بقلم: باراك رافيد
طلبت إدارة ترامب من إسرائيل تقليص الأعمال العسكرية “غير العاجلة” في لبنان، من أجل تعزيز قرار الحكومة اللبنانية البدء بعملية نزع سلاح حزب الله، بحسب ما نقل مصدران مطلعان بشكل مباشر لموقع “أكسيوس”.
لماذا يهم الأمر:
جاء القرار غير المسبوق لمجلس الوزراء اللبناني بالتحضير لنزع سلاح حزب الله بناءً على إلحاح من الولايات المتحدة، لكن كثيرين في المنطقة يشككون في قدرة الحكومة على تنفيذه. وترى إدارة ترامب أن اتخاذ إسرائيل خطوات مقابلة سيمنح بيروت مساحة أكبر ومصداقية أكبر للمضي قدماً في ذلك.
الوضع الراهن:
-
منذ وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله في لبنان في نوفمبر الماضي، واصلت إسرائيل تنفيذ ضربات جوية شبه يومية داخل لبنان.
-
تقول إسرائيل إن عملياتها تأتي رداً على انتهاكات أو تهديدات من حزب الله لم تعالجها الحكومة اللبنانية. لكن المسؤولين اللبنانيين رفضوا هذه المزاعم وأدانوا إسرائيل لانتهاكها وقف إطلاق النار وسيادة لبنان.
-
كما تواصل إسرائيل احتلال أراضٍ لبنانية من خلال بقائها في خمسة مواقع عسكرية في جنوب لبنان، وتؤكد أنها لن تنسحب ما دام حزب الله يشكل تهديداً.
-
طلبت إدارة ترامب الآن من إسرائيل دراسة الانسحاب من موقع واحد على الأقل وتقليص الغارات الجوية بشكل كبير لعدة أسابيع، كخطوة أولية لإظهار استعدادها للتعاون مع الجهد اللبناني.
تفاصيل الخبر:
-
قبل أسبوعين، أصدر مجلس الوزراء اللبناني قراراً يأمر الجيش بوضع خطة لنزع سلاح جميع الجماعات المسلحة غير الحكومية، لإعطاء الدولة احتكاراً على السلاح.
-
اتُّخذ القرار تحت ضغط من إدارة ترامب، التي طالبت بنزع سلاح حزب الله بحلول نهاية عام 2025.
-
رفض حزب الله القرار وهدد بأن “لن يكون هناك حياة في لبنان” إذا حاولت الحكومة تنفيذه.
خلف الكواليس:
-
يجري المبعوث الأميركي توم باراك محادثات مع الحكومة الإسرائيلية حول الخطوات التي يمكن أن تتخذها إسرائيل بالتوازي مع عملية نزع سلاح حزب الله، وفقاً للمصادر.
-
تقترح الخطة الأميركية وقفاً مؤقتاً للضربات “غير العاجلة”، يمكن تمديده إذا اتخذ الجيش اللبناني مزيداً من الإجراءات لمنع حزب الله من إعادة تمركزه في جنوب لبنان.
-
كما اقترح باراك انسحاباً تدريجياً من المواقع العسكرية الخمسة، مقابل خطوات عملية من الحكومة اللبنانية لنزع سلاح حزب الله.
-
وبحسب المصادر، تتصور الخطة الأميركية أيضاً إقامة “منطقة اقتصادية ترامب” في أجزاء من جنوب لبنان المحاذية للحدود مع إسرائيل. وقد وافقت السعودية وقطر بالفعل على الاستثمار في إعادة إعمار هذه المناطق بعد اكتمال الانسحاب الإسرائيلي.
-
الفكرة هي أن المنطقة الاقتصادية ستجعل من الصعب جداً على حزب الله إعادة بناء وجود عسكري قرب الحدود الإسرائيلية، وبالتالي تُعالج المخاوف الأمنية لإسرائيل من دون احتلال.
الوضع الحالي:
-
جرى آخر نقاش حول هذه القضايا يوم الأربعاء في باريس، عندما التقى وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر بالمبعوث الأميركي باراك والدبلوماسية الأميركية مورغان أورتاغوس لعدة ساعات.
-
قال أحد المصادر إنه تم إحراز تقدم، لكن لم تُتخذ قرارات نهائية. وأضاف: “الإسرائيليون لم يرفضوا، وهم مستعدون لمنح الأمر فرصة. إنهم يفهمون أن ما فعله مجلس الوزراء اللبناني كان تاريخياً، وأن عليهم تقديم شيء في المقابل.”
