أتابع بحزن وألم العدوان الإسرائيلى على غزة ومقتل العشرات من بينهم أطفال أبرياء، وأخذت أتأمل وأتساءل: أما لهذه المشكلة من نهاية؟ لماذا يستمر القتل والقتل المضاد والإنتقام والإنتقام المضاد، يقتل الفلسطينيون مواطن إسرائيلى فيقتل الإسرائيليون مائة فلسطينى، ويعتقد الجيش الإسرائيلى أنهم قاموا بالإنتقام من حماس، وتعتقد حماس أنها إنتصرت على إسرائيل، وصدقونى لا يوجد منتصر ولا مهزوم، يوجد فقط ضحايا.
…
كما ذكرت من قبل لقد عشت فى غزة وفلسطين فترة قصيرة تعرفت خلالها على المشكلة الفلسطينية على أرض الواقع، وعرفت أن كلا من الشعبين اليهودى والعربى من الممكن أن يعيشا معا فى سلام ورأيت هذا رأى العين فى حيفا والقدس ويافا. ولكن المشكلة تكمن بأنه توجد على جانبى المشكلة جهات عديدة تأكل وتشرب وتنام على حس تلك القضية وسوف ينقطع عيشها تماما إذا حلت القضية، وهؤلاء ممكن أن ننعتهم بالأرزقية، كما أنه توجد أطراف متطرفة تطرفا عقائديا لا تسمح لها عقيدتها بأن تفكر (مجرد التفكير فى السلام)، على الجانب الإسرائيلى من يقول بان كل أرض فلسطين هى أرض الميعاد ولا مجال ولا مكان فيها لغير اليهود، وفى الجانب العربى يوجد من ينادى بتحرير فلسطين من النهر إلى البحر ويقول بأن أرض فلسطين هى “وقف إسلامى” لا يجوز التصرف فيه بأى شكل من الأشكال. وأنا أعتقد أن طرفى النقيض صادقان فى التطرف وصادقان مع أنفسهم، وأنا أحترمهم أكثر كثيرا ممن يعلنون بألسنتهم تأييدهم للسلام بينما يتمنون فى صميم قلوبهم فناء الطرف الآخر. وأنا من خلال معايشتى للواقع على أرض فلسطين، أستطيع أن أقول بكل أمانة بأن المتطرفين العقائديين على طرفى النزاع مازالوا أقلية، ورغم فوز حماس بالإنتخابات التشريعية الفلسطينية، إلا أن مجرد إشتراكها فى تلك الإنتخابات هو إعتراف ضمنى بإتفاقية أوسلو التى وضعت الأساس لقيام سلطة فلسطينية فى الأراضى المحتلة، وإذا كانت حماس حقا تعتقد أن إتفاقية أوسلو هى إتفاقية باطلة، فإن إشتراكها فى الإنتخابات التشريعية هو باطل أيضا، لأن القاعدة القانونية المعروفة تقول أن كل مابنى على باطل هو باطل أيضا، لذلك فإن حماس فى تقديرى تعترف بأوسلو وهى فى تقديرى تعترف بإسرائيل، فهى مازالت تسخدم الكهرباء الإسرائيلى ومازالت تستخدم الشيكل العملة الإسرائيلى، ومازالت تستخدم البنزين الإسرائيلى، ومازالت تحصل على معظم بضائعها من إسرائيل، وموضوع التحرير من النهر إلى البحر هى مجرد تمثيلية للإستهلاك المحلى ولعمل ضجيج إعلامى، مثلها فى ذلك مثل صواريخ لعب الأطفال التى تلقيها حماس على جنوب إسرائيل، فقادة حماس قبل سواهم يعرفون جيدا حقيقة هذه الصواريخ والتى تسبب فى النهاية خسارة أبرياء فلسطينين عشرات أضعاف الضحايا الإسرائيليين، والضحايا على الجانبين من المدنيين، صواريخ حماس تصب مباشرة فى خانة المتطرفين اليهود، الذين يرفعون أصواتهم قائلين: “قلنا لكم العرب لايؤمنون بالسلام، أرايتم: تركنا لهم غزة ودمرنا مستوطناتها هناك ومع ذلك مازالوا يمطروننا بالصواريخ ويروعون الآمنين”، ومن يسمع كلمة صواريخ يعتقد أنها صواريخ (بحق وحقيق)، وتظهر الصور التليفزيونية الأسر الإسرائيلية وهى تحمل الأطفال هربا من تلك الصواريخ، والتى ينطبق عليها المثل المصرى: “العيار إللى ما يصبش يدوش”، ويخطئ من يعتقد أن هذه الصواريخ لاتصيب أهدافها، لا.. الصواريخ تصيب أهدافها تماما، ولها هدف واحد فى الحقيقة هو :”قتل السلام”.
وإذا سألت أى مسئول فى حماس: ما ذا تريدون بالضبط؟ غزة وتم جلاء إسرائيل عنها، مستوطنات غزة وتم تدميرها، غزة وتم تحريرها من فتح، وأصبحت خالصة ملكا لحماس، فماذا تريدون؟
هناك خياران (لا ثالث لهما فى أى صراع):
الأول: هو الحرب، وهو أن تقضى على إرادة عدوك، بأن تقضى عليه قضاءا تاما أو تجبره على الإستسلام، فهل لدى حماس مثل تلك القوة للقضاء على إسرائيل؟ أرجو الإجابة من أحد مسئولى حماس أو على الأقل من أحد مؤيديها، وفى الحقيقة أننى لا أريد الإجابة فلقد تذكرت بأننى رأيت السيد / إسماعيل هنية على التليفزيون، يخطب قائلا بالنص: “إننا لن نتوقف عن المقاومة حتى لو إستمرت ألف عام !!”، حسنا، إذن حماس إختارت خيار الحرب؟ هل هناك من يؤكد أن ينفى ذلك، ومن اختار الحرب طريقا يجب أن يتحمل تبعات إختياره.
Samybehiri@aol.com
* كاتب مصري
إيلاف
إن كنت راجل صحيح إطلع لى برة!!In my opinion you are right, Hamas did not deliver results at all and it does not look like it will, however we could not blame only Hamas, what would you do in the long history of Zionist terrorism against kids, women and innocent civilians? would you put Israel in the same basket, would put Egypt and Syria in the same basket as well, would you put USA in the same basket, because all of this people benefit from the situation be the same not only Hamas, otherwise how I could believe that all… قراءة المزيد ..
إن كنت راجل صحيح إطلع لى برة!!الأخ العزيز سامي: لقد تحول هذا الصراع من المستوى القومي إلى المستوى الديني، وبالتالي أصبح من الصعب على أي شخص معتدل ان يقرر بوضوح من الظالم ومن المظلوم. والدليل على ذلك أنك ترى في الشارع العربي اليوم من يرغب في محاربة اليهود والانتقام منهم وهو لايعرف حتى موقع فلسطين، ولا على أي شيئ تتصارع هذه القوى المتحاربة منذ مايزيد على نصف قرن من الزمان. وأنا اؤكد لك أن هذا النوع من البشر لديه الرغبة في محاربة اليهود حتى لو رحل هؤلاء اليهود من “الوطن العربي” بأكمله. إن أشاوس حماس على مايبدو قد أقسموا على… قراءة المزيد ..