في مقابلة مع مجلة “دير شبيغل” قال الصحفي الباكستاني أحمد رشيد أنه ليس مؤكّداً أن يكون الإسلاميون وراء محاولة إغتيال بنازير بوتو يوم عودتها من المنفى. وقال “هنالك تكهّنات بأن الذين قاموا من العملية لم يكونوا من الإسلاميين، بل من جماعات من داخل النظام لا ترغب بعودة بوتو إلى باكستان. إن قادة حزب الشعب، الذي تتزعّمه بوتو يتهمون الحكومة وأجهزة الإستخبارات بأنها لم تقم بما يلزم للحؤول دون وقوع الهجوم”.
وأضاف رشيد (وهو مؤلّف كتاب “الطالبان: الإسلام الجهادي والنفط والأصولية في آسيا الوسطى”، الذي يُعتَبَر أفضل كتاب حول الطالبان): “أتساءل فعلاً لماذا لم تتخذ الحكومة إجراءات أمنية إضافية لمناسبة عودة بوتو. فالواقع أن حضور قوى الأمن كان ضئيلاً جداً”.
وردّا على تقارير أفادت أن الحكومة كانت قد نشرت 20 ألف جندي لحماية بوتو، قال رشيد: “العنصر الحاسم هو أن أغلبية قوى الأمن المتواجدة كانت من عناصر المناطق (الأرياف) ولم تكن من وحدات الأمن المركزية. والجميع يعرف أن قيادات قوى المناطق تكره حزب الشعب الباكستاني.
وردّاً على سؤال عما إذا كانت محاولة الإغتيال مؤشّراً إلى إمكانية تأجيل الإنتخابات النيابية المقرّرة في يناير 2008، قال أحمد رشيد: “السؤال الكبير الآن هو: هل سيحترم الجيش نتائج الإنتخابات؟ فبعد هذا الهجوم، لن تكون هنالك حملة إنتخابية حقيقية. وسيتجنّب الجمهور المشاركة في الأحداث السياسية، وبالتالي لن يكون هنالك نقاش كافٍ للمواضيع المهمة. وحتى إذا جرت الإنتخابات، فستكون نتائجها ذات مغزى جزئي فحسب.”
مع ذلك حذّر أحمد رشيد من أنه “ينبغي إجراء الإنتخابات بأي ثمن، لأن تأجيلها سيزيد الأزمة حدّة”.
وقال رشيد أن على “مشرّف أن يسعى لكسب ثقة المعارضة، وهذا ما لم يفلح بالقيام به حتى الآن. وهو ما يزال يتصرّف كديكتاتور عسكري. وهو يتصرّف وكأن جميع الأوراق في يده، مع أن ذلك ليس صحيحاً في الواقع. عليه أن يمدّ يده إلى المعارضة وأن يقيم مصالحة وطنية. وينبغي السماح بعودة المعارضين الموجودين في المنفى، مثل نوّاز شريف.
هل ستؤذن محاولة إغتيال بوتو بتدمير المنظمات الديمقراطية في باكستان؟ يرد أحمد رشيد: “لا أعتقد ذلك. طبيعي أن الناس يشعرون الآن بالصدمة. ولكنهم ما يزالون راغبين في حصول الإنتخابات لأنهم يرغبون في عودة الديمقراطية. الباكستانيون يريدون الإنتهاء من الحكم العسكري.