يجتمع وزراء الخارجية العرب لمحاولة تحقيق المصالحة بين فتح وحماس، والله أنا صعبان علىّ وزراء الخارجية العرب فى كمية المصالحات التى يتعين عليهم تحقيقها ، إبتداء من مصالحة فى دارفور بالسودان بين الأطراف المتصارعة والتى أعجز عن عدها، أم مصالحة فى الصومال بين المحاكم الإسلامية وبين الحكومة الإنتقالية، أم مصالحة فى العراق بين الإتجاه الصدرى والحكومة والأكراد والسنة، أم مصالحة فى لبنان بين حزب الله وتيار المستقبل وحزب الكتائب وحركة أمل، ولما كانت المشلكة الفلسطينية هى المشلة المقررة علينا منذ مولدنا وحتى وفاتنا بعد عمر طويل، ونظرا لأنها حالة مستعصية حار فيها الأطباء ، لذلك كان ولا بد أن نضع أملنا على المنقذ والمهدى المنتظر للقرن الواحد والعشرين “باراك حسين أوباما”فى حل مشكلة فلسطين.
….
وحلا لتلك المشكلة إجتمع أوباما مع هيلارى كلينتون وزيرة خارجيته، ودار بينهما الحوار التالى:
أوباما: إزيك يا هيلارى
هيلارى: إزيك يا باراك، مبروك عليك الرئاسة، إنت عارف ماكنتش تقدر تكسب من غير المؤيدين بتوعى . أوباما: أنا عارف، عشان كده أنا إديتك وزارة الخارجية وده أهم منصب بعد منصب نائب الرئيس ، المهم أنا عاوزك بقى تحلى لنا مشكلة إسرائيل وفلسطين، وأنا عارف إن بيل (كلينتون) كان على وشك يحلها ، فممكن نبتدى من حيث إنتهى بيل.
هيلارى: أنا معاك، لكن ضرورى الأول نحل مشكلة فتح وحماس.
أوباما: خلاص إعمللى إللى إنتى عاوزاه وأنا حأعطيكى كل التأييد ، لأنى مش فاضى للموضوع ده، لأنى حأركز على حل مشاكل أمريكا الإقتصادية المنيلة بستين نيلة دى.
هيلارى: طيب خلاص أنا حأبتدى أعمل رحلات مكوكية ما بين غزة ورام الله.
…
وبالفعل بدأت هيلارى برحلاتها المكوكية، وتلقت من فتح وحماس (كل على حدة) شروطهما لتحقيق المصالحة:
أولا: شروط حماس
الإفراج على الأسرى الحمساويين فى سجون فتح
على كل نساء فتح إرتداء النقاب أو الحجاب (وهذا أضعف الإيمان).
على كل رجال فتح تربية ذقونهم بطول معقول (ممنوع الذقن السكسوكة).
يتم صرف زبية صلاة لكل فتحاوى.
موافقة الفتحاويون على الإشتراك فى حفر مئات الأنفاق بين غزة ومصر لتشجيع تجارة التهريب بين مصر وغزة، لزيادة حجم التبادل التجارى بين مصر وحماس.
موافقة فتح على الإشتراك مع حماس فى تصنيع المزيد من صواريح حلل النحاس (القسام) .
موافقة فتح على إغلاق كل دور السينما والمسارح فى الضفة الغربية، بإختصار الموافقة على أن تقلبها فتح ضلمة فى الضفة كما قلبتها حماس ضلمة فى غزة ، وفى هذا عدل ومساواة فى الظلام بين مواطنى غزة والضفة.
إلغاء تأشيرات الدخول بين غزة والضفة.
فتح سفارة لحماس فى رام الله.
الموافقة على حل الثلاث دول: غزة ورام الله وإسرائيل.
إحلال دم محمد دحلان.
……
ثانيا: شروط فتح
الإفراج على الأسرى الفتحاويين لدى حماس.
القبض على كل من شارك فى إنقلاب 16 يونيو عام 2007 من قادة حماس.
محاكمة كل من لوث يده بدماء فلسطينية.
على حماس أن تعلن عن موقفها من معاهدة أوسلو والتى أوصلتها للحكم.
على حماس أن تقوم بحلق كل ذقون الرجال فى غزة والبدء فى تربية الشوارب على طريقة أبو مازن.
على حماس أن تقرر هل تريد سلام أم حرب مع إسرائيل.
…
وبعد تكرار رحلات هيلارى المكوكية بين غزة ورام الله قررت الإستقالة من منصب وزيرة الخارجية!
…….
samybehiri@aol.com
* كاتب مصري- الولايات المتحدة
المصدر إيلاف