إن الثغرة التي فتحها اعلان دمشق في جدار الشمولية العقلية والفكرية للمجتمع السوري، هي أهم انجاز لاعلان دمشق، ولذلك فأية خسارة كمية (انسحاب هذا أو تجميد ذاك) تغدو ثانوية أمام الانجاز النوعي لاعلان دمشق بوصفه استمرارا وتتويجا لفيقوقة الوعي الدستوري المدني السوري، وتواصلا وامتدادا في الزمن الوطني الليبرالي السوري الذي أسس للدولة الوطنية السورية منذ سنة 1920، وذلك منذ بيان 99 حيث النخبة السورية برهنت أنها أصيلة وطنيا بمعنى الأصالة الذاتية النوعية في تلمسها لزمنها واحساسها بعصرها والتاريخ،ولسس الأصالة بمعناها الماضوي (التراثي) الذي سيطر ويسطر على الفكر العربي في العقود الأخيرة الثلاث كوريث للايديولوجيات (القوموية واليساروية والاسلاموية) المهزومة، عندما كشفت هذه الأصالوية عن درجة عمقها الابستمي الماضوي الموحد للفكر العربي بشتى تياراته بما فيها مدعية الحداثة والمعاصرة، وهو البعد الفقهي النقلي (النقل عن الماضي أو النقل عن الغرب…النقل عن ابن تيمية والغزالي كما النقل عن ماركس ولينين). وجاءت وثيقة (لجان احياء المجتمع المدني) أو ما سمي بـ”وثيقة الألف” لتعزز وتعمق المحتوى البرنامجي لبيان 99 مثقفا، حيث مثلت الوثيقتان إعلان إعادة اعتبار للشرعية الدستورية الجمهورية البرلمانية التي تم تقويضها على يد العسكر القوميين (الناصريين والبعثيين) بتوافق وتاييد فكري شمولي شيوعي متبنى سوفيتيا، وذلك في محطتي الوحدة الناصرية 1958 والمحطة الثانية انقلاب البعث عام 1963.
كما مثلت الوثيقتان حالة اعلان الانتظام في هذا النسق الدستوري المتوقف منذ عقود، وذلك لإستئناف مسيرته على طريق بناء الدولة الوطنية الدستورية البرلمانية الحديثة: دولة القانون وفصل السلطات واحترام حقوق الإنسان والتداول السلمي الديموقراطي للسلطة… ولعل هذا ما يفسرردة الفعل البربرية لسلطة خارجة عن القانون يراد منها ولها الانضباط القانوني والدولتي… إذ ما كان لها أن يستثيرها برنامج ائتلاف حزبي (التجمع الوطني الديموقراطي)، الذي لم يعد ثمة تناقض أو تعارض بين بعض فصائله (الاتحاد الاشتراكي وغيرهم داخل الأحزاب الأخرى) عن برنامج السلطة التي تختصر العملية السياسية لديها ولدى الجميع على شكل ادارة الصراع مع الخارج (الامبريالي)، ومن ثم توافقهم على خوض حروب السلطة (القومية) على كل الجبهات ما عدا جبهة الجولان…! فهم -مع ذلك- لم يقدموا برنامجا وطنيا تحرريا خارج ألاعيب النظام بالأوراق الاقليمية أمام اسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية لتجديد تفويضهم بالبقاء بالسلطة…وهاهم أخيرا الأمريكان –والحمد لله- يشكون من الدور الإسرائيلي في فك العزلة عن النظام السوري (قائد الصمود والتصدي والممانعة)، حيث يرى فيلتمان السفير السابق الشهير في لبنان أن الدور الفرنسي (ساركوزي) في فك العزلة عن النظام، كان تاليا للدور الإسرائيلي، وذلك عندما وافقت اسرائيل –عبرتجاهل موقف الإدارة الأمريكية- على اجراء الحوار مع السلطة السورية بالوساطة التركية….
إذتن لقد كانت الوثيقتنان بمثابة إحياء للتيار الوطني الليبرالي الديموقراطي الذي صنع الدولة الوطنية السورية منذ الاستقلال عن السلطنة الاقطاعية التركية،1920 حتى عودة السلطنات العسكرية البعثية كالأسدية لاحقا،لكن بدون الشرف العسكري للسلطنة العثمانية…!
إذن لقد كان المثقفون والقوى المدينية الليبرالية (رياض سيف) وكل النازحين من الأحزاب السياسة بسبب فواتها الفكري والسياسي هي قوة الاعلان ورافعه، وليس التجمع الوطني الديموقراطي للأحزاب القومية واليسارية الذي كانت اشكاليته الأساسية استمرارا لما كان يسمى باشكالية حركة التحرر الوطني في اطار قوى الثورة العالمية الثلاث (المنظومة الاشتراكية –الحركة العمالية الأوربية –حركات التحرر الوطني العالمية)، وهي مواجهة المشروع الامبريالي الأمريكي – الصهيوني، تحت شعار أن سمة العصر الأساسية كانت تكمن في الانتقال من الرأسمالية الى الاشتراكية…
هذا رغم النكهة الديموقراطية التي تسربت الى خطاب التجمع من خلال الدور النظري لياسين الحافظ أحد مؤسسي التجمع،ومن ثم مشاركة فصيله السياسي في هذا التجمع – لكن أن هذه النكهة بقيت في حدود الحجم الذي مثله حزب ياسين الحافظ (حزب العمال الثوري) داخل ائتلاف التجمع..
هل لا زالت الاشتراكية هذه اشكالية عصرنا؟ حيث لا تزال تنبني عليها كل برامجنا اليسارية والقومية، مثلما يبنى عليها برنامج التجمع الوطني الديموقراطي، هذا السؤال بمقدار ما يبدو بسيط ووا ضح وبديهي أمام ما تم حسمه على الأرض من هزيمة المشروع الاشتراكي في الواقع وتحوله إلى مشروع مفتوح على المحتمل مستقبليا… ربما بسبب التماسك العلمي النظري للماركسية –وليس ما تحقق على الأرض- الذي لا يزال يلهم الفكر اليساري العالمي بآفاق وقراءات واقتراحات جديدة.
نقول: رغم وضوح الإجابات العيانية، فلاتزال الأطروطات القومية ليس السورية فحسب بل والعربية تبني برامجها على المقولة السالفة (والسلفية)…من هنا يأتي تميز صوت الإعلان في كونه تمثل-عبر اليساريين والليبراليين المستقلين- حقيقة أن الاشتراكية لم تعد هي سمة عصرنا بل إن سمة عصرنا هو الانتقال إلى الديموقراطية….بما يعني نظريا –واستمرارا حسب تاريخانية ماركس- بأن الديموقراطية الليبرالية الرأسمالية لم تستنفذ تاريخيا طاقتها على البقاء والعطاء.
هذا الوعي هو العنصر الجديد الذي شكل القيمة الجديدة المضافة للإعلان،وهو الوعي الذي تولد عنه قيام التيار الديموقراطي الحداثي بالاعلان، والذي أتاح فرصة تاريخية جديدة لقيام كتلة تاريخية جديدة عمادها القوى المدنية من الفئات الوسطى التي خرجت من عزلتها ومقاطعتها للسياسة من خلال القطيعة مع همجية النظام،هذه الكتلة التاريخية-رغم أن لاحمها لا يزال نظريا- أتاحت ممكن اللقاء بين خطين متنافرين ما كان يمكن تصور لقائهما قبل سنوات قليلة، حيث يمكن الترميز لهما بالرياضَين :رياض سيف كتمثيل لليبرالية المدينية الدمشقية المحافظة، ورياض الترك كتمثيل لأقصى اليسار الراديكالي الذي استطاع أن يكون طليعيا سباقا داخل حزبه في التقاط فهم حقيقة: أن سمة العصر لم تعد في الانتقال إلى شتراكية بل إلى الديموقراطية…طبعا ليس في الحدود الشعارية اللفظية السياسوية بل في القدرة العقلية والذهنية على تمثل هذا المنظور معرفيا وبرنامجيا ومن ثم البناء عليه، وعلى هذا ستكون الأولوية أمام سوريا-وفق هذا المنظور الجديد- هو القطع مع الاستبداد، وأن لا تحرر وطني بلا تحرر سياسي، ولا وطنية ولاقومية ولا مقاومة ولا ممانعة مع الديكتاتورية والطغيان… وسيتجرأ هذا الخطاب الديموقراطي الجديد على وصف هزيمة صدام بأنها هزيمة للطغيان وفتح الأبواب للإنطلاق من “نقطة الصفر” التي أعاده إليها الاحتلال، وذلك لإعادة بناء عراق حر وديموقراطي…حيث مع صدام ما كان ممكنا الحراك إلا تحت درجة الصفر…طبعا هذا الوعي سيكلف رياض الترك ليس العودة إلى السجن فحسب، بل وسيكلفه داخل حزبه بين المحافظين العقائديين (الممانعين) والانفتاحيين الانتهازيين (المحاورين) من دعاة الحوار مع أوباش عصابات السلطة الميليشاوية ورفض حصارها ومقاطعتها…ومن ثم الاصطدام مع كل العقائديين التخوينيين- للرياضين الترك وسيف- داخل الإعلان من الذين يرفضون الديكتاتورية في سوريا ويدعون إلى الديموقراطية فيها… لكن من خلال الافتتان بببطولات صدام والبكاء على أطلاله…لكنهم لم يلبثوا أن وجدوا تعويضهم في العودة إلى البيت الأسدي يمارسون هواية الهتافات القومية له بوصفهم ممثلي “ايديولوجيا الهتاف”.
إذن إن ادراك هذه الموضوعة عن سمة العصر المتمثلة بالديموقراطية، يترتب عليها انتقال مركز الثقل في رؤيتنا ومنظورنا وآلية فهمنا لاستراتيجيات الصراع في عصرنا.. أي نسف معظم مقولاتنا وبرامجنا، إذ أن النواة الأبستمية للاشتراكية هي (العدل) بينما النواة الأبستمية للديموقراطية هي (الحرية )، هذا على المستوى النظري… فإذا ما تم الانتقال من نواة نظام التفكير القائم على (العدل) إلى نواة نظام التفكير القائم على (الحرية)، فإن ذلك سيغير الكثير من فهمنا واستراتيجياتنا وتحالفاتنا وتحديداتنا للعدو والصديق…
هذا الانتقال المعرفي من العدل إلى الحرية، يعني بالتناظر والتوازي الانتقال من اشكالية انسان العصر الوسيط (العدل)، الى اشكالية انسان العصر الحديث(الحرية)، أي أن نشدان العدالة ظل دائما مطمح حركات الاحتجاج والاعتراض في الماضي وعلى مدى التاريخ الإنساني، بينما ظلت مسألة الحرية في ذلك الزمن –حتى عصرنا الحديث- دائما في مجال الميتافيزيقيا… الجبر والاختيار.. والقضاء والقدر، أي تكمن في فضاءات صلة الانسان بالله وما يتصل بها من مسائل علم الكلام واللاهوت.
بينما في العصر الحديث، فإنه مع انتقال مركز الثقل الوعي الإنساني من السماء الى الأرض، تم انتقال مسألة الحرية من المجال اللاهوتي إلى الحيز الدنيوي بمثابتها إشكالية أرضية، حتى ولو بدأت مباحث الحرية من أسئلة الميتافيزيك عن الكينونة والذات، فإنها راحت تنتقل الى التعيّن على الأرض،حيث يصبح موضوع العدالة مشتقا من مفردات الحرية ومعرفا بدلالالتها، وليس أصلا لها… تلك هي إحدى سمات الحداثة، ولعله من الممكن تفسير وفهم انهيار المنظومة الاشتراكية في هذا السياق عن جدل العدالة والحرية، بكون أن الاشتراكية راهنت على أولوية منظومة ماضوية (العدل) على حساب (الحرية) منظومة الحداثة، ولعل ذلك يفسر-أيضا- لماذا كانت روسيا الأكثر تأخرا هي حامل مشروع هذه الاشتراكية الناقصة المفتقرة إلى الحرية، وليس بريطانيا والمانيا كما كان يراهن ويحلم ماركس…
ولعل هذا ما يفسر لنا في المآل تعثر طموح الانسانية للعدالة بدون الحرية التي تطلق القوى البشرية كمدخل ضروري لتحقيق “الحرية المجسدة” بالعدالة على حد تعبير ماركس.
لا تزال القوى السياسية السورية تسبح (سلطة ومعارضة) في ذات النهر مرتين، أي لا تزال تنتمي إلى جبهة تلاشت، وهي جبهة القول بأن سمة عصرنا هي الانتقال الى الاشتراكية، وهو القول الذي تنبني عليه مقولة تحالف القوى الثلاث كما قلنا، متمثلا :1- في المنظومة الاشتراكية وفي مقدمتها الاتحاد السوفييتي (العظيم). 2-الحركات العمالية العالمية اليسارية ممثلة في الأحزاب الشيوعية الأوربية وحركاتها النقابية. 3 -حركات التحرر الوطني العالمية في العالم الثالث…وبهذا المعنى تأتي ايران والاسلام السياسي المعادي للغرب في إطار هذه الجبهة، وكذلك الحركة القومية الناصرية والبعثية والأحزاب الشيوعية العربية والعالمثالثية في جبهة عالمية واحدة كانت تملؤنا بالنشوة والعظمة، وكنا نفاخر نحن كيساريين سوريين وعرب أننا أعضاء خلايا في الحزب الشيوعي الفرنسي مما يشعرنا بمواطنية عالمية ذات زخم مفعم بالثقة بالمستقبل، ومن ثم تضامننا المطلق مع ايران الخمينية في المعركة ضد المشروع الامبريالي –الصهيوني – الرأسمالي.
لكن عندما ينهزم تحالفنا القائم على هذه المقولة، ألا يكون من السذاجة بقاء بعض الأطراف في مواقعهم، كنظام الملالي في ايران والسلطة البعثية الأسدية الطائفية في سوريا..
إن البقاء على المواقف والشعارات والمنظومات السابقة،ليس سوى شكل من أشكال ممارسة البقاء في السلطة، وتلك مصلحة النظام الأسدي و(الملالوي) لكن أين هي مصلحة المعارضة ؟ لايعقل أن تنهزم القوى الثلاث الكبرى وتعترف بهزيمتها، بينما تبقى بعض فتات أطراف إحدى القوى الثلاث (حركات التحرر الوطني الخمينية والأسدية ) وهي تمارس فن البقاء وتتحدى العالم الذي أصبح أكثر تجانسا وتوحدا حول الشرعية الدولية،سيما وأن الأطراف الأخرى (المنظومة الاشتراكية في المعسكر الاشتراكي الثوري وحركات اليسار العمالي الشيوعي الأوربي ) تعترف مقرة بهذه الهزيمة، فتحاول التكيف مع التحديات التي تطرحها الرأسمالية العالمية ما بعد الانهيار الكبير الذي لم يبق من آثاره إلا بعض النقابات العمالية في الغرب ذات النضال المطلبي بعد أن ذابت أحزابها السياسية…أسعدنا ذلك أم أحزننا فلا يغير ذلك من الحقيقة شيئا، وهو أنه من غير الممكن استمرار مقولات وأوهام هذا المعسكر المنهار الذي كان يقسم العالم، وذلك من خلال التبجحات الشعارية وتنفجات انتفاخ صدر ملالي طهران الممتليء بالهواء الذي مصيره التسرب إلى الأمعاء ومعروفة آلية طنين خروجه حسب المثل الصيني، وهو ما بدأنا نشهده ونسمعه اليوم في تحول ممثلي السماء (الملتية) إلى قصابين لرعايهم كحلفائهم الأسديين في سوريا، وما يلوذ بهم طائفيا وعشائريا بالتحالف مع سماسمرة حثالات المدن السورية وأوباشها وأوغادها.
إن الانتقال من مركز ثقل الماضي (العدالة)الى مركز ثقل الحاضر (الحرية) يحتم تغيير منظور الرؤية على ضوء القرب والبعد من مسألة الحرية، القرب والبعد من مسألة الحداثة… وهذا ما يترتب عليه بالضرورة -وببساطة شديدة- أن نكون كديموقراطيين أكثر قربا من الديموقراطيات الغربية من الثيوقراطيات الايرانية والثوريات الكورية مثلا… ويجعلنا-كمثال أيضا- نرى في النظام الطائفي اللبناني الذي يعترف بطائفيته نظاما متقدما على النظام الطائفي السوري الذي لا يعترف بطائفيته، وذلك من منظور أن مساحة الحرية في لبنان أوسع في جغرافيا السياسة والروح مما لدى الشقيق السوري، مما يفتح الآفاق لحل المسألة الطائفية في لبنان سلميا،ديموقراطيا… بينما طائفية النظام السوري المغلقة والمقفلة والمضمرة والمسكوت عنها دون أية مساحة للحرية لايمكن أن تقود الا للحرب الأهلية، فاشيا…
ومن هذا المنظور أخطأنا كقوميين ويساريين في موقفنا المضمر أو المعلن من احتلال فاشية صدام لمساحة الحرية الليبرالية حتى ولو كانت صغيرة كالكويت..
لكن في الآن ذاته كنا منسجمين مع أنفسنا كقوميين ويساريين في الوقوف الى جانب صدام لآنه كان جزءا من منظومة تحالفنا،تحالف القوى الثلاث الثورية، بينما كان خروج حافظ الأسد على الموقف القومي واليساري بارسال قواته لمقاتلة الجيش العراقي كان يمثابة خيانة لتاريخه القومي-ردمها في حفر الباطن- وليس احتراما وايمانا بحق الكويت بحريتها وسيادتها، سيما أنه قبض ثمن موقفه القومي هذا باطلاق يده في لبنان لتشديد قبضته عليها وتمديد لولايته عليها لمدة 15 سنة حتى حان طرد ابنه منها، وذلك بعد أن فاجأ الأب الأمريكان بحماسه –حتى غير المطلوب منه أمريكيا- للمشاركة في قوات الائتلاف بقيادة شوارزكوف…
بهذا المعنى كان علينا أن نستقرئ مستقبل سوريا من منظور الحريات الديموقراطية، وذلك بالانتقال من مفهوم الحرية بوصفها معركة مع الخارج (الآخر الأجنبي) التي يتوحد فيها الجلاد والضحية، إلى مفهوم أن معركة الحرية الداخلية ضد الطغيان هي المدخل الأول للتحرر الوطني الداخلي،سيما بعد أن مر ما يقارب نصف قرن على احتلال الجولان دون أي اظهار لقوة ردع محتملة، وذلك بعد أن انتقلت قوة الردع كلها ضد المجتمع والوطن المجروح بكرامته الوطنية وكرامته الحقوقية والانسانية…
من هنا كانت أهمية انتقال مركز الثقل في خطابنا من اليوتوبيا القوموية والعالمية الثورية إلى عنوان :”سوريا أولا ” ليس بالمعنى (القطري) البائس، بل بمعنى أولوية مستقبل الحرية بالنسبة للسوري هي لسوريا، وهذا ما يفترض أولوية المواطنة السورية على أي انتماء قومي أوديني غير سوري، مما يترتب عليه اعتبار أن الكردي السوري أو المسيحي السوري ينبغي أن يكون أقرب وأولى بالمعروف الوطني من أي شقيق عربي أو أخ مسلم غير سوري.
ويعني أن مستقبل حرية سوريا أولى للسوري من حرية غزة الشقيقة التي هي أولوية الغزاوي، وعليه يجب أن يكون التضامن القومي أو الديني متبادلا… فكما أتضامن مع شعب غزة وأهلها ونسائها وأطفالها،على أهل غزة، وعلى قيادتها أن تتضامن بدورها مع أهل سوريا وشعبها وليس مع جلادها، مع أهلها في سوريا رجالا ونساءا وأطفالا دفعوا من الأثمان دماء واعتقالات وتعذيب وإهانات وكره وعدوانية خلال عقود من التسلطية الأسدية ما يفوق أضعاف ما تعرض له الغزاويون على يد العدو الإسرائيلي… فأي منطق وحكمة وعقلانية أن نقف خلف الجلاد الوطني –لأنه (ابن الوطن ) – وهو الذي يتساوى مع الجلاد القومي الاسرائيلي الذي لا غرابة في قهره القومي لنا بوصفه عدوا بكل الأحوال، دون أن نلقى التضامن المتبادل من الشقيق الفلسطيني، بل يذهب الشقيق مشعل ليهدي (انتصاراته) إلى آل الأسد لمراكمة انتصاراتهم ضد شعبهم…
إن الوطنية السورية في صيغتها الجديدة والحديثة –وليست الهوية العتيقة- تستدعي من الديموقراطي السوري فهما جديدا للهوية…بوصفها هوية الحرية أولا ولسوريا أولا… وهي الهوية التي لا تسمح لابن الوطن أن يسحق أخاه في الوطن باسم وحدة هوية عتيقة (غريزية -قبلية – بطركية)…حيث العدو واحد…وهو الاستبداد والطغيان وقهر الإنسان بغض النظر عن هويته عربيا كان أم اسرائيليا، مسلما كان أم يهوديا أم مسيحيا أم علمانيا…
mr_glory@hotmail.com
• كاتب سوري- باريس
إعلان دمشق كأفق ديموقراطي مفتوح للكتلة التاريخية
مسرحيات اسرائيل الاخيرة. ماذا ورث الشعب السوري والمنطقة من الانقلاب البعثي والمافيات المخابراتية الا الذل والفقر والمهانة والشعارات الزائفة والاستعمار. السلام يبدا اولا واخرا من الداخل بان يطبق النظام السوري الشمولي الديمقراطية واحترام حقوق الانسان.والكل يعلم ان اسرائيل تستميت لابقاء النظم الشمولية والديكتاتورية وهي تعمل دائما مسرحيات لكي تطوع هذه النظم لانها تتفاوض وستتفاوض مع ديكتاتوريين وليس مع الشعوب.والكل يعلم ان النظم الشمولية هي المحيط والبيئة الصالحة لنمو الارهاب ودعم الميليشيات الطائفية المدمرة للعالم
إعلان دمشق كأفق ديموقراطي مفتوح للكتلة التاريخية
هل غراب البين غائب عن الوعي ام عميسلبها.
إعلان دمشق كأفق ديموقراطي مفتوح للكتلة التاريخية
لماذا يغيب الشفاف اسم المؤلف عن مادته؟؟ هل مات المؤلف؟ لن أقرأ هذه المادة اليتيمة حتى يعترف عبد الرزاق عيد بأبوته لها.