البؤس والظلم هو القاسم المشترك لمعظم الشعوب العربية، مثلما الفساد والاستبداد هو القاسم المشترك لمعظم الأنظمة العربية، ومن هنا يأتي المصير المشترك للشعوب من جهة، ولأنظمتها من جهة أخرى. فالأنظمة العربية تنسق فيما بينها، أكثره بما يتعلق بالأمن، أي التعاون من أجل الحفاظ على الوضع القائم، وأقله التنسيق فيما يتعلق بما يؤذي هذه الشعوب، كالمخدرات والجريمة المنظمة والفساد.
لن يطول الأمر إلى ما لا نهاية، ووهم الأبدية ليس سوى سراب المتعطشين للسلطة، والاستقرار تحت الظلم والكبت ليس سوى اختمار الانفجارات الاجتماعية القادمة. والعنف الذي يشوب الاحتجاجات ليس سوى نتيجة لفقدان الحرية، وهو التعبير عندما لا يكون ثمة طريقة أخرى مجدية للتعبير، كالمظاهرات السلمية. ومع ذلك، ستفتح هذه الاحتجاجات الطريق نحو مستقبل مختلف، وربما عقد اجتماعي جديد.
من الطبيعي أن يبدأ التحرك في تونس بهذه الطريقة، لأن التناقضات الاجتماعية طبقية الطابع، وموجهة ضد السلطة والبنى التي تحميها. ومواجهة المتظاهرين العزل بالرصاص لهو أمر لا يقوم به إلاّ أعداء الشعوب.
وثمة بلدان أخرى تحتوي على تناقضات تعيق هذا الشكل الواضح للاحتجاج التونسي، مثل العصبيات الدينية والقومية، السافرة منها أو التي تنتظر، والتي تجعل من الاضطرابات الاجتماعية أقل وضوحاً وأكثر خطورة. ومع كلفة المراحل الانتقالية، فإن أساليب التغيير الشعبية هذه أفضل بما لا يقاس من التدخلات الخارجية المباشرة، الأمر الذي تم اختباره في العراق، مع العلم أن كل ما يمكن أن يحدث تتحمل مسؤوليته النظم القائمة، التي لم تعِ يوماً واجباتها الوطنية تجاه شعوبها، إلاّ بما يتعلق بإحصاء أنفاسها، وزج مناضليها في السجون، وقطع أرزاقهم، وتشريدهم في المنافي.
هذا ما تخافه الأنظمة العربية، شعوبها، وليس القوى الخارجية التي تحتمي بها، أو تلعب على التناقضات فيما بينها. وهكذا سارعت كل منها لمحاولة استباق الأزمات بخطوة هنا وخطوة هناك، أو أنها صمتت تنتظر مرور العاصفة!
كم ضاعت أوقات وثروات، ومازالت، ونحن نتفرج على إنجازات العالم من حولنا، وهو يسخر منا، بينما يعتبر المتحكمون بنا الفكر ثرثرةً والإبداع لهواً!
إن طاقاتنا البشرية المكبوتة والمهجرة كفيلة بأن تحقق المعجزات، عندما تتاح لها فرصة بناء وطنها في ظروف عادلة من تكافؤ الفرص والحرية المسؤولة.
mshahhoud@yahoo.com
منير شحود، كاتب وأستاذ جامعي سوري
وهم الأبدية العربي
salama — alqassimi2001@hotmail.com
التونسيون بحكم ارتفاع مستوى تعليمهم وتأهيلهم و انفتاحهم ثقافيا على العالم… وتحت ضغط الفساد والظروف الاقتصادية الصعبة- حاليا..مرشحون اكثر من اي شعب اخر في المنطقة لقيادة حركة التغيير السلمي نحو دولة القانون والديمقراطية في العالم العربي.. ولربما ان الفرصة سانحة لذلك . عيون الشعوب العربية اليوم على ما سيحدث في تونس.. وقد نرى تداعيات قريبة في دول اخرى عربية مثل الجزائر والمغرب والاردن وربما مصر..
وهم الأبدية العربي ربيع الجندي — rabijundi@hotmail.com ولكن للاسف فان الخمسون انقلاب في البلدان العربية منذ تأسيس اسرائيل الى اليوم كررت مع البلاغ رقم واحد الى البلاغ الاخير بيت ابو القاسم اشيباني مع المارشات العسكرية, ولكنه على ما يبدو استثمار لارادة شعبية استجاب لها القدر وقدر ان تجير لعصبة من ثم عصبية تحاول احتكار القدر سرمديا. اما امير المؤمنين فقد قال قوله المأثور وفي الواقع كان يضرب الجواري لا لشيءالا لحجابها ويقول هل تتشبهين بالحرائر يا امة, واكاد اجزم انه ملك جواري اكثر عددا مما ملكه الرسول صلعم وعتبه ابن نافع امير البصرة ترك وراءه الف جاريه في عصر عمر… قراءة المزيد ..