على غير العادة، فنحن نتّفق مع “العونيين”: نعم، الجنرال فايز كرم ليس “عميلاً” وليس “جاسوساً”! إنه “موقوف” و”مشبوه” يخضع للتحقيق. وقد تثبت براءته، أو قد يتعرّض لاتهامات قضائية ويحال عندها إلى المحاكمة.
ذلك هو الوضع القانوني للرجل. فقط لا غير!
ونحن لا نقول ذلك خوفاً من تهديدات النائب إبراهيم كنعان برفع دعاوى ضد وسائل الإعلام “إبتداءً من يوم الإثنين” (لماذا يضيّع 3 أيام؟). بل لأن ذلك هو ما ينصّ عليه القانون اللبناني.
نحن نتّفق مع “العونيين” حول هذه النقطة، ولو أن المواطن اللبناني بات يتساءل عما بقي في لبنان من مؤسسات رسمية عسكرية أو “استراتيجية” لم يخترقها حزب الله والنظام السوري بمباركة العونيين!
وكنا سنتّفق مع “العونيين” أكثر لو وافقوا على استبدال إسم “العميد المتقاعد فايز كرم” كلما ورد في المقتطفات التالية بإسم “المواطن اللبناني شربل قزي” الذي تعرّض ويتعرّض منذ أسابيع لعملية “سحل” إعلامي، أي لـ”كترمايا” إعلامية، كان التيار العوني وتلفزيونه أحد أبطالها المبرّزين.
وقد وصلت الأمور إلى درجة أن رئيس الجمهورية اللبنانية أبدى استعداده لتوقيع حكم بالإعدام “إذا” صدر مثل هذا الحكم، وكل ذلك حتى قبل “توجيه إتهامات” لـ”المعتقل” و”المشبوه” شربل قزّي. وبعد تصريح رئيس الجمهورية، أعلن وزير الدفاع أنه يستغرب كيف تعرف الصحف عن موضوع شربل قزي أكثر منه، ثم عاد فأعلن أنه تلقى “تقريراً أولياً” حول التحقيق معه! فقط لا غير!
ووصلت الأمور أيضاً إلى أن “مون جنرال” أطلق تصريحاً شهيراً تساءل فيه عن “الجهة” التي ينتمي إليها “العميل شربل قزي”!!
لأن بيروت ليست طهران خامنئي، ولأن سجون لبنان ليست معتقل “كهريزاك” الذي اغتُصِبَ فيه الإيرانيون الذي هتفوا “أين صوتي”، ولأن لبنان ليس قطراً بعثياً (“صدّامياً” أو “أسدياً”)، فنحن نعتبر المواطن العادي شربل قزي و”الجنرال” فايز كرم “موقوفين” و”مشبوهين”. وقد تثبت براءتهما، أو براءة أحدهما!
أضحكتنا كثيراً “نَهفة” أوردها تلفزيون العونيين اليوم وجاء فيها: “اعترفت اسرائيل عبر أحد ضباطها، بأنها أرسلت طائرة مقاتلة لاغتيال العماد ميشال عون بقصف منزله من الجو. قبل أن تُجهَضَ العملية لاحقاً”!
لكن، كيف اعترفت إسرائيل؟ وكيف أوصل الضابط الإسرائيلي الخبر لـ”مون جنرال” وحده؟ ولماذا لم تنشره وسائل الإعلام العالمية (العالم كله ضد الجنرال، كالعادة)!
أخيراً، نتمنى على العونيين، الذين نفهم إستهجانهم لإدانة الجنرال كرم قبل التحقيق معه، أن يسحبوا عن موقعهم كل “القاذورات” التي نقلوها عن “السفير” و”الأخبار” بحق “المشبوه” (فقط) المواطن اللبناني شربل قزّي.
يطالع القارئ على “الشفاف” تصريحات المسؤولين العونيين اليوم، وهي تتراوح بين “الإستنجاد” بحزب الله واستهجان الحملة التي تشنّها وسائل إعلام “جماعة 8 آذار” ضد الجنرال كرم.
طبعاً، لم ينسَ مسؤولو “التيار الوطني” التشكيك بأهلية فرع المعلومات للتحقيق مع الجنرال كرم. هل كانوا يفضّلون أن “يحقق” معه حزب الله أولاً؟
ونقطة أخيرة: نحن لا نشمت بالجنرال فايز كرم، ولا بالعونيين، لأننا ندرك أن كل هذا التضخيم الإعلامي لقضية “العملاء” لا يخدم سوى هدف تحويل لبنان الديمقراطي إلى “مجتمع مقاوم” بالنيابة عن الباسدران الإيراني.
“بيار عقل”
*
الأوتيفي تكشف أسرار قضية فايز كرم
هو مسؤول منطقة الشمال في التيار الوطني الحر العميد المتقاعد فايز كرم، شاغل الدنيا والداخل اللبناني منذ أيام معدودة وتحديداً منذ لحظة إعتقاله نتيجة الإشتباه بتعامله مع إسرائيل.
وكما جرت العادة في لبنان عند إعتقال أحد المسؤولين، ولكن هذه المرة بنسب مرتفعة أكثر، إحتل كرم مقدمات النشرات الإخبارية والصحافية مكتوبة كانت أم مرئية ومسموعة، ولكن للأسف على قاعدة الرواية والمعلومات المغلوطة كما التحليلات أحياناً.
رواية أولى تحدثت عن أن العميد كرم إعتقل في مطار بيروت الدولي أثناء هروبه الى الخارج. ليتبين أن الخبر كذب. وأن كرم اوقف في منزله في زوق مكايل…
رواية ثانية زعمت إنه أستدرج الى خارج المنزل عبر كمين منظم. فيما معلومات ال otv تفيد بأن كرم كان على علاقة وطيدة بمسؤول أمني رفيع. وأن المسؤول المقصود نفسه، هو من زاره ليل الثلثاء الماضي، في بيته. فصعد سائقه الى شقة كرم. واستدعاه للتحادث مع صديقه في سيارة الأخير. وثم كان الاعتقال.
رواية ثالثة زعمت أن وزير الداخلية أبلغ العماد عون عن تورط مسؤولين آخرين. بعد ساعات يصدر الوزير تكذيباً، ولا يتوقف أصحاب الكذب…
رواية رابعة تحدثت عن مضبوطات وتقنيات متطورة. بينما المعلومات تشير الى أن كل المضبوطات من منزل كرم ومكتبه، لم تتعد جهاز كومبيوتر عادي…
حتى أن بعض الروايات لم تتورع عن ذكر العماد عون، بعدما أمعنت في تزوير الوقائع، فجعلته قائداً للجيش قبل سنتين من تعيينه، وأغرقت في التزوير الذي سيكون يوم الاثتين المقبل أمام القضاء…
وفي الوقت الذي طاولت روايات وسائل الإعلام بعض المسوؤلين الكبار في الدولة اللبنانية، لم تتحرك النيابة العامة بعد لملاحقتها.
ومن الإتهامات الإعلامية التي وجهت الى كرم تعرض للمحاكمة سابقاً بتهمة التعامل مع إسرائيل وغيرها إلا أن الحقيقة ليست بعيدة عن متناول الجميع وفيها ان كرم عاد من منفاه عام 2005 ليس على الطائرة التي أقلت العماد ميشال عون ولكن قبله بأيام ليتوقف امام المحكمة العسكرية مدة يومين وتسقط هذه الاخيرة التهم التي وجهت اليه عبر المادة 335 من قانون المحاكمات الجزائية لعدم توافر العناصر الجرمية. وللتذكير المادة 335 من القانون المذكور تنص على ملاحقة جمعيات الأشرار غير المشروعة التي يقصد بها إرتكاب الجنايات ضد الناس او النيل من سلطة الدولة ومؤسساتها المدنية والإقتصادية والعسكرية ولا تات في نصها على ذكر كلمة تعامل او عمالة.
وتشير مصادر قانونية متابعة الى ان توقيف العميد كرم من قبل فرع المعلومات غير قانوني بحسب المادة 38 من قانون أصول المحاكمات الجزائية غذ لا تذكر هذه المادة بنصها هذا الفرع عبر تعدادها لأشخاص الضابطة العدلية.
كما ان مدة التوقيف الإحتياطي في الجنايات لا تزيد قانوناً عن ال 48 ساعة التي تمدد مرة واحدة او بأقصى الاحوال الى أربعة أيام وذلك لا يتم إلا بقرار خطي من النائب العام الإستئنافي.
كل هذه الوقائع، تفرض طرح السؤال: من المستهدف في قضية فايز كرم؟ ومن يخطط لهذا الاستهداف؟
إشارة الى أن الوسائل الإعلامية هذه التي تهاجم العميد كرم منذ ايام قليلة هي نفسها التي دأبت على إنتقاد عمل فرع المعلومات وصدقيته بشكل يومي طيلة السنوات الماضية.
تلفزيون “أو تي في”: عون هو المستهدف
أثناء عدوان تموز 2006، اعترفت اسرائيل عبر أحد ضباطها، بأنها أرسلت طائرة مقاتلة لاغتيال العماد ميشال عون بقصف منزله من الجو. قبل أن تُجهَضَ العملية لاحقاً…فهل هناك من يحاولُ اليوم، تكرارَ العملية، أو الوصول الى النتيجة نفسها، لكن من دون طائرة، ولا طيار، ولا قصف جوي؟
الأجواء المحيطة باعتقال العميد فايز كرم، والتي أعقبته، تفرض طرح هذا السؤال…
وإلا فلماذا هذه الكمية من الكذب والتزوير والتأويل والتهويل؟
فلو لم يكن ميشال عون مقاوماً، هل كان العدو ليعملَ على اختراقه؟
ولو لم تكن بيئة تيار عون، بيئة حاضنة للمقاومة، هل كانت لتستهدف بهذا الشكل؟
فالمواجهة باتت واضحة ومفضوحة ومكشوفة…وهي مواجهة بين مشروعين: الفتنة، أو الوحدة…
الفتنة، تملكُ أداتين: من جهةٍ أولى عدوانُ اسرائيلَ الدائم، ومن جهة ثانية عدوان الاتهام الدولي القادم…
أما الوحدة، فلديها قوتان: قوة السيد حسن نصرالله في فضح الاتهام، ومواجهة اسرائيل، وقوة العماد ميشال عون في تحصين الساحة الداخلية خلف المقاومة، وترسيخ مناخٍ وطنيٍ حاضنٍ داعمٍ ودائم، يمتد من قلب فتوح كسروان، كما أظهرت مواقفه يوم الأحد الماضي، ويحتضن كل الوطن، من النهر الكبير في الشمال، حتى الشريط الشائك في الجنوب…
ولأن الأمرَ كذلك، وُلدت في هذا التوقيت بالذات، قضيةُ فايز كرم… ولأن الأمرَ كذلك، انطلقتِ التسريباتُ والتأويلاتُ والتهويلات، وانطلق الكذبُ والزور، وتجارُ الزور الكذب…
نعم العماد عون هو المستهدف. إذا كانت اسرائيل تعمل على اختراق محيطه، فهذا يؤكد أنه المستهدف. وإذا كان بعض السلطة يفبرك الاختراقات، فهذا يعزز استهدافه…
أما السبب، فلأن المواجهة لم تنته، بين مشروع الفتنة وبين مشروع الوحدة
جبران باسيل
عن توقيف العميد المتقاعد فايز كرم وتأثير الأمر على علاقة “التيار الوطني الحر” ب”حزب الله”؟ قال الوزير باسيل: “في حال كان الأمر حقيقيا، وهناك إعتراف، فيجب أن ينتقل المتهم إلى القضاء للتحقيق معه ليتبين صحة الموضوع وحجمه والإعتراف الحاصل وحجم هذا الإعتراف، وكل هذا الموضوع يحتاج ان يسير في المسلك القانوني الطبيعي وليس في المسلك الصحافي القائم على شائعات وتشكيك الناس ببعضها، مما يخدم العدو الإسرائيلي وعمله في السياسة، وإن ما سمي بالذهول وردة الفعل والمفاجأة أمور من الطبيعي حصولها، وهي تدل على تجذر “التيار الوطني الحر” بقناعاته السياسية وبرفضه لهذا الموضوع إذا صح”.
وعن إمكان تسريب معلومات تخص علاقة العماد عون والسيد حسن نصر الله، قال باسيل “أن العلاقة محصنة إلى درجة لا تخرق فيها، ولم يستطع الدخول عليها الإسرائيلي ولن يستطيع”.
إبراهيم كنعان: دعاوى ستقدم نهار الإثنين ضد بعض وسائل الإعلام
أكد أمين سر تكتل التغيير والإصلاح، النائب إبراهيم كنعان خلال مشاركته ضمن نشرة أخبار الـ”OTV” المسائية، أن لبنان يعتمد نظام قانوني قضائي مبني على أصول للمحاكمات من هنا ما زال من المبكر جدّا إطلاق صفة “عميل” على العميد المتقاعد فايز كرم ولا سيما أن المسألة ما زالت ضمن تحقيقات الأجهزة الأمنية ولم تحول بعد إلى السلطات القضائية.
وأضاف” إن التسميات التي تطلق حول توقيف العميد كرم والتسريبات التي نسمعها ونقرأها لا تجوز من الناحية القانونية. فأين سرية التحقيق ومن هو “المصدر الأمني المسؤول” الذي يوزع الأحكام والتوصيفات على الإعلام وما هو حجم المسؤولية القضائية عىلى وسائل الإعلام التي تنقل هذه المخالفات الخطيرة. تاريخ التيار الوطني الحر معروف ومعروفة المخططات التي يواجها العماد ميشال عون منذ أيام التسعينات حتى يومنا. ليس من باب الصدفة ما يحصل اليوم، فبسحر ساحر جهزت المقالات ووضعت في الصحف ونسبت الأخبار إلى مصادر أمنية مسؤولة”.
وطلب كنعان الكشف الفوري عن هوية المسربين للمعلومات المتعلقة بالتحقيق لأنه من غير المسموح أن يتم تسريب التحقيقات عبر وسائل الإعلام ولفت إلى أن التيار لم يطلع بعد على أي ملف حول العميد كرم لمعرفة ما صحة الأخبار التي تناقلتها وسائل الإعلام وسأل عن تقاعص الأجهزة الأمنية لإنجاز التحقيق ووضعه برسم السلطتين السياسية والقضائية. وقال: “هناك كرامة أشخاص وإستهداف بالسياسة، فالتيار إستبسل ويستبسل دائما من أجل الدفاع عن حرية وسيادة لبنان. زعيم التيار العماد ميشال عون، المعروف بمناقبيته وأخلاقه قال بالأمس كلاما واضحا، إذا كان هذا الأمر صحيحا وإذا كان هناك من إدانة وثبتت العمالة نعتبر أن ما حصل خسارة في معركة سياسية. كلام العماد عون المسؤول لا يعني أنه من المسموح إستباحة كل الأمور وأن نرى ما ريناه اليوم في الصحف وبعض المؤسسات الإعلامية المرتبطة مباشرة بأجهزة معينة”.
ولفت أنه تم تخطي الكثير من الشكليات وذلك حرصا على كشف الحقائق لا سيما أن القضية حساسة ولأننا لا نرضى أن توجه تهمة كهذه للتيار أو لأحد الذين ينتمون إلى صفوفه. ” نريد أن نعرف من المسؤول عن الحملات التي تقودها بعض الوسائل الإعلامية علما ان هذه الوسائل مرتبطة بجهات سياسية. إذا إستمر الأمر بما هو عليه سيكون هناك أكثر من مئة علامة إستفهام حول التحقيقات”.
وإذ شدد كنعان على أن التيار هو تحت القانون أعاد التأكيد عدم الخضوع لمزاجية أحد لا سيما أن الوضع كثير الحساسية ويتعلق بسيادة لبنان ووحدته. وأضاف” هناك إستهدفات كبيرة والمواجهات الأولى لكل ما يحاك ضد وحدة لبنان وسيادته من سنة التسعين حتى اليوم واجهها التيار. إذا إستمرت هذه الأمور وإستمر الأمر على حاله سيكون هناك عواقب. كمحام نسأل القضاء، مدعي عام التمييز والجهات الأمنية من المسؤول عن التسربيات؟ هذا الأمر غير مسموح فهو يتعرض لتيار وأشخاص معروفين بنضالاتهم. نحن مع إعطاء المجال للتحقيق فهذه هي الأصول ولكن السؤال متى ينتقل هذا الملف إلى القضاء. هناك مهل محدد للتوقيف من قبل الأجهزة الأمنية ولا يمكن ان تكون إلى ما شاء الله”.
كما أعاد كنعان التأكيد أن التيار يرفض كل التسريبات الإعلامية والحملات التي تخاض معلنا ان القضاء اللبناني سيكون أمام إمتحان حول جديته إذ أن دعاوى ستقدم نهار الإثنين ضد بعض وسائل الإعلام التي سمحت لنفسها أن تزور وقائع وحقائق وأن تنال من كرامة شخص ومن كرامة تيار سياسي طويل عريض معروف بنضاله وتاريخه لأن هذا الأمر هو إستهداف سياسي.
وأخيرا دعى كنعان قاعدة التيار الوطني الحر أن تكون بجهوزية تامة مذكرا إياها أن التيار مستعد دائما للمواجهة حتى كشف كل الحقائق.