“أ ف ب”
تظاهر سكان في حي بستان القصر الواقع تحت سيطرة مقاتلي المعارضة في مدينة حلب بشمال سوريا، مطالبين بفك الحصار عن الاحياء التي يسيطر عليها النظام والذي يتسبب بأزمة انسانية حادة، بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان الاربعاء.
وقال المرصد ان “سكان في حي بستان القصر (جنوب) خرجوا في تظاهرة امس لمطالبة الكتائب المقاتلة بفتح معبر كراج الحجز” الذي يؤدي الى حي المشارقة الواقع تحت سيطرة قوات نظام الرئيس بشار الاسد.
وطالب المتظاهرون “بالسماح بإدخال المواد الغذائية الى المناطق الخاضعة لسيطرة القوات النظامية (…) والتي تعاني من ازمة غذائية حادة”.
وعرض المرصد على موقع “يوتيوب” شريط فيديو يظهر العشرات من الشبان وهم يهتفون “الشعب يريد فك الحصار”.
وبعد قليل، يتقدم باتجاه المحتجين اربعة اشخاص يعتقد انهم مقاتلون معارضون يرتدون قمصانا قطنية سوداء اللون ويحمل احدهم مسدسا، في ما بدا انها محاولة لتفريقهم.
وكان المرصد افاد الثلاثاء عن أزمة غذائية حادة في الاحياء التي يسيطر عليها النظام في حلب، مشيرا الى ان هذا الاخير “يواجه صعوبة في ايصال الامدادات الى المدينة” عبر طريق السلمية المقطوعة في حماة (وسط) بسبب المعارك، كما ان الطريق الدولي بين حلب واللاذقية (غرب) قطعت منذ ايام بعد تفجير المعارضين جسرا عليها، في حين يبقى مطار حلب الدولي مغلقا جراء حصار المعارضين.
وبث المرصد شريطا ثانيا يظهر فيه شيخ من “الهيئة الشرعية” التي شكلتها كتائب اسلامية مقاتلة في حلب لإدارة شؤون السكان، وهو يحاول اقناع العناصر المسؤولين عن الحاجز بالسماح بعبور الناس.
ويتبادل الشيخ الذي يحمل رشاشا، الحديث مع امرأة منقبة تقول انها ام لأربعة اولاد احدهم مريض، وتشكو من منعها من العودة الى حي الاشرفية الواقع تحت سيطرة النظام، بعد ابتياعها خضارا وفاكهة من بستان القصر.
وقالت المرأة للشيخ “لا يوجد لدينا شيء. اولادنا يموتون من الجوع. ابني مريض، يريد دواء وغذاء”.
ثم يتجمع عدد اكبر من الاشخاص، بينهم مقاتلون مسؤولون عن الحاجز. ويتوجه الشيخ للمقاتل بغضب “ما ذنب هذه المرأة؟ تريد فقط كيلوغرامين من البندورة والبطاطا وربطة من الخبز لتعيش هي واولادها! اذا قطعت المؤونة عن (…) عن المنطقة هناك، على من تؤثر؟ انت تؤثر على البسطاء، على عامة الناس”.
وتابع “هذه ليست ثورة، هذا ظلم. نحنا قمنا ضد الظلم”.
ولم يتجاوب الشيخ مع محاولة المقاتل اقناعه بالذهاب لمقابلة قائد المجموعة المعارضة، قائلا “سيقول لي الامر نفسه. هناك (احياء النظام) بلاد كفار وهنا بلاد اسلام. لكن هؤلاء (السكان) ليسوا كفارا”.
ثم يغادر المكان.
واعلن معاون وزير الخارجية السورية حسام الدين آلا ان مساعدات عاجلة سترسل بدءا من الخميس الى حلب بالتعاون مع الامم المتحدة.
وقال خلال اجتماع في دمشق للجنة الاغاثة العليا بين الحكومة السورية ومنظمات الامم المتحدة “اليوم كان لدينا اجتماع هام لتكثيف الجهود المشتركة لارسال مساعدات انسانية ملحة الى محافظة حلب، وتم الاتفاق على ان يبدأ هذا العمل بشكل مباشر اعتبارا من صباح الغد”.
واشار الى استعداد الحكومة السورية “لتسهيل ودعم عمل الامم المتحدة لنقل المساعدات الاغاثية باسرع ما يمكن تلبية للاحتياجات المتنامية هناك”.
وبقيت حلب، كبرى مدن الشمال السوري، مدة طويلة في منأى عن النزاع العسكري في سوريا حتى تموز/يوليو 2012، عندما اندلعت فيها معارك باتت شبه يومية، بينما يتقاسم النظام والمعارضة السيطرة على احيائها.