مروان طاهر بيروت- “الشفاف” خاص
لم يكد هدير محركات طائرة رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري يتوقف حتى كان هناك من يطلق النار على باص سوري ينقل عمالاً في الساعة الثالثة من بعد منتصف الليل في منطقة دير عمار شمال لبنان فيقتل مواطنا سوريا ويصيب آخرين بجراح.
اللبنانيون أجمعوا على إدانة الحادث، رسميين وغير رسميين، معتبرين ان ليس هناك من مبررات له. فالاجواء بين بيروت ودمشق تميل الى الانفراج والعودة الى مسار طبيعي في علاقات بين دولتين مستقلتين وجارتين، خصوصا بعد الزيارة الحريرية الى دمشق وما اسفر عنها شكلا حتى الآن من حفاوة رئاسية احاطت بالرئيس الحريري الى حد الإرباك.
وفي المضمون، اثارت الزيارة توقيتا وشكلا ذهولا لدى اللبنانيين من طرفي النزاع في قوى 14 و 8 آذار على حد سواء. وحده الرئيس الحريري يعرف ما جرى بينه وبين الرئيس الاسد ، وهو ايضا “أم الصبي” وفق التعبير اللبناني. فوالده هو الذي اغتيل، وهو اتهم سياسيا النظام السوري باغتياله. ومن هذا المنطق لا يحق لأحد ان يزايد عليه في ظروف الزيارة وتوقيتها وشكلها.
وفي المعلومات، فإن الرئيس الحريري كان امام خيارات عدة ليزور دمشق من بينها استقباله على رأس وفد وزاري حيث يستقبله نظيره السوري ناجي العطري ويجري محادثات جانبية مع الرئيس الاسد. أو ان يزور دمشق مع من يرتأي على ان يكون ضيف الرئيس السوري شخصيا. ومن هذا المنطلق كان قرار الحريري ان يلتقي الاسد في زيارة رئاسية. فاصطحب معه مدير مكتبه ابن عمته نادر ليساعده في اللقاءات الجانبية وانصرف للتباحث مع الاسد على مدى ثمان ساعات في اقل من اربع وعشرين ساعة.
مراقبون عادوا بالذارة الى الزيارات التي كان يقوم بها والده الرئيس الشهيد رفيق الحريري الى دمشق حيث لم تحط طائرته في مطار دمشق الا في زياراته الخاصة، في حين ان زياراته الرسمية للقاء المسؤولين السوريين كانت تمر عبر مقر رئيس جهاز الامن والاستطلاع فرع لبنان في بلدة “عنجر”، واحيانا يستكمل مباحثاته في مقر استخبارات ريف دمشق، على ان يلتقي بعد ذلك المسؤولين الرسميين السوريين، وكان عليه ان يعبر الحدود برا الى دمشق.
وعاد احد انصار الرئيس الشهيد بذاكرته الى اللقاء الاخير بين الرئيس الشهيد والرئيس السوري بشار الاسد في دمشق، وهو اللقاء الذي وصفه اصدقاء الحريري بالعاصف واستمر وقوفاً زهاء عشر دقائق ليعود بعدها الرئيس الحريري الى بيروت ويلقى حتفه في انفجار استهدف موكبه.
وفي هذا السياق، يشير مراقبون الى ان الرئيس سعد الحريري افتتح بزيارته نمطا جديدا من العلاقات مع دمشق إنطلاقا من مؤشرات عدة. فهو، اولاً، حط بطائرته في العاصمة السورية وحل ضيفا رئاسيا على الرئيس السوري وعقد مؤتمرا صحفيا في مقر السفارة اللبنانية في دمشق حيث يرفع العلم اللبناني وصورة رئيس الجمهورية اللبنانية.
إبتزاز.. بالتوقيت
ويقول المراقبون ان الرئيس الحريري لم يذهب الى دمشق مستعطياً ولا مهزوماً، علما ان توقيت الزيارة تم فرضه بالقوة عليه تحت طائلة عدم انعقاد جلسة لمجلس الوزراء الذي يرأسه الحريري فيغيب وزراء الشيعة والعونيون والودائع السورية في الحكومة ويبقى الحريري رئيسا مع وقف التنفيذ من دون قدرة على عقد جلسة للحكومة.
والحريري لم يذهب منكسرا الى دمشق فهو خلال السنوات التي تلت اغتيال والده عمل على صقل تجربته السياسية وقاد فريق الاكثرية النيابية من انتصار الى انتصار. فدماء والده اخرجت الجيش السوري من لبنان بطريقة مذلة ليخوض بعدها الانتخابات النيابية ويحقق فوزا قيل عنه “وهميا” بسبب الحلف الرباعي. وهو وقف صلبا في السابع من ايار، وفي ومواجهة مخيم الاعتصام، وطاف العالم يحثه على دعم استقلال لبنان ووقف التدخلات في شؤونه الداخلية، السورية وغير السورية. وكان الى جانب قيادات ثورة الارز من العاملين من دون كلل على استصدار القرارات الدولية لتحصين السيادة اللبنانية والسلم الاهلي من دون إغفال المسار الطويل لتشكيل المحكمة ذات الطابع الدولي لمحاكمة مرتكبي جرائم الاغتيال في لبنان والعابثين بأمنه.
والحريري قاد قوى الرابع عشر من آذار الى الفوز في الانتخابات النيابية في السابع من حزيران، فضلا عن فوز تحالف هذه القوى في الانتخابات النقابية والطلابية.
والحريري زار دمشق رئيسا للحكومة اللبنانية وليس زعيما للسنّة ولا لتيار المستقبل ولا حتى زعيما للاغلبية النيابية، وهذا شأن سيادي لبناني قال الحريري عنه انه يندرج في إطار المصالحات العربية.
وفي هذا السياق وعلى الرغم من التسويق والحملات الاعلامية التي رافقت الزيارة من قبل قوى 8 آذار وتصويرها على انها نهاية لمشروع قوى الرابع عشر من آذار والاتهامات السياسية للنظام السوري بالوقوف وراء الاغتيالات وزعزعة الاستقرار في لبنان، إلا أن العارفين بمسار المصالحات التي بدأها العاهل السعودي والتي من ضمنها زيارة الرئيس الحريري الى دمشق يدركون ان المطلوب من النظام السوري استقبال الحريري من ضمن آلية العودة السورية الى الحضن العربي وتقديمات بدأها النظام السوري في لبنان عبر تسهيل تشكيل الحكومة والانتخابات النيابية من خلال مسار يؤدي الى التخفيف من التوغل الايراني في السياسة السورية ومن خلالها وعبرها في لبنان والعراق وفلسطين.
وفي هذا السياق يمكن فهم التقديمات التي وعد الاسد الحريري بتقديمها لتسهيل مهمته على رأس الحكومة. فحسب العارفين، فان الاسد وعد بسحب المسلّحين الفلسطينيين التابعين لأحمد جبريل من معسكر “الناعمة”، كما وافق على ترسيم الحدود اللبنانية السورية. وأخذ الاقتصاد اخذ حيزا كبيرا من المناقشات بين الرجلين في ظل الازمة الاقتصادية التي تعاني منها سوريا وحاجة دمشق الى استثمارات جديدة في كل المجالات خصوصا بعد ان ساهم الجفاف في انحسار المردود الزراعي العام المنصرم.
الحريري فضّل التزام جانب الصمت والحيطة والحذر في علاقاته المستجدة مع النظام السوري في ضوء التجربة المريرة للسنوات السابقة وتلك التي انتهت اليها تجربة والده مع هذا النظام. وتنقل عنه مصادره تفضيل انتظار تنفيذ الوعود السورية كمقدمة لتطبيع العلاقات بين البلدين واعادتها الى مسار طبيعي بين دولتين مستقلتين تربطهما علاقات على اكثر من صعيد.
إحباط في 8 وفي 14 آذار
الزيارة انعكست ايضا إحباطا في قوى الرابع عشر من آذار على الرغم من تطمينات الحريري من انها لن تكون على حساب تحالفاته السياسية والانتخابية. وحده رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية سمير جعجع ادرك معاناة الحريري واعلن عن وقوفه الى جانبه في السراء والضراء في حين أعرب الرئيس السابق امين الجميل عن امتعاضه، وفضل رئيس اللقاء الديمقراطي النيابي وليد جنبلاط عدم التعليق.
كما أفادت أنباء من شمال لبنان، الذي عانى كثيراً في زمن الإحتلال وبعده، عن ردود فعل شعبية عفويّة غاضبة ضد الرئيس الحريري لأنه وافق على زيارة دمشق.
اما في جانب قوى الثامن من آذار فالاحباط اكبر، بحيث قال احد قادتهم متندرا ان الوزير السابق وئام وهاب سيلزمه استئذان الرئيس الحريري قبل ان يزور دمشق. حزب الله رحّب على مضض في حين ان الرئيس نبيه بري فتح فاه صاغرا ومهللا لنجاح رهانه على “السين سين” في حل المأزق اللبناني.
ولكن مراقبين تساءلوا عن سر الزيارة المفاجئة والتي لم يُعلن عنها من قبل لوزير الخارجية الايرانية منوشهر متكي الى لبنان وبرنامج زياراته الحافل والتي شملت مرافقة وفد علمائي شيعي الى البطريركية المارونية ناقلا رسائيل التطمين لحزب الله من ان الزيارة الحريرية لن تنعكس سلبا عليه وحاملا دعوة دينية الى صفير لزيارة ايران. ووضع المراقبون زيارة متكي في سياق اثبات الوجود الايراني في لبنان في وجه الوجود السوري المتغير في اتجاه السعودية.
وفي هذا السياق ايضا يبقى التساؤل عن الجهة المستفيدة من اطلاق النار على الحافلة السورية!
فقوى الرابع عشر من آذار اعجز من ان تقوم بهذا العمل خصوصا في المنطقة التي تعج بحلفاء سوريا من علويين وفلسطينيي إضافة الى انصار حزب الله.
فهل من ارتكب هذه الجريمة اراد ان يثبت وجوده ليقوض نتائج الزيارة؟ ام انها تندرج في سياق تجميع الملفات بين لبنان وسوريا، خصوصا وان سوريا بدأت هي الاخرى في جمع ملفاتها لقتلاها ومفقوديها في لبنان منذ زمن الوصاية وصولا الى مرحلة ما بعد الانسحاب إضافة الى الاستنابات القضائية السورية الاخيرة ومعها، الآن، ملف قتل المواطن السوري في الحافلة؟!
اسئلة تتبادر الى الاذهان والايام والتحقيات المقبلة كفيلة بالاجابة عليها.
“إبتزاز” بالتوقيت وحادث “بوسطة” مشبوه: وعود الأسد “مطمئنة”.. وزيارة “متّكي” مفاجئة! شكرا للسيدةدلال البزري على هذا المقال الواضح الذي يتميز بالابتعاد عن اللف والدوران وعن طريقة التعبير الدبلوماسية. لقد وضعت النقاط على الحروف وابرزت نقطتين هامتين:اولا التطرف الديني في البلاد العربية والاسلامية وفي الغرب عامة واوروبا خاصة وثانيا قضية المسيحيين في البلاد العربية. منذ اكثر من قرن، قبل ظهور الحركات الاسلامية المتطرفة وسيطرتها على الشارع, بدأت حركة نزوح المسيحيين الى الاميريكيتين والى استراليا والنزر اليسير الى اوروبا. ولا اعلم هل بحث رجال علم الاجتماع العرب هذه الظاهرة ليعرفوا اسبابها كلها ام اكتفوا بالايماء اليها وتحديد مداها. ولكن هذه الهجرة تتزايد… قراءة المزيد ..
“إبتزاز” بالتوقيت وحادث “بوسطة” مشبوه: وعود الأسد “مطمئنة”.. وزيارة “متّكي” مفاجئة! فهل هو قدر الزفت لمواطن منكود ووطن منكوب؟ أو لا قيمة للون بل الانتماء؟ لون جواز السفر (الباسبورت) الكندي قاتم معتم، ولون جواز السفر الأوربي أحمر زاهي، وهناك من الجوازات ما هو أخضر فاقع أو كحلي غامق، ولكن هل يلعب لون الجواز أي دور؟ وأنا أعرف مشكلة (جواز السفر) منذ أن وعيت؛ فقد حيل بيني وبين العديد من الوظائف، مع أحقيتي في بلدي، ولكن العلم آخر ما به يفكرون والمهم الولاء الحزبي والتعصب المذهبي؟ فاضطررت أن أبحث عن أرض ألجأ إليها تؤمن لي الرزق والأمان، بعد أن لم يبق… قراءة المزيد ..
“إبتزاز” بالتوقيت وحادث “بوسطة” مشبوه: وعود الأسد “مطمئنة”.. وزيارة “متّكي” مفاجئة!
لقد سوى الفيلسوف الطاهر بين ٨ اذار و ١٤ اذار في كل شيء ليجد تغطية وتمويه لفشل ١٤ اذار الذريع نتيجة إنقلاب جمبلاط وزيارة الحريري إلى سورية، نفسه الحريري الذي إتهم سورية بقتل والده. على المرء أن يكون فاقد المنطق أو العقل كما حال الفيلسوف الطاهر لكي يساوي بين ال ٨ و ال ١٤. هذه أخر فذلكات الزمن. وتعمر يا شفاف!
“إبتزاز” بالتوقيت وحادث “بوسطة” مشبوه: وعود الأسد “مطمئنة”.. وزيارة “متّكي” مفاجئة!
من تكون هذه الوكالة تكون لااعرف السياسة كلها واقول الصداقة القوية بين امريكا وايران قوية جداًوثمرة مساعدة إيران لاامريكا اخذت اول حقل بترول في ارض العراق وذهب المالكي يستجدي بالعرب المصريين اما بالنسبة للعرب السوريين اذا العربي السوري اخذ بيتي فانا وهو واحد والعكس كذلك اوالاردني كذلك واما الايراني ماذا يريدالم يكفيه افغا نستان واليمن والصومال انا لااريد الايراني اما رشق السيارة السورية بالرصاص فالحكومة السورية تعرف لبنان اكثر من اللبنانين.