هل هنالك دوافع سياسية لاعتقالات قادة الطوائف المسيحية، والأرمنية تحديداً، في طهران وأصفهان، وهل تشير الإعتقالات إلى خلل ما في التحالف الإيراني-الأرمني؟ أم أن الأمر يقتصر على منع المسيحيين من “التبشير” بعقيدتهم؟ ولماذا تقحم إيران بريطانيا في موضوع يبدو حتى الآن أنه يتعلق بمواطنين إيرانيين مسيحيين.
وفي أي حال، وبعكس ما ذكرت بعض المواقع العربية، فلم تشر السلطات الإيرانية إلى اعتقال مسيحيين “أجانب”، مما يعني أن كل المعتقلين من الإيرانيين المسيحيين. وكان سبق لرجال دين شيعة إيرانيين قد حذّروا من أن الإستخدام السياسي للإسلام قد يدفع الناس إلى الإبتعاد عن “الدين” (الشيعي). وسبق للرئيس السابق خاتمي أن أِشار إلى خلوّ مساجد إيران من المصلّين!
وكان الرئيس الإيرانى محمود أحمدى نجاد قد “تمنّى” ظهور السيد المسيح الذى وعد به جميع أنبياء السماء.. فى رسالة تهنئة بعث بها نجاد إلى البابا بنديكتوس السادس عشر بابا الفاتيكان بمناسبة أعياد الميلاد!
ولكن التلفزيون الإيراني الرسمي أعلن يوم أمس الأربعاء أنه تم اعتقال بعض قادة الأقلية المسيحية في البلاد، ووّجِّهت له تهمة نشر نسخة متشددة من دينهم.
ولم يذكر التلفزيون الإيراني عدد المعتقلين، ولكنه ذكر، نقلاً عن حاكم طهران “مرتضى تمادن” أن المجموعة التي تم اعتقالها كانت تروّج لـ”وجهات نظر مسيحية متشددة” في تجمعات ثقافية بدعم من بريطانيا.
ونُقل عن “تمادن” أن المجموعة تمثل “تيّاراً فاسداً ومنحرفا”.
وزعم موقع مؤيد للمعارضة الإيرانية أن 60 مسيحياً، بينهم كاهن، اعتقلوا منذ عيد الميلاد,
وذكر موقع “سهام نيوز” أن سلطات الأمن في أصفهان استدعت الكاهن، ويدعى “ليونارد كيشيشيان” واعتقلته.
وحسب “وكالة الصحافة الفرنسية، فقد أعلن حاكم طهران “مرتضى تمادن” أن “قادة هذه الحركة اعتقلوا في محافظة طهران، وسيتم اعتقال المزيد في المستقبل القريب”.
خشية السلطات من اعتناق شبان شيعة للمسيحية؟
وأشار إلى المعتقلين على أنهم “تبشيريون” وشبّههم بالطالبان قائلاً: “إنهم مثل الطالبان.. الذين أقحموا أنفسهم في الإسلام مثل الطفيليات. لقد صنعوا حركة بدعم من بريطانيا بإسم المسيحية”.
وأضاف: “ولكن مؤامرتهم انكشفت بسرعة وتم توجيه الضربات الأولى لهم”، من غير أن يحدّد أهداف المؤامرة المزعومة.
وقال أن “عدداً من الطقوس المزيفة والفاسدة قد جعلتهم يشحذون أسنانهم ضد معتقداتنا، ويمكن للمرء أن يشاهد نشاطاتهم بين الشبان”، مشيراً إلى أن النشاط التبشيري المسيحي يمثل نموذجاً لـ”الهجمة الثقافية” ضد إيران.
“كنائس في المنازل”
وحسب وكالة الصحافة الفرنسية، فإن المسيحية هي بين الأديان المُعترف بها في إيران، ولكن التحوّل من الإٍسلام إلى المسيحية يُعاقب بالإعدام. وقد تم اعتقال عدد من الذين اعتنقوا المسيحية في السنوات الأخيرة، كما قامت السلطات بحملات مداهمات ضد “الكنائس داخل المنازل”.
وأضافت الوكالة الفرنسية أنه يمكن للمسيحيين واليهود والزرادشتيين ممارسة أديانهم، ولكن لا يحق لهم التبشير بعقائدهم، كما أن على نسائهم أن يرتدين التشادور في الأماكن العامة.
يُذكر أنه وفقا لإحصاءات تقرير الحرية الدينية الصادر عن وزارة الخارجية الأمريكية عام 2004 فإن عدد المسيحيين فى ايران يبلغ نحو 300 ألف نسمة آى أنهم يشكلون ما هو أقل من 1 في المائة من تعداد السكان.
وبالإضافة لكونهم أقلية ضئيلة ، فالمسيحيون الإيرانيون غير موحدين فى الانتماء لمذهب واحد، فمنهم من ينتمي إلى :
الكنيسة الأرمنية الأرثوذكسية وهى أكبر الكنائس الإيرانية ، كنيسة الشرق الآشورية ، الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية ، بينما تقدر أعداد الإنجيليين في البلاد بنحو 15 ألف شخص.
وقد ذكرت بعض المصادر أنه في سنة 1993 حاولت حكومة إيران إجبار كافة الطوائف المسيحية على توقيع إعلان ينص على أنهم سيمنعون أى مسلم من الإنضمام لكنائسهم وسيرجعونه للإسلام من جديد، لكن قادة الكنائس رفضوا ذلك.
إعتقال قادة الطوائف الأرمنية في طهران وأصفهان بتهمة “التبشير”!
stern — stern_43@yahoo.de
واين مقولة التسامح وحرية الاديان والمعتقد ..يقولون شيء ويفعلون شيء اخر.. الوجه الحقيقي للإسلام