ذكرت “الحياة” في عددها الصادر اليوم، ونقلاً عن “أفياشين ويك”، “أن خبراء روس يعكفون حالياً على درس أسباب فشل محطتي رادار روسيتين حديثتين في كشف المقاتلات الاسرائيلية قبيل قصفها الموقع السوري، إذ أن إيران طرحت تساؤلات حول هذا الخلل، خصوصاً أنها تملك «منظومة الرادارات ذاتها»، و «قد تكون دفعت أيضاً ثمن تلك التي اشترتها سورية». كما أن طهران اشترت منصات صواريخ روسية الصنع من طراز «تور أم 1» يمكنها حمل ثمانية صواريخ أرض – جو وراداري «بانكورا 2 اي»، وذلك في صفقة بلغت قيمتها 750 مليون دولار. وتعتبر هذه القاذفات الأحدث حالياً ضمن الدفاعات الجوية الإيرانية، إذ تسلمت إيران 29 منها في كانون الثاني (يناير) الماضي لحماية منشآتها النووية، بحسب وكالتي «فرانس برس» و «ايتار تاس» الروسية.
إلا أن من غير الواضح ما إذا كانت سورية تملك الصواريخ ذاتها، وفشلت بالتالي في رصد المقاتلات الأميركية الصنع وصد الغارة الإسرائيلية على منشأة عسكرية لها في شمال شرقي البلاد. ويتوقع أن تشكل هذه المنصات نظاماً متكاملاً في حال استخدامها مع صواريخ «أس 300/ أس اي» التي تسعى طهران حالياً إلى شرائها من موسكو.
وأوردت “النهار” المعلومات الإضافية التالية نقلاً عن وكالات الأنباء:
نقل موقع مجلة “افييشن ويك” الاميركية المتخصصة عن خبراء عسكريين ان المقاتلات الاسرائيلية التي شنت غارة على سوريا في ايلول الماضي تمكنت من الافلات من الرادارات السورية بفضل نظام يرسل اشارات خاطئة الى هذه الرادارات.
واوضح مسؤولون عسكريون وصناعيون في مجال الدفاع الاميركي ان طائرات الـ “ف 15″ و”ف 16” الاسرائيلية كانت مجهزة بنظام “سوتر” للهجوم الجوي طورته مجموعة “بي آي إي سيستمز” البريطانية التي تقدم تجهيزات الى الطائرات الاميركية من دون طيار.
وأوردت المجلة ان هذا النظام اختبر في العراق وافغانستان خلال السنة الجارية. واشارت الى ان هذه التكنولوجيا المتطورة جدا تتيح تحديد مكان رادارات الاعداء بدقة وتوجيه معلومات خاطئة لها الى اهداف زائفة، الامر الذي يخفي الطائرات خلال اقترابها من اهدافها.
تأجيل الغارة
الى ذلك، افادت شبكة “آي بي سي” الاميركية للتلفزيون أن الغارة الإسرائيلية على سوريا جرى التحضير لتنفيذها قبل أشهر عدة، غير أنها ارجئت نتيجة الضغوط التي مارستها الولايات المتحدة على إسرائيل، بسبب خشيتها من النتائج التي قد تترتب على المنطقة.
وأضافت في تقرير خاص بثته على موقعها الإلكتروني أن الإسرائيليين قدموا في أوائل تموز الماضي إلى الولايات المتحدة صوراً التقطت بواسطة الأقمار الاصطناعية تظهر ما قالوا إنه منشأة نووية في سوريا. كما ادعى الإسرائيليون أنهم زودوا الأميركيين إثباتات إضافية تظهر بعض التقنيات النووية الكورية الشمالية التي جرى تزويد سوريا اياها.
وابلغ أحد المسؤولين الأميركيين الى مقدمة البرامج الحوارية في الشبكة مارثا راداتس أن هذه الإثباتات كان لها “وقع الصاعقة” لأنها طرحت تساؤلات عن سبب عدم حصول الاستخبارات الأميركية سابقاً على مثل هذه المعلومات عن الموقع السوري المستهدف.
واكد مسؤولون أميركيون أن هذه المنشأة أقيمت على الأرجح قبل أشهر طويلة إن لم يكن سنوات. وقال المستشار العسكري في الشبكة طوني كوردسمان: “إسرائيل عادة تكون دقيقة جداً في تغطيتها الاستخبارية خصوصا عندما تريد اتخاذ خطوة عسكرية مهمة، لذا لم يكونوا ليتصرفوا لو لم تكن لديهم معلومات من مصادر مختلفة”.
واشار مسؤول أميركي رفيع الى أن الإسرائيليين خططوا للإغارة على الموقع يوم 14 تموز الماضي وأن المسؤولين الأميركيين الكبار ناقشوا في اجتماعات سرية مغلقة كيفية الرد على المعلومات الاستخبارية المتعلقة بالنشاطات السورية المشبوهة. ودعم بعض المسؤولين في الإدارة الأميركية الرد الإسرائيلي، غير أن آخرين، وتحديداً وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس، لم يوافقوا. وقال مسؤول أميركي إن الولايات المتحدة أقنعت إسرائيل بضرورة “مواجهة سوريا قبل مهاجمتها”.
وكان المسؤولون يخشون من النتائج التي ستترتب على المنطقة نتيجة الهجوم على سوريا. ونظراً الى الأخطاء الفادحة للمعلومات الاستخبارية في شأن العراق، أرادت الولايات المتحدة التأكد بقوة من صحة المعلومات ودقتها. وتمكن مسؤولون عسكريون ومن إدارة الرئيس جورج بوش من إقناع الإسرائيليين بتأجيل الغارة التي كانت مقررة في تموز. غير أن الإسرائيليين شعروا في أيلول الماضي بالقلق من احتمال تسرب المعلومات عن الموقع النووي ونفذوا الغارة على رغم التحفظات الأميركية. وكان موضوع الغارة سرياً جداً الى درجة أن الرئيس بوش رفض الاعتراف بها علناً حتى بعد تنفيذها.
(و ص ف، رويترز، ي ب أ)