بيروت – خاص بـ”الشفاف”
اعتبرت اوساط قوى 14 آذار انها انتصرت في الانتخابات النيابية اللبنانية، واشار احد اركانها في معرض تقويمه للعملية الانتخابية انه، ورغم الشوائب التي رافقت تشكيل اللوائح التي لم تكن معبرة بالكامل عن تطلعات جمهور ثورة الارز، إلا أن هذا الجمهور اثبت مرة جديدة ارتقاء وعيه السياسي من خلال اعادة تجديد ثقته بمشروع العبور الى الدولة واعطاء الغالبية النيابية لقوى الاكثرية.
ويشير القيادي في قوى 14 آذار الى جملة معطيات، ابرزها:
– ان الاغلبية هي فعلية وليست “دفترية” ولا وهمية، بدليل إقرار قوى الاقلية بنتائجها واعترافها الصريح بالهزيمة.
– ان الشارع المسيحي الذي استخدمه العماد عون وتياره لتغطية مشروع حزب الله قد اثبت بما لا يرقى اليه الشك، وبالارقام، انه لفظ هذه السياسات المنحرفة لعون.
– ان الانتخابات النيابية اللبنانية أرخت بثقلها على الوضع الاقليمي من خلال:
– اولا ، موقف حركة “حماس” من التسوية مع اسرائيل ومن المصالحة الوطنية الفلسطينية حيث اعلن رئيس المكتب السياسي للحركة خالد مشعل ان “حماس” لن تقف عقبة امام عملية السلام، كما انه توجه الى القاهرة للقاء القادة المصريين والعمل على تسريع عملية المصالحة الوطنية، الأمر الذي كانت “حماس” ترفه وتضع امامه شروطا تعجيزية كي تلقي مسؤولية فشله على حركة فتح.
– موقف نائب الامين العام لحزب الله نعيم قاسم، في مقابلته مع وكالة “رويترز” للانباء اليوم، حيث ابدى مرونة لم تشهدها الساحة اللبنانية من حزب الله سابقا، خصوصاً أنه لم يمض اسبوع على خطابه التصعيدي الذي طالب فيه مجلس الامن بالنوم والراحة مشيرا ان حزبه مستمر في التسلح، فضلا عن الخطاب التصعيدي الذي رافق الحملات الانتخابية من قبل مرشحي حزب الله والحملات التخوينية التي اطلقوها في حق اخصامهم من قوى 14 آذار. وعاد قاسم بدون مقدمات الى اعتماد خطاب تهدوي فاجأ حتى اخصام حزب الله.
– وإضافة الى خطاب قاسم، لا بد من الاشارة الى الخطاب الهادىء للامين العام لحزب الله حسن نصرالله عقب الاعلان عن نتائج الانتخابات وإقراره بهزيمة حزبه وحلفائه وانتصار الاغلبية.
ويضيف القيادي في قوى 14 آذار ان قيادة حزب الله تعرضت للتضليل من قبل تيار عون الذي اوهم الحزب بقدرته على تحقيق الفوز في دوائر زحلة والبترون والكورة اي بدخول المجلس على راس كتلة نيابية من اكثر من خمسة وثلاثين نائبا، وان الحزب جنّد كل موارده على اختلافها من اجل تأمين هذا الفوز، وان الحزب ابلغ القيادة الايرانية بانتصار المعارضة المحقق حتما (وبدوره، قام وزير خارجية إيران بإبلاغ الرئيس الفرنسي، مسبقاً، بانتصار 8 آذار المؤكّد، كما كشفت جريدة “السفير” اليوم). وتم العمل على رسم سياسة استراتيجية تبدأ في لبنان، وتمر بغزة والضفة الغربية، وتنتهي بالتجديد لاحمدي نجاد في ايران.
ويشير الى ان النتائج التي اسفرت عنها الانتخابات النيابية اللبنانية، وعودة الغالبية لتولي زمام المجلس النيابي مرة ثانية باغلبية شعبية وارجحية مسيحية، جعلت راسمي السياسات الاستراتيجية الاقليمية في ايران يعيدون النظر في حساباتهم آخذين في الاعتبار ايضا الموقف السوري المدعو الى التفاوض مع اسرائيل في اطار المبادرة الاميركية الجديدة، وان سوريا التزمت بالتهدئة في لبنان اثناء الحملات الانتخابية وخلالها وبعدها، وان زيارة مشعل الى القاهرة لا تخرج عن اطار السياق الجديد للسياسة السورية، وتاليا انعكاس هذه السياسة على الساحة اللبنانية خصوصا على قوى الثامن آذار.
ويقول القيادي في قوى 14 آذر أخيرا ان العماد عون هو الوحيد الذي تغيب عن باله هذه المتغيرات، وهو مستمر في خطاب المكابرة والتحريض غير عابىء بالنتائج التي اسفرت عنها الانتخابات.
ويخلص الى القول ان الايام القادمة سوف تحمل مزيدا من التراجع على مستوى الخطاب السياسي لقوى 8 آذار لمصلحة الوطن. وان مسؤولية قوى 14 آذار في المرحلة الحاضرة والمقبلة هي ان تتلقف هذا التراجع وان تعمل على استثماره من اجل المصلحة الوطنية اللبنانية في تشكيل الحكومة المقبلة من دون ثلث معطل ولا ضامن، وصولا الى تعطيل مفعول سلاح حزب الله واستيعابه في اطار القوى الامنية اللبنانية.