يوم المواجهة مع الإنقلابيين في بيروت

تستعد المدينة التي قامت على أرضها أهم جامعة للحقوق في الإمبراطورية الرومانية لمواجهة الإنقلابيين الذين يتذرّعون بـ”اعتداء الدولة” على “حقّهم” في مدّ شبكات إتصالات غير شرعية ترتبط بالشبكات السورية والإيرانية، وبتجاوز “الخطوط الحمر” لأنها، أي الحكومة الشرعية، قرّرت نقل موظّف من وظيفته بالمطار إلى وظيفة أخرى. وهذا حتى لا ننسى “الإتحاد العمالي العام”، الذي جاء أركانه من أجهزة غازي كنعان ورستم غزالة، وهؤلاء يعتبرون الزيادة الهائلة التي قرّرتها الحكومة للحد الأدنى للأجور (ربما كان الأعلى في المنطقة كلها، باسثناء إٍسرائيل) إعتداء على “الطبقة العاملة”!

ماذا سيفعل الإنقلابيون؟ يقفلون طريق المطار؟ أم يهاجمون “السراي الكبير”، مقر الحكومة الشرعية؟ أم البنك المركزي؟ سنرى في الساعات المقبلة..

شريط الأحداث

حسب جريدة “الشرق الأوسط”: توقع ركن بارز في الاكثرية حصول «اضطرابات واقفال المطار اليوم»، معتبرا ان الحكومة لم تختر المواجهة، لكنها اختارت بين مشروعين، الدولة أو اللادولة. وقال ان «حزب الله» يفرض «كل يوم واقعا جديدا يضعنا أمامه وهو أمر لا يمكن السكوت عنه طويلا». وكشف وزير لبناني رفض نشر اسمه لـ«الشرق الاوسط» عن رسالتي تهديد وصلتا الى الحكومة، مضمون الاولى «ان من سيمس بموضوع الهاتف سنكسر له يده»، أما الثانية فأتت أول من أمس عبر استخبارات الجيش التي ابلغت الحكومة بشخص وزير الداخلية رسالة تحذر من «المس بـ (العقيد وفيق) شقير تحت طائلة تكسير المطار».

قوى 14 آذار تحذر من التلاعب بالأمن خلال تظاهرات الأربعاء

اعتبرت الأمانة العامة لقوى 14 آذار دعوة قوى 8 آذار الى الإضراب والتظاهر “دعوة سياسية تندرج في إطار خطة تقويض الدولة لصالح بناء دولة حزب الله تنفيذا ً لمخطط ايراني، وقد تأكد الأمر من خلال تصريح أحد أركان 8 آذار العماد ميشال عون الذي برر امتلاك حزب الله شبكة اتصالات خاصة ودعا الى إسقاط الحكومة”.

وحذرت قوى 14 آذار “المعنيين بإضراب يوم غد من التلاعب مجددا بأمن المواطنين والتعدي على المؤسسات العامة والملكيات الخاصة”، وطالبت “الجيش اللبناني والقوى الأمنية ضرورة تحمل كامل مسؤولياتها في حماية الأمن الوطني، خصوصا ان ما رشح عن أمكنة التجمعات وخط سير التظاهرة يهدف الى ضرب مؤسستين حيويتين في اقتصاد جميع اللبنانيين هما المصرف المركزي ومطار بيروت”.

كما اعتبرت “ان القرارات التي اتخذتها الحكومة في اجتماعها الأخير تؤكد إرادة اللبنانيين على بسط سيادتهم على كامل التراب اللبناني، وان تعزيز منطق الدولة الواحدة القادرة في وجه منطق الدويلات يشكل حماية للبنان واللبنانيين دون تمييز ويجنبهم مجددا تعريض بلادهم لمخاطر تحويله الى ساحة تصفية حسابات إقليمية”.

وأشارت قوى 14 آذار الى ان “المعالجات المقررة في الشأن الإجتماعي وهي معالجات توازن بين المتطلبات المعيشية المحقة وحماية الإقتصاد الوطني من مخاطر التضخم، تفقد الدعوة الى الإضراب مشروعيته وهذا ما يحتم إلغاء الاضراب المقرر غدا”.

جعجع: غير مسموح لأحد تهديد الدولة

أكد رئيس الهيئة التنفيذية في “القوات اللبنانية” سمير جعجع على ان “قوى 14 آذار ستضع ثقلها لتأمين انتخاب رئيس للجمهورية في جلسة 13 الجاري”، لافتا ً الى أنه “عندما سنذهب الى انتخاب الرئيس بالنصف زائدا ً واحدا ً سنكون واضحين جدا، وأول من سنتكلم معه في هذا الموضوع هو البطريرك صفير والمرشح العماد ميشال سليمان، كما اننا لا نعتبر هذا الخيار خيارا غير قانوني”.

وأشار جعجع إلى ان “حزب الله ليس لديه تكليف من الشعب اللبناني لا شرعي ولا غير شرعي كي يخوض عنه مقاومة ويحدد استراتيجية المواجهة مع اسرائيل” مضيفا “إنه يضع نفسه ويضع الشعب اللبناني في مآزق كبيرة وخطيرة”.

وتمنى جعجع على الأجهزة الأمنية التصرف بحزم أكبر لوقف الحوادث الحزبية ووأدها في مهدها، وحضّ القوى الأمنية على القيام بأعمال استباقية بمعنى أن توقف الأشخاص الذين ترد اسماؤهم مرات عدة.

وجدد التأكيد أن “جريمة زحلة معروف مَن ارتكبها وحتى الآن لم يعتقل، ومن المؤكد انه لم يستطع اجتياز الحدود الى خارج لبنان، وعلى رغم ذلك لم تتحرك الأجهزة الأمنية والقضائية بالقدر الكافي لإعتقاله حيث هو”، لافتا ً إلى ان “البطء في المعالجة وعدم الجدية في متابعة الأمور يجعلان الحوادث تتكرر”.

وردا ً على كلام حزب الله الذي اعتبر ان المسّ بشبكة الإتصالات الهاتفية يعد مساً بسلاح المقاومة وهذا أمر ممنوع قال جعجع “انه كلام خطير وغير مقبول، فعندما يسمح فريق ما لنفسه بأن يطالب بعدم المسّ به سيقابله أفرقاء آخرون، أقلهم نحن، ليقول العكس” مضيفا ً “الأمن القومي نحدده جميعا ولا يجوز لفريق لبناني معين ان يحدد بمفهومه الأمن القومي ويضع حدودا له ويلزم اللبنانيين به. الامر الوحيد الذي لا نقبل المسّ به هو الدولة اللبنانية ومؤسساتها والسلم الأهلي، وهذا هو الخط الأحمر”.

صفير يؤيد قرار الحكومة إزالة شبكة اتصالات حزب الله

اعتبر البطريرك الماروني مار نصر الله بطرس صفير ان “الحكومة أبدت رأيها في ما كان يجب أن تبدي رأيها فيه منذ زمن” مؤيدا ً قرار الحكومة إزالة شبكة الإتصالات التابعة لحزب الله ،مشيرا ً الى “ان ليس هناك من دولة في العالم فيها دولتان وجيشان”.

وقال: :”ليس في العالم بلد يسمح بأن يكون فيه جيشان، جيش رسمي وأخر غير رسمي. كما لا يمكن أن تكون هناك إزدواجية بين المقاومة والدولة، إما تكون المقاومة دولة، أو تكون الدولة بدون مقاومة وإذا كانت هناك مقاومة فتكون ضمن الدولة”.

وأكد صفير “ان الوضع في لبنان متأزم بسبب التدخلات الخارجية وغياب الحوار الداخلي” لافتا ً إلى أنه “تمّ توجيه الدعوة لإنتخاب الرئيس اللبناني 19 مرة من دون جدوى بسبب عدم التوافق”، مضيفا ً “ان اللبنانيين وبسبب مناخ الحرية المتوافر لديهم يتأثرون بتيارات فكرية قادمة من سوريا وإيران ودول أخرى”.

قاسم: من يعترضنا سيواجه بمقاومة شرسة

حذر حزب الله الحكومة اللبنانية من ”اللعب بالنار”، وابلغ المعنيين بأن أي محاولة للتعرّض لشبكة الاتصالات سوف تواجه بمقاومة شرسة من الحزب الذي “سيتعامل مع المتعرضين للشبكة على أنهم من عملاء إسرائيل”.

واعتبر نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، أن التصويب على موضوع المطار هو إحياء لمشروع القرار 1701 لفرض إشراف دولي على المطار بناء للرغبة الأميركية الإسرائيلية ، وتطهير أجهزة المطار الأمنية من الموالين لقوى المعارضة .

وتعليقا على موضوع الكاميرات في محيط المطار، قال قاسم في حديث تلفزيوني ان هذا “الموضوع تافه جداً”.

وردا على سؤال حول شبكة الاتصالات الهاتفية، أكد قاسم إنها “توأم لسلاح المقاومة وهي جزء من الحماية لا يمكن لأي جهة التعرض لها”.

من جهة ثانية، شدد قاسم بأن استعدادات المقاومة على أتمها لمواجهة أي عدوان اسرائيلي. وقال إن الحملة التحريضية التي يقودها النائب وليد جنبلاط ضد المقاومة لن تجدي نفعا حيث أن اسرائيل رغم ما تملك من معدات وعتاد لن تتمكن منها ، أضاف إننا في حزب الله واثقون مما نقوم به ومتيقظون ومطمئنون وان هذه الحملات لن تؤثر فينا شيئا وفي المسير ضفدع ونقيق.

يشار ان نائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى الشيخ عبد الامير قبلان كان قد بعث برسائل باسم الرئيس نبيه بري وقيادة حزب الله الى الرئيس فؤاد السنيورة حملت مضموناً يعكس وجهة نظر تقول بأن إقالة قائد جهاز أمن المطار وفيق شقير ستعد خرقاً غير مسبوق، يدفع البلاد الى انفجار كبير.

نقولا:القرارات التي اتخذتها الحكومة تشكل إعلان حرب

أكد عضو تكتل “التغيير والإصلاح” النائب نبيل نقولا “أن القرارات التي اتخذتها الحكومة تشكل إعلان حرب وتدفع البلاد إلى حالة اللارجوع والإنفجار”.

وأضاف نقولا ان “المعارضة فوجئت بمثل هذه القرارات على الرغم من توقعنا أن تقوم الحكومة بعمليات تصعيدية، لأن من بشرنا بصيف حار هو من أعطى الأوامر لهذه الحكومة لتأخذ القرارات”.

ولفت إلى “أننا كنا نعول على ما تبقى من وطنية لدى هؤلاء الأشخاص كي لا يقدموا على قرارات بمثل هذا الشكل، لأننا لا زلنا في ظل دعوة إلى الحوار، لكننا قوبلنا من الموالاة بعملية تصعيدية ستأخذ البلد إلى الإنفجار”.

واعتبر نقولا أن “كلام العماد ميشال عون يفسر على غير ما يقوله”، موضحا ً أن عون “لم يدع إلى إسقاط الحكومة عبر السلاح وإنما عبر تكاتف أرباب العمل والعمال في إضراب سلمي وديمقراطي، إذ ان ما وصلنا إليه تتحمل مسؤوليته الحكومة الحالية ومن سبقها على مدى 12 عاما”.

وأكد نقولا “سلمية الإضراب المقرر يوم غد بإمتياز”، داعيا ً القوى الأمنية “إلى حماية المتظاهرين من مندسين قد يقومون بأعمال شغب”، ومحملا ً إياها “مسؤولية أي عمل تخريبي يحدث، لأن العامل يضرب ويحتج من أجل لقمة العيش وليس من أجل التخريب”.