في خطوة مفاجئة، ومن دون مقدمات، وخارجة عن السياقات المعمول بها في سوريا، تحدثت مصادر مقربة من الحزب الايراني في البقاع الشمالي عن انتشار عسكري روسي على الحدود اللبنانية السورية، في اعقاب عملية إستطلاع للحدود اللبنانية نفذتها الشرطة العسكرية الروسية قبل ايام.
المعلومات تشير الى ان الجيش الروسي بدأ تمركزه بالقرب من مدينة « القصير » وريفها الجنوبي مقابل بلدة “الهرمل” في الجهة اللبنانية.
وتضيف انه، تزامناً، إنتشرت عناصر من الشرطة العسكرية الروسية من مناطق ريف “القصير” وصولا الى اطراف منطقة “القلمون” السورية وتحديدا في بلدة “دير عطية”، و”النبك” وصولا إلى مصيف “يبرود”. كذلك، انتشرت عناصر الجيش الروسي وصولا الى محطة مياه “القصير” بالقرب من “جسر الدف” حيث أقامت موقعا عسكريا ضخما ومحكم التحصين.
وأضافت المعلومات ان الانتشار الروسي امتد ايضا من معبر “جوسيه” الحدودي بين لبنان وسوريا، حيث تمركزت القوة الرئيسية في مدرسة “جوسيه” الرسمية، التي هُجر أهلها عام ٢٠١٢.
كما أقام الجيش الروسي نقطة مراقبة شمال غرب بلدة “العقربية” على الطريق الذي يربط “القصير” السورية ببلدة “الهرمل” اللبناية، ومنها الى الساحل السوري حيث تنشط عمليات تهريب السيارات المسروقة والمخدرات والبضائع القادمة الى لبنان عبر المرافيء السورية برعاية وحماية عناصر من حزب الله.
كما عززت القوات الروسية تمركزها في هذه المنطقة حيث أقامت موقعا لها في مقر المدرسة الرسمية في قرية “المصرية” المقابلة لمدينة “الهرمل” اللبنانية.
وتضيف المعلومات ان قائد الشرطة العسكرية الروسية في سوريا أشرف على عملية الانتشار في معبر “جوسيه” الحدودي متحدثا عن إعادة الهدوء وحل الميليشيات في المرحلة الثانية من الانتشار التي ستشمل مناطق “القلمون” كافة.
وتشير المصادر الى ان الانتشار الروسي في هذه المناطق تزامن مع انتشار كثيف للفرقة 11 من جيش الاسد التي أقامت حواجز عسكرية ونقاط مراقبة بمعدل حاجز كل 200 متر تقريبا. كما ترافق مع نشر مجموعات مسلحة مدعومة من موسكو يطلق عليها تسمية “جيش العشائر”، كانت تشكلت العام المنصرم بين بلدات لبنانية وبلدات سورية، ويغلب عليهم الطابع اللبناني، بهدف حماية البلدات الحدودية.
مصادر حزب الله أبدت استغرابها وانزعاجها من الانتشار، مشيرةً الى ان المنطقة لا تخضع لاتفاق خفض التصعيد بسبب عدم وجود قوى معارضة سورية فيها، ولا ارهابيين مزعومين!
يشار ايضا الى ان المنطقة التي انتشرت فيها القوات الروسية كانت شهدت في ٢٠ ايار المنصرم مقتل القيادي في حزب الله معالي الجمل وشقيقه علي الجمل في كمين نصبه عناصر تابعة لجيش الاسد في قرية العقربية في ريف “القصير” بالقرب من الحدود اللبنانية السورية، من دون ان تتضح الاسباب الى أدت الى إغتيال القيادي في الحزب الإيراني.
تعليقات من الفايس بوك