انفجار “صديقين” الغامض يضاف إلى سلسلة الإنفجارات المثيرة للشكوك التي تقع في مراكز عسكرية تابعة لحزب الله في مختلف المناطق اللبنانية من حين إلى آخر. السيناريو ذاته يتكرر مع دوي كل انفجار: أطواق أمنية، استبعاد للجيش و القوى الأمنية اللبنانية، إعاقة لعمل قوات اليونيفيل، تعتيم وكذب إعلامي.
إنفجار “صديقين” الأخير حصل بعد عدة انفجارات مماثلة في مراكز تابعة لحزب الله، ثلاثة منها حصلت في الجنوب ضمن مناطق عمل قوات “اليونيفيل”، في بلدات “خربة سلم” و”طير فلسيه” و”الشهابية”، ورابع حصل في محلة الرويس في الضاحية الجنوبية.
مكاتب مخابرات الجيش في الجنوب يديرها مسؤولون في حزب الله!
ثمة قواسم مشتركة تجمع بين هذه المناطق. فهي جميعا تقع تحت نفوذ حزب الله وهي أيضا خارجة عن سيطرة الدولة اللبنانية، أو بتعبير آخر سيطرة الدولة فيها متراجعة جدا إزاء تقدم واضح لسيطرة حزب الله. اغلب سكان هذه المناطق هم من الطائفة الشيعية أي من بيئة حزب الله الحاضنة، كما أن حضور الأجهزة والقوى الأمنية في هذه المناطق لا يمكن وصفه إلا بالشكلي، كما لا يمكن نزع صفة تواطؤ قادة هذه القوى و الأجهزة المحليين مع حزب الله. وليس سراً أن مكاتب مخابرات الجيش اللبناني في مناطق الجنوب اللبناني يديرها عمليا مسؤولون في حزب الله! سير أعمالها وقرارتها يحددها مسؤولو الحزب دون مبالغة. وبنظرة عابرة إلى هذه المكاتب يمكن للمراقب أن يتأكد أن أبوابها مفتوحة ليلا نهارا لإستقبال الوفود واللجان الأمنية الحزبية والتنسيق معها والعمل بأمرتها. وهذا ليس أمرا مستغربا. ففي الآونة الأخيرة امتدت هيمنة حزب الله عميقا في أجهزة الدولة اللبنانية العسكرية والأمنية، ما أنتج جيلا جديدا من القادة الأمنيين والعسكريين المعينين حديثا، موالين بالدرجة الأولى للحزب قبل الوطن.
في الإنفجارات المذكورة تبين أن حزب الله ما زال يتخذ من المناطق السكنية والتجمعات المدنية مراكز عسكرية له، و مخازن لأسلحته، رغم أن يوميات حرب تموز ومآسيها ما زالت ماثلة في ذاكرة الأهالي الذين دفعوا الثمن غاليا جراء عسكرة المدن. و ما زال حزب الله يضع سلامة المدنيين في أدنى اهتماماته. ويبدو أن حرب تموز المريرة، ومجازرها المرعبة، لم تثقل ضميره أو تدفعه إلى إجراء بعض التعديلات في استراتيجياته المنقوصة، التي لا تقيم وزنا لأرواح المدنيين وأرزاقهم، على الأقل عدم استخدامهم دروعا في حروبه العبثية وتجنيبهم شرور الحروب ووحشية المعتدين.
يعلق أحد المتابعين على هذا الموضوع أن حزب الله يعمد عن قصد إلى جعل الأهالي متاريس للدفاع عن نفسه في مواجهة اسرائيل انطلاقا من مقولة أمينه العام “اقتلونا فإن شعبنا سيعي أكثر”! وبذلك يستطيع رفع منسوب الحقد الشعبي على إسرائيل، ويضمن وقوف المستَهدفين خلفه في مغامراته وورطاته، لأن ازدياد عدد القتلى بين المدنيين يضمن له التفافا تلقائيا ممن بقي منهم على قيد الحياة طمعا بالإنتقام من العدو.
على العموم المراكز التي حصلت فيها التفجيرات السابقة وبخاصة انفجار “صديقين”، كما يتناقل سكان القرى الجنوبية، تشكل قواعد لصواريخ وأسلحة مختلفة يكدسها حزب الله تحسبا لحرب محتملة مع اسرائيل، في حال وصلته إشارة الإنطلاق من حليفيه (سوريا وإيران). وحاليا، باتت هذه المخازن غير قادرة على إستقبال واستيعاب المزيد بعد تدفق صواريخ وأسلحة وعتاد مودعة في سوريا، وأخرى جديدة من إيران، خوفا من وصول المعارضة السورية إليها، وتحسبا لإنقطاع طرق الإمدادات على وقع نتائج الثورة السورية.
الإنفجارات أثبتت أكثر من حقيقة.
أولا: حزب الله ما زال يراكم ترسانته العسكرية ويقوم بعمليات تبديل ونقل وتجهيز مستمرة لمواقعه في الجنوب. ثانيا: دور قوات الطوارئ الدولية يقتصر على الشكليات فقط، ووجودها لا يقدم ولا يؤخر في معالجة المستجدات ولا الثوابت الأمنية في الجنوب، وهي محاصرة من قبل عدة جهات تحت مسمى “الأهالي”. ثالثا: قوات الجيش اللبناني متواطئة ضمنا وربما علنا مع حزب الله لحماية مستودعاته، وتأمين غطاء أمني وعسكري لتحركاته وتنقلاته، والبيان الصادر عن قيادة الجيش إثر انفجار “صديقين” خير دليل على ذلك.
أخيرا التعتيم الذي رافق انفجار “صديقين” مطابق تماما للتعتيم الذي رافق انفجار الضاحية!
فلم يجرِ الكلام عن جرحى وقتلى أو حتى خسائر مادية. سكان المناطق التي حصلت فيها الإنفجارات الغامضة يؤكدون أنه لا يمكن بأي شكل من الأشكال أن تكون نتيجة إنفجار قارروة غاز أو قنبلة عنقودية، خاصة أنهم باتوا يملكون خبرة جيدة في تحديد حجم ونوع وطبيعة الإنفجار نتيجة ما مر عليهم من حروب. والأكثر خفة في الموضوع أن القنبلة العنقودية الإفتراضية في “صديقين”، كما قارورة الغاز المثقوبة في الرويس, لم توقع قتيلا أو جريحا والحمد لله لأنها، على ذمة رواية حزب الله الرسمية، انفجرت تحت أقدام “وحش” بري كان مارا في أحراج المنطقة، ومع ذلك تم التعتيم على أشلاء الوحش أيضا.
مما لا شك فيه أن رياح الخوف تعصف شديدا في خرابات حزب الله، المتكئ على نظام الأسد المتهاوي. وما يمر به مشابه لوضع راعيته وحاضنته إيران التي لم توفرها الإنفجارات المشبوهة أيضا (انفجار قاعدة الحرس الثوري قرب طهران). الجمهورية الإسلامية، كحزب الله، تعاني ظروفا داخلية صعبة للغاية تضاف إلى الظروف الإقليمية المصيرية. فالمعارضة الخضراء تتحضر لجولة جديدة من الإحتجاجات في مطلع آذار المقبل موعد إجراء الإنتخابات التشريعية التاسعة، عدا الخلاف المستعر بين المرشد والرئيس، وأزمة الأقليات والعقوبات الدولية والوضع الإقتصادي المتردي وكثير غيرها. المهم أن الإسراع في إزالة الأدلة واستبعاد وسائل الإعلام وكذب الروايات الرسمية وعدم إجراء التحقيقات، كلها عوامل مشتركة تجمع حاليا بين أقطاب الممانعة الثلاثة التي زاد تخبطها منذ ولادة المعارضة السورية، وهذا من بركات الشعب السوري البطل.
إنفجار “صدّيقين”: كذب و”تواطؤ” ومخازن صواريخ فرّت هاربة من ثوّار سوريا!
ما يؤسف ويندى له الجبين سكوت الشعب اللبناني على فرع حزب فارسي يبيع ويشترى في ارض واقتصاد وقرار لبنان لصالح ولاية السفيه. تماما كما قامت الطائفة الشيعية في العراق باستدعاء الاحتلال الامريكي لصالح الاحتلال الايراني في النهاية..هناك اقوام اصابها الخبال والهبال بحيث يفضلون الاحتلال الرجعي على الاحتلال التقدمي اذا كان ولابد من المفاضلة بين الاحتلالات فقط لان الاحتلال الامريكي احمر الرقبة لا دين له والاحتلال الايراني ذو العمة السوداء يتلحف الدين الشيعي ويدس السم في الدسم لينال من اراضي وثروات العرب دون ان يدفع مقابل .