موضوع استقلالية المرأة والاعتراف بكيانها وكينونتها هو بيت القصيد ومطلع النشيد، لكن:
..قد يحسن السعي وراء تحقيق الشيء.. اي شيء.. ثم العمل على تحقيقه، و لو بدءاً – مثلاً- بتعميم فكرة وجود “يوم” للمرأة.. يحل في يوم الغد، وتثيبته في عقل وذاكرة ووجدان و(اهتمام) مواطنينا ومواطناتنا.. كيوم للمرأة.. في 8 السبت من مارس.
و في نفس الأثناء: المضي.. في الكتابة والتعبير والرسم والتشكيل والشعر والنثر والأزياء ومختلف الاعلامياء.. وابراز المرأة بإظهار ان لها وجهاً يرى، وشخصية يمكن التحدث معها، وليس فقط اليها (من وراء برقع/بوشية الخ ..بل البعض يفضل بأن يكون ذلك التحدث (إن كان..) من وراء جدار.. واحياناً يعتبر المفيقهون منهم بأنّ حتى صوتها عيب صراح.. و”عورة”!
دعونا نمضي.. دعونا نمضي و لو خطوة.. ولو زحفة؛ لكن بثبات وتعاضد.. بين النساء انفسهن.. ثم بينهن والرجال.
كم آلمني موقف الأخ د. تركي الحمد.. قبل 5سنوات (في خضم الحديث عن “سياقة المرأة السيارة”) أن كان تصريحه حينها بأن “هذا ليس من اوليات الأمور” و مضى في التعبير هكذا- وساهم للأسف وقتها.. لعله من حيث لا يقصد.. في فتّ العزم وفي تراجع الموضوع!
وأرى ان المطلوب هو السعي بدأب على اكتساب الموضوعات والحاجات بمطالبات ومغالبات وملاحقات؛ وان نرصدها… ونمضي مباشرة بعدها للأمر التالي.. والموضوع اللاحق فنلاحقه.. تباعاً.
..لا ان نصر على تحقيق شيء واحد وحيد.. في خضم بقاء كومات مكومة متراكمة من الحقوق والاعتبارات.. فإني ارى في ذلك تفويتاً لهذا و ذاك.
والمرأة تتحمل حوالي 51% من التبعة.. حيث يبدو (أنها) قابلة بالخنوع؛ فبادئ ذي بدء نجدها تنبسط (حد “الانشكاح”) بأن تكون “ام نصيفان”، إشارة الى وجود ولد لها.. حتى لو كان عندها ابنة اسمها هناء او مها او فاطمة (..و تكبره بعشر سنين)!
انها الذكورية العارمة!ا
إن المرأة عندنا.. وأمامها الرجل.. ترضى بأن لا يكون لها “مدونة حقوق اساسية” للمرأة… تحميها من تعسف المجتمع الذكوري.. كما نجحت في تحقيقه مؤخراً المرأة المغربية والأردنية.. وقبلهما بنصف قرن: التونسية.
فالمرأة عندنا تتقبل انها مجرد “مَرة”، و أن كلامها “ما هو بكلام رجال”.. وفي رواية “رجاجيل”.
المرأة تؤمن بـ/ و تومّـن على– كونها نصفاً.. او تقل قليلا؛ فحتى مع تغير الظروف والمسوغات والزمن والأسباب، فالمرأة 1/2 مواطنة حينما تحضر كشاهدة؛ وهي نصف وريثة؛ وحتى نصف ضحية، فديتها عند مقتلها يكون نصف عدد الجمال المطلوبة للرجل المقتول..
فهناك موضوعات تراكمت عبر القرون.. لكن.. ولذلك.. يحسن ان نسعى الى تحقيق كل ما يمكن يتحقيقه.. واستغلال الفرض المتاحة. فمثلاً حدث حدثٌ فريد الأسبوع الماضي.. حدث لا يصدق بمعاييرنا وما ألفناه حتى النخاع عندنا.. حدث أن اصدر مجلس “الشورى” عندنا قراراُ: يقر بالمساواة بين المرأة والرجل..!
ولم ألحظ عندنا.. لعله من تقصيري.. مقالاًُ او تعليقاً او حتى تصفيقاُ
لهكذا اعلان..
لقد كان الاعلان من عجائب الدنيا الثمان، صدور قرار كهذا، في الموقع الذي صدر فيه.. فلربما لا يقوى على قرار/ إعلان كهذا.. ولا برلمان اسكندنافي!
و كان تاسع العجائب ان لا يرى ذلك صدى عند ذكراننا.. ولا نسواننا!
لماذا يا ترى؟؟
على العموم، أرى ان على المرأة (ومن ورائها الرجل) ان تطالب ثم تقبض.. ثم تطالب!
ومع اليوم العالمي للمرأة، 8 من مارس: كل مناسبة والجميع بخير!ا
doctor.natto@yahoo.com
عميد سابق في جامعة البترول- جــدة
إستقلالية المرأة:
لن أعلق إلا على نقطة واحدة ….
كثيرا ما يلمز الإسلام بكون : (للذكر مثل حظ الأنثيين) ويسعى البعض إلى تغيير مفهوم هذه الآية ، لكن في المقابل يتناسون أن الرجل يجب عليه أن ينفق على المرأة وإن كانت غنية وليس على المرأة (زوجة وأم وبنت وأخت ) نفقة لا على نفسها ولا على غيرها ، وبالتالي فالإسلام أخذ منها وأعطاها …… فكما تطالبون بالمساواة في الميراث طالبوا بالمساواة في النفقة وليكن ذلك بالتزامن !