(وكالة الصحافة الفرنسية) في مركز التصويت بثانوية الأمير عبد القادر بالحي الشعبي باب الواد في الجزائر العاصمة، بدت مكاتب التصويت السبت خالية إلا من بعض المشاركين في الانتخابات التشريعية المبكرة التي قاطعها الحراك وجزء من المعارضة.وكانت الأجواء هادئة في العاصمة الجزائر، فما عدا لافتات الانتخابات وصور المرشحين، لا شيء يشير إلى أنه يوم اقتراع.
وأضاف “في الحراك، هناك أناس جادون جعلوا العالم كله يتكلم عنهم بفضل حكمتهم، وآخرون يضيفون الزيت إلى النار”.
ودعي نحو 24 مليون ناخب لاختيار 407 نواب جدد في مجلس الشعب الوطني (مجلس النواب في البرلمان) لمدة خمس سنوات. وعليهم الاختيار من بين2288 قائمة – أكثر من نصفها “مستقلة” – أي أكثر من 22 ألف مرشح، أكثر من نصفهم “مستقلون” لا ينتمون إلى احزاب.
-“نسبة المشاركة لا تهم”-
جرت عملية التصويت في العاصمة في جو من الهدوء، حيث تم منع التظاهرات منذ نحو شهر. لكن وقعت عدة اشتباكات حول مراكز الاقتراع في منطقة القبائل.
وفي هذه المنطقة المتمردة تقليديًا، تم إغلاق العديد من مراكز الاقتراع بحسب ملاحظين. كما نقل مدونون على مواقع التواصل الاجتماعي صور بطاقات التصويت مرمية في الشوارع كما حدثت مواجهات محدودة بين مواطنين ورجال الأمن.
وقال ياسين المتقاعد البالغ 60 سنة لوكالة فرنس برس “أنا لا أنتخب لأنني اعتبر ان الانتخابات ليست ديموقراطية. لا توجد حرية وأغلب الناخبين لا يجدون انفسهم في هذا الاقتراع”.
وقال أحد المدونين على تويتر “نواجه مشكلة خطيرة: التصويت ليس ديموقراطية للبعض، والمقاطعة عمل مناهض للديمقراطية بالنسبة لآخرين. ونحن نسبح في تناقضات”.
وجرت عدة اعتقالات في الجزائر العاصمة وبومرداس وبجاية وتيزي وزو ، بحسب اللجنة الوطنية للافراج عن المعتقلين، وهي جمعية تدعم سجناء الرأي.
وعلى الرغم من ضعف نسبة المشاركة، الرهان الرئيسي لهذه الانتخابات المبكرة، ورفض جزء من المعارضة والحراك لها، صرح الرئيس عبد المجيد تبون بأنه “متفائل”.
وقال في تصريح لصحافيين بعد ادلائه بصوته في مركز بسطاوالي في الضاحية الغربية للعاصمة الجزائرية، “سبق أن قلت أنه بالنسبة لي فإن نسبة المشاركة لا تهم، ما يهمني أن من يصوت عليهم الشعب لديهم الشرعية الكافية لأخذ زمام السلطة التشريعية”.
واضاف “من يريد ان يقاطع فهو حر وأنا لا افرض عليه، لكن لا يحق لأحد أن يمنع المواطنين من التصويت”.