في الوقت الذي يشتعل فيه محيط لبنان، حيث تتجه الشعوب نحو إسقاط الأنظمة الرجعية الديكتاتورية، وتقرير مصيرها وحفظ كرامتها وحريتها، تشكلت حكومة في لبنان تحت وطأة سلاح مرتد الوجهة والأهداف، ونالت ثقة خجولة ليست شعبية حتما، إنما لا تعدو كونها ثقة هذا السلاح نفسه الذي بات لغة التخاطب الوحيدة في وجه كل من يخالفه الرأي وفي وجه تحقيق العدالة للشهداء والشهداء الأحياء.
“في أحلك هذه الظروف و الأيام” أطل إبن الرئيس الشهيد رفيق الحريري أمس.
أطل ولي الدم ليعلنها مواجهة حتى انقطاع الأنفاس. مواجهة سلمية ديمقراطية ضدّ السلاح غير الشرعي والإستقواء والظلم والطغيان والتخوين والإغتيال وهدر الدماء.
أخيرا كسر الرئيس سعد الحريري حاجز الصمت، وضع النقاط على الحروف وأطلق معركة سياسية لا تبدأ برفض الكيدية ولا تنتهي بإسقاط ما سماه “حكومة حزب الله و حلفائه و أدواته”.
بكل جرأة اعتذر من الصديق مصباح الأحدب ومن الرفيق مصطفى علوش ومن أهل طرابلس الذين لم يصوتوا لصالح لائحة التوافق “مبدئيا”. اعتذر منهم على الغدر الذي لحق بلبنان.
كل من تابع حوار الأمس يدرك أن المعركة فتحت مع صدور القرار الإتهامي، ولم و لن تغلق الا مع كشف الحقيقة وتحميل المسؤوليات والمحاكمة العادلة لقتلة قافلة من خيرة رجالات لبنان.
دخل لبنان ومعه فريق الرابع عشر من آذار مرحلة جديدة لا مجال فيها للتخاذل والتراجع الذين طبعا صورة المرحلة الماضية، وإن كان كل هذا حفاظا على البلاد.
أوضح الرئيس الشاب أن لا مجال للمساومة على دماء الشهداء أو مقايضة العدالة بالإستقرار. فقد رسب الفريق الآخر باختبار حسن النوايا. وبمسؤولية كبيرة أعلن تضامنه مع الشعب السوري الذي يذبح وهو في طريقه الى الحرية على يد النظام الذي كان شريك القرار في اقصائه.
من حكومة الإنقلابيين التي حجب الرئيس الشهيد رفيق الحريري عنها الثقة، الى النظام الذي أفقده الشهيد حمزة الخطيب شرعيته، رسائل واضحة أرسلها الشيخ سعد على طريقة “أردتموها معركة فلتكن”.
يبقى الأهم في كل ما جاء أنه استحق اللقب الأحب الى قلبه. “إبن الرئيس الشهيد رفيق الحريري”.
m.chreyteh@gmail.com
كاتب لبناني