رفض المكتب التنفيذي (الموقت) لـ«ائتلاف الديمقراطيين اللبنانيين» الذي يضم مجموعة من الناشطين الشيعة من مختلف المناطق اللبنانية، “اختزال المشهد العراقي (…) إلى ظواهرة الداعشية”، و السكوت عن مواصلة “قطار التوابيت رحلته بين القرى الشيعية دفاعاً عن نظام الأسد”.
وعقد المكتب التنفيذي (الموقت) لـ«ائتلاف الديمقراطيين اللبنانيين» الذي يضم مجموعة من الناشطين الشيعة من مختلف المناطق اللبنانية، اجتماعه الدوري، بحضور كامل الأعضاء، وبعد التباحث في جملة من المسائل التنظيمية، واستعراض لمجمل المشهد السياسي أصدر البيان التالي:
بين يدي المشهد العراقي المستجد، لا يملك «ائتلاف الديمقراطيين اللبنانيين» الذي لم ينكر من أول انطلاقته تعبيره عن وجهة نظر شريحة متنامية من الناشطين الديمقراطيين في العنوان العام، اللبنانيين في العنوان الوطني، الشيعة بحكم ما يُعَرّفُهم النظام الطائفي اللبناني، من إبداء الملاحظات الآتية:
في المشهد العراقي
بعيداً من المنطق المبتذل الذي يروج له دعاة محور الممانعة، والذي يرى «مؤامرة كونية» في أي حراك لا يصب في مصلحة التوسعية الإيرانية ووكلائها المحليين، يعتبر الائتلاف أن التطورات العراقية المتلاحقة التي انتهت بخروج مساحات واسعة من البلاد وأهلها عن سيطرة حكومة المالكي لا يمكن اختزالها إلى ما تَظَهَّرَت عليه من وقائع أمنية وعسكرية، ولا بالأولى إلى ما يُرافِقُها من ممارسات داعشية مُدانة ومرذولة هي، في أول المطاف وآخره، الأبنة الشرعيّة لثقافة البعث بكل أطيافه.
أن تلك التطورات، مهما حاول البعض مصادرتها، هي تعبير بليغ عن النهاية المحتومة لأي نظام سياسي يقوم على الهيمنة والاستعلاء والإقصاء، فكيف إذا كان هذا النظام أداة من أدوات مشروع توسعي لم يكل طوال العقود الماضية عن تخصيب المذهبية، وعن تغذيتها، على امتداد العالم العربي، وفي ما يتجاوز العالم العربي، تارة تحت شعار «تصدير الثورة» وطوراً تحت شعار «تحرير القدس».
إن العراقيين أدرى بشعاب بلدهم، ولكن لما أن الصراع على العراق قد أصبح، شأنَه شأنَ الصراع على لبنان وعلى سوريا وعلى غيرهما، جزءاً لا يتجزأ من الصراع على مستقبل هذه المنطقة بين أن تبقى، من خلال الحوار البناء بين مختلف مكوناتها، محافظة على قيمومتها على نفسها، وبين أن تتحوَّل، أو أن تتحول أجزاء منها، إلى منطقة نفوذ إيراني ــ لما أنّه كذلك، فإن المسؤولية عن ترجيح أحد الخيارين، بالموقف والقول أو بالفعل والمبادرة، لا تستثني أحداً بما في ذلك أعلى المرجعيات؛ ومن ثم فإن «ائتلاف الديمقراطيين اللبنانيين» لا يملك إلا أن يُحيي العلامة اللبناني السيد علي الأمين على دعوته المرجعيّة الدينية في العراق إلى عدم التدخل في هذا الصراع من خلال إصدار فتاوى قد تستدرج فتاوى مضادة بما يسعر الطبيعة المذهبية للصراع.
في المشهد اللبناني
على الصعيد المحلي لا يملك «ائتلاف الديمقراطيين اللبنانيين» إلا أن يتوقف عند شحوب المشهد السياسي اللبناني ــ بما في ذلك السجال المستمر حول الرئاسة وغيرها من الاستحقاقات الاقتصادية والاجتماعية. إن هذا الشحوب الذي يمثل عارضاً إضافياً من عوارض الاعتلال اللبناني إنما يُفاقم من تهميش القضية اللبنانية في المحافل الإقليمية والدولية، ويختزل لبنان في نظر الكثيرين إلى مضافة بشرية كبرى لا يتجاوز الاهتمام بها حدود الحرص على بقائها مستقرة أمنياً نوعاً ما.
في ما بين ذلك، وعلى مرأى من اللبنانيين ومن غير اللبنانيين، يواصل حزب الله، بموجب تكليفه الإيراني، تدخله العسكري في سوريا، ويواصل قطار التوابيت رحلته بين القرى الشيعية. وإذا كانت المسؤولية عن ذلك لا تتساوى بين حزب الله الذي يملك قرار إرسال الشبان اللبنانيين الشيعة للموت على جبهات الحرب في سوريا، وبين كل الآخرين ــ الشيعة منهم وغير الشيعة ــ فإن السكوت عن ذلك، والتسليم العاجز بأن يموت هؤلاء الشبان اللبنانيين في سوريا، وبأن يَقْتُلوا دفاعاً عن نظام بشار الأسد مسؤولية تقع على عاتق الجميع وبلا استثناء.
ائتلاف الديمقراطيين اللبنانيين: لا للسكوت عن مواصلة قطار التوابيت رحلته بين القرى الشيعية
تحيه انسانيه لائتلاف الديمقراطيين اللبنانيين، بصيص شمعه وسط ظلام دامس…