عادت الازمة الرئاسية اللبنانية الى المربع الاول مع إعلان طي صفحة التسوية التي عرفت بـ”مبادرة فرنجيه-الحريري”. إلا أن المستجد هو ما نُقِل عن استعداد الجنرال عون للبحث عن مرشح توافقي، إثر ما رافق الحديث عن تسوية فرنجيه رئيسا!
فقد اشارت معلومات الى ان التيار العوني فاتح رئيس حزب “القوات اللبنانية” الدكتور سمير جعجع في موضوع تبني “القوات” لترشيح الجنرال عون، قطعاً لطريق بعبدا على فرنجيه. وتضيف ان الدكتور جعجع قال أنه “على استعداد للسير بترشيح الجنرال عون، ولكن على ان يتعهد الجنرال بالانسحاب لمرشح توافقي في حال تبين ان وصوله الى قصر بعبدا متعذر، وان وصوله الى المجلس النيابي لينافس الوزير سليمان فرنجيه سيتعني فوز فرنجيه”!
وأضاقت المعلومات ان فريقا من “القوات” و”التيار العوني” عكفا على دراسة الاحتمالات في حال وصول فرنجيه وعون الى المجلس النيابي، وكانت النتيجة ان فرنجيه سينتخب رئيسا باكثرية 73. عندها طالبت “القوات” الجنرال بالعمل معا على الاتفاق على مرشح من خارج الاصطفافات.
ورشح ان هناك ثلاثة اسماء يتم التداول في تبنيها مجتمعة او تبني ترشيح اسم واحد منها مدعوماً من التيار والقوات، على ان تتظهر صورة المرشح العتيد او المرشحين الثلاثة في الايام المقبلة، بعد ان اصبح متعذرا وصول الجنرال عون الى بعبدا، ومن بعده اوزير فرنجيه، في حين ان رئيس القوات كان اعلن باكرا عن انه ينسحب لصالح مرشح توافقي.
تزمناً، اشارت المعلومات الى ان امين عام حزب الله ابلغ النائب فرنجيه ضرورة وقف مساعيه الرئاسية عند الحد الذي وصلت اليه.
وأضافت ان امين عام حزب الله لم يُعطِ الضوء الاخضر لفرنيجه لعقد اتفاق مع الرئيس الحريري لانجاز تسوية شاملة تعيد الحريري الى لبنان على رأس الحكومة. في حين قالت اوساط مقربة من الحزب ان فرنجيه اطلع قبل فترة على مسعى رئاسي يقوم به الرئيس سعد الحريري، وان نصرالله قال لفرنجيه “استمع اليه”، لان “السيد” لا يريد ان يقول لفرنجيه “هذا ليس شأنك”! ففهم النائب فرنجيه ان كلام نصرالله هو موافقة ضمنية على تولّيه التفاوض مع الرئيس الحريري على إنجاز تسوية، معتمدا على علاقته بالرئيس السوري بشار الاسد، وعلى تاريخه في ما يسمى “الخط” الممانع، ليضع سمعته ومكانته في سلة التسوية التي عاد بها من باريس، ليبلغ بها الحلفاء في 8 آذار، وفي مقدمها انه ابلغ الرئيس الحريري بثوابته، اولا وهي الموقف من ما يسمى بـ”المقاومة”، والعلاقة مع سوريا، واعتبر فرنجيه ان هذا كاف ليطمئن الحليف الابرز حزب الله فيعمل على إقناع الجنرال بالانسحاب لصالحه.
وتشير المعلومات الى ان ما حصل لاحقا فاجأ فرنجيه، حيث، قال له الرئس السوري بشار الاسد ان عليه ان يراجع السيد نصرالله في ما يتصل بالتسوية وان ما يقوله نصرالله يوافق عليه الاسد.
طهران: لم يَحِن وقت انتخاب رئيس!
وجاء الرد من طهران باكرا من خلال زيارة مستشار المرشد علي اكبر ولايتي الى لبنان، حيث ابلغ المعنيين في الحزب الإيراني ان “أوان التسوية لم يحن بعد”!
فارتبك الحزب والتزم الصمت رسميا واطلق العنان لابواقه للهجوم على فرنجيه والتسوية والحريري وجنبلاط على حد سواء، وصولا الى الى اليوم الذي ابلغ فيه فرنجيه بضرورة وقف مساعيه الرئاسية لان الضرر الذي بدأ ينجم عن هذه المساعي أخذ مداه وهو سيتفاقم تباعا مع استمرار هذه المساعي. ففضّل الحزب، ان يأخذ فرنجيه جانب “الوسطيين” في الشأن المسيحي، مع يقينه بأنه لن يغادر مربع قوى 8 آذار في ما يتعلق بالموقف من سلاح حزب الله والنظام السوري. وهذا ما يهم الحزب اصلا، على ان يواصل مساعيه وينقلب سحر المبادرة لصالح الحريري وفريقه السياسي، فتكون المبادرة مناورة لسحب فرنجيه من حضن الممانعة ونجح الحريري في تحقيقها.
الغلام ضحك عالمعتوهين ، وكلهم حراميه يعني كلهم حراميه