رام الله ـ “المستقبل” ووكالات
كشف خبير أميركي بارز في شؤون الشرق الأوسط أن الغارة الإسرائيلية الجوية على سوريا منذ 9 أيام، استهدفت مركز أبحاث زراعياً على نهر الفرات قرب الحدود التركية يعتقد المسؤولون في تل أبيب أن سوريا تستخدمه لاستخراج اليورانيوم بمساعدة كوريا الشمالية، وذلك في وقت تولت وسائل الاعلام الاسرائيلية البوح بما تمتنع حكومة تل ابيب عن قوله ونشر شتى انواع التفاصيل حول انتهاك الطائرات الحربية الاسرائيلية الاجواء السورية.
ونقلت صحيفة “واشنطن بوست” امس عن الخبير الذي قابل عدداً من الذين شاركوا في الغارة الغامضة على سوريا قوله “يبدو أن الهدف من الهجوم كان منشأة على نهر الفرات شمال سوريا مصنفة على أنها مركز أبحاث زراعياً، وتقع قرب الحدود التركية”، وتعرف باسم “مركز للأبحاث الزراعية”.
أضاف الخبير الذي طلب عدم الكشف عن اسمه حتى لا يعرض مصادره للخطر، ان اسرائيل “راقبت هذه المنشأة عن كثب”، مشيراً إلى أن الاعتقاد السائد في إسرائيل أن “سوريا استخدمتها (المنشأة) من أجل استخراج اليورانيوم من الفوسفات”.ورأى أن الهجوم الجوي الإسرائيلي “يبدو مرتبطاً بوصول شحنة من المواد من كوريا الشمالية قبل ذلك (الغارة) بثلاثة أيام وصنفت على أنها (شحنة من) الإسمنت”.
وفي حين قال الخبير الأميركي إن محتويات هذه الشحنة المرسلة من كوريا الشمالية تبقى “غير واضحة”، فإنه أشار إلى أن “الإجماع المتنامي في إسرائيل يدور حول الاعتقاد بأنها كانت تسلم (كوريا الشمالية) معدات نووية” إلى سوريا.
وكشف أن هذه الشحنة وصلت إلى مرفأ طرطوس السوري في الثالث من أيلول (سبتمبر) الجاري في حين أن الغارة الإسرائيلية وقعت في السادس منه، أي بعد ثلاثة أيام.
وأشار إلى أن العملية أحيطت بجانب من السرية الأمنية لدرجة أن الطيارين الإسرائيليين الذين شاركوا فيها لم يعلموا بتفاصيل المهمة و”أبلغوا بها بعدما حلقوا في الجو”.
ولفت الخبير إلى أن إسرائيل فرضت رقابة شديدة على التقارير الخاصة بالغارة، معتبراً أنه “يبدو أن إسرائيل تعلمت درساً من خبرتها الناتجة عن تدميرها لمفاعل أوزيراك النووي العراقي (1981 ) مفاده أن التباهي بعملية يسهل لدول العالم إدانتها”.
ورأى أن ما زاد في الغموض الذي يحيط بما جرى هو أن سوريا “اعترضت بشكل خافت” على الغارة، فيما عمدت كوريا الشمالية التي من النادر أن تعلق على الشؤون الدولية، إلى إدانتها بسرعة.
وفي وقت رفضت إسرائيل التعليق على التقارير الصادرة في هذا الشأن، سرت تكهنات عدة في الصحف الاسرائيلية حول الاسباب والاهداف التي طالتها الطائرات الاسرائيلية.
وقال المندوب السابق للولايات المتحدة في الأمم المتحدة، جون بولتون، لموقع صحيفة “هآرتس” الاسرائيلية إنه يشتبه في انه تم نقل مواد نووية سراً من كوريا الشمالية إلى سوريا او إيران.
ونسب موقع الصحيفة الى مصدر اسرائيلي امتنع عن ذكر اسمه، إن عملية الطيران الإسرائيلي، مرتبطة على ما يبدو بشحنة اسلحة وصلت، قبل العملية بثلاثة أيام، من كوريا الشمالية.
هذا، وقد أثارت تقارير صحافية أجنبية حول تورط الجيش التركي في تسهيل مهمة الطائرات الاسرائيلية في انتهاك الأجواء السورية، الكثير من التساؤلات في تركيا.
اذ اعتبرت صحيفة “يني شفق” امس “أن صمت رئاسة هيئة أركان الجيش التركي إزاء انتهاك الطائرات الاسرائيلية للأجواء التركية والقاء خزانات وقودها بها يقوي من هذه الادعاءات ومن المزاعم حول انطلاق الطائرات الاسرائيلية من قاعدة قونيا الجوية وسط تركيا”.
وأشارت الصحيفة الى أن صحيفتي “يديعوت أحرونوت” و”بوست” الاسرائيليتين أكدتا أن الطائرات الاسرائيلية دخلت الأراضي السورية وقصفت بعض المناطق بعلم من الجيش التركي.
وقالت الصحيفة إن اسرائيل لم ترد على الطلب التركي بتقديم تفسير لانتهاك الطيران الاسرائيلى للأراضي التركية وإلقاء خزانات وقوده فيها على الرغم من مرور تسعة أيام على تقديم هذا الطلب، مشيرة الى ان صمت رئاسة اركان الجيش التركي أيضا يعزز من احتمالات أن الجيش كان على علم بما ستفعله الطائرات الاسرائيلية.
لكن الصحيفة ذهبت أيضا الى احتمال أن تكون الطائرات الاسرائيلية التي تتدرب في قونيا انتهكت الأجواء السورية من دون علم الجيش التركي لكن الصمت من الجانبين التركي والإسرائيلي يفتح الطريق لزيادة التكهنات.
(المستقبل)
“واشنطن بوست”: الغارة الإسرائيلية استهدفت منشأة سورية لاستخراج اليورانيوم
اسود في لبنان وكلاب في الجولان شكـــــــــــــــــــــرا