هل تكون استقالة الشيخ أحمد القسرية إشارةً لرفع الحظر الرياضي عن الكويت الذي تسبّب به هو وحلفاؤه في الهيئات الرياضية الدولية؟
قالت مصادر أوروبية لـ”الشفاف” أن الخطورة في الإتهامات الموجّهة للشيخ أحمد الفهد هي أنها تتعلق بـ”مواطن ومسؤول رياضي أميركي” (“غوام” مقاطعة أميركية)، الأمر الذي يعرّض الشيخ الكويتي لخطر الملاحقة، وربما الإعتقال، من جانب جهاز “إف بي أي” الأميركي- كما حصل في العام 2015 في سويسرا مع عدد من المسؤولين الرياضيين الدوليين”.
ولكن ملاحقة الشيخ أحمد الفهد ستثير قلق “أصدقائه” في الفيفا، أي الرئيس غياني إنفانتينو، وكذلك في اللجنة الأولمبية الدولية، حيث ساد اعتقاد منذ العام 2013 بأن الشيخ أحمد الفهد لعب دوراً حاسماً في انتخاب توماس باخ رئيساً. هذا عدا أن الإتحاد الآسيوي، بقيادة الشيخ أحمد، هو الذي سدّد كفالة الرقم 2 في اللجنة الأولمبية الدولية، السيد باتريك هيكي، الذي لعب دوراً حاسماً في حظر مشاركة دولة الكويت في الألعاب الدولية!
وتأتي استقالة الشيخ أحمد الفهد من مناصبه الكروية “بعد أن اعتبرته وزارة العدل الأميركية، في ما يبدو، واحداً من المتآمرين في قضية رشوى بقيمة مليون دولار”، حسب جريدة “الدايلي تلغراف” البريطانية. وتلاحظ الجريدة البريطانية أن وزارة العدل الأميركية كانت المسؤولة عن “مداهمات الفجر” التي وقعت في فندق فخم في زوريخ، في العام ٢٠١٥، وأسفرت عن اعتقال أكثر من ١٠ من مسؤولي كرة القدم الدولية.
باتريك هيكي مع الشيخ أحمد الفهد
تحقيقات أميركية-فرنسية-سويسرية تشمل الفهد وإنفانتينو وبلاتر، وروسيا وقطر!
ويضيف مراسل الجريدة البريطانية، “بن رامسبي” أن الفيفا واللجنة الأولمبية الدولية “غطست” في مجموعة من أزمات الفساد الجديدة، لا تقتصر على الشيخ أحمد الفهد، منذ مساء الجمعة وذلك في أعقاب “نهار دراماتيكي” على جانبي الأطلسي.
فبعد التعرّف على إسم الشيخ أحمد الفهد بصفته “واحداً من المتآمرين” في قضية “رشوة المواطن الأميركي ريتشارد لاي”، (باعتبار أن « غوام » جزء من الأراضي الأميركية)، كشفت “دير شبيغل” الألمانية أن رئيس الفيفا « غياني إنفانتينو » يخضع الآن لتحقيق جديد تقوم به « لجنة الأخلاق » في الفيفا موضوعه احتمال ممارسته تأثيراً محظوراً على لمناسبة انتخاب رئيس جديد لكونفدرالية كرة القدم الإفريقية في الشهر الماضي.
وجاء الكشف عن الإتهامات الموجّهة لرئيس الفيفا بعد4 أسابيع فقط من انتهاء تحقيق داخلي دام 22 شهراً حول قضية الفساد التي أطاحت بالرئيس السابق للفيفا، « سيب بلاتر ».
وحتى لا يعتقد أحد أن القضاء قد انتهى من النظر في فساد « بلاتر »، فقد كشف مكتب « النيابة العامة المالية في فرنسا » أنه انضمّ إلى « وزارة العدل الأميركية » وإلى « مكتب النائب العام السويسري » لمباشرة تحقيق حول منح حقوق استضافة اللذين سينظمان دورتي كأس العام المقبلتين (روسيا 1918، وقطر 2022)، وأنه، في هذا السياق، قام باستجواب « سيب بلاتر » الذي يبلغ الآن 81 سنة.
في هذه الأثناء، أعلن الشيخ أحمدالفهد استقالته من مناصبه الكروية في بيان جاء فيه:
“في ما يتعلق بالدفعات غير القانونية المزعومة لريتشارد لاي، لا يمكنني سوى الاحالة على بياني السابق والنفي بشدة”، مؤكدا عزمه “العمل مع كل السلطات المعنية لدحض هذه الادعاءات التي أعتبرها مفاجئة“.
“لكنني لا اعتزم ان تسبب هذه الادعاءات انقسامات أو تشتت الانتباه عن كونجرس الاتحاد الآسيوي والاتحاد الدولي لكرة القدم”، وذلك في إشارة الى الجمعيتين العموميتين للاتحاد الآسيوي والدولي المقرر عقدهما بدءا من الثامن من مايو في البحرين.
“لذلك، وبعد تفكير بعناية، قررت انه من الأنسب لصالح الفيفا والاتحاد الآسيوي، ان أسحب ترشحي لانتخابات مجلس الفيفا وأستقيل من مهامي الحالية في كرة القدم“.
“حظيت بشرف الخدمة ضمن مجلس الفيفا، ولجنة الاصلاحات في الفيفا، والاتحاد الآسيوي خلال العامين الماضيين، وسأواصل دعم عائلة كرة القدم حالما يتم دحض هذه الادعاءات“.
وكان الفهد أحد أربعة مرشحين للمقاعد الآسيوية الثلاث الى مجلس الفيفا، إضافة الى مقعد رابع مخصص للنساء.