أميركياً عن صراع الأجهزة في الولايات المتحدة: الـ«سي آي إيه» من جهة، الـ«إف بي آي» من جهة أخرى، وفي الوسط وكالة الأمن القومي! هنا، في لبنان، الوضع أسوأ. لكل جهاز روايته ووقائعه وإحداثياته.
استجوبوا مرافقي جعجع!
جهاز شبه متأكد من أنّ «سمير جعجع دبّر هذه المسرحية لكونه مأزوماً»، ويطالب ضباط فيه باستجواب كل مرافقي الحكيم؛ «لكون أخطاء في تلقيم أو تنظيف السلاح تحدث ويجري استخدامها سياسياً». جهاز آخر يؤكد جدية الوقائع، «لكننا لم نستطع ضبط سوى المقذوفَين، وترجيح وجود قناصتين لا واحدة، بناءً على إفادة جعجع الذي أكد أنه لم تفصل ثانية واحدة بين الطلقين». جهاز يؤكد وجود مظروفين فارغين، وآخر ينفي علمه بالأمر. الآخر يشير إلى فرضية وجود قناصة واحدة، والأول يقدم فرضية باثنتين…
وفي الجهاز الأمني الواحد تجد أكثر من رواية. يقول أحد الضباط البارزين في واحد من الجهازين اللذين سبق ذكر رواية كل منهما إنه يرى احتمالين لما جرى: أن يكون القنص رسالة لجعجع، أو أن يكون ما جرى «مفبركاً». أمام هذه الوقائع، كان انتظار معلومة مفيدة من تحقيقات الأجهزة الأمنية الرسمية أمس أشبه بـ«الضرب بالمندل».
إفراز دماغي عُصاريفي نوافيخ مخلوقات المكلبة. لكن، في عالم الواقع، القرد ما زال متخبطاً في معادلة أفرزها غباءه الدرّار، وفي مسدودها أن بهائميته تغذي التظاهرات. و”حكومة” سُلَيقاتي الانقلبجية لا تفتأ تتمخبط في بؤس الأصلي. والمحكمة شغّالة. وجعجع صاعد بوتيرة دون سرعة الرصاصتين، لكنها تفوقهما منتوجية. أما عون فمنحدر بالعكس، أي بسرعتهما ولكن دون لاجدواهما فاعلية بعد. وأبو جحر المجروري أجحر من أي وقت مضى. ومخلوقات المكلبة في وضع لا يحسدون عليه، وفي جهالة متنامية مع تنامي ذهولهم للضرر الذي يلحقونه بذاتهم. شأنهم شأن القرد. أفرزوا دواء كان لهم الداء. ولا شيء غيره يُفرَز بعد في ضيق نوافيخهم، عدا المرارة، والقلق… قراءة المزيد ..