القاهرة – من إسلام عرابي
انتقد المرشح على منصب رئيس حزب التجمع اليساري في مصر الصحافي نبيل زكي حكومة عصام شرف قائلا إنها تصلح لرئاسة مجلس محلي فقط بعد أن تسببت في ضياع هيبة الدولة وعجزت عن إعادة الأمن للشارع المصري. وأكد في حوار مع «الراي» ان الاسلاميين يريدون اقامة دولة دينية بدليل دعوتهم الى منع الأفلام والسياحة ودفع الجزية للنصارى وتحفظهم على معاهدة «كامب ديفيد» مع اسرائيل.
وفي ما يلي نص الحوار:
• كيف ترى المشهد السياسي في مصر بعد الثورة؟
– المشهد يتجه إلى مسار خاطئ والبداية الصحيحة يجب أن تنطلق بوضع دستور جديد لأن مشكلة مصر تمنح الحاكم صلاحيات واسعة وشكل الدستور الجديد ضمان لعدم وجود ديكتاتور جديد.
• ما تعقيبك على اجتماع رؤساء الأحزاب مع رئيس اركان الجيش الفريق سامي عنان لدراسة مطالبهم؟
– مشاركة حزب التجمع في الاجتماع كانت لتوضيح وجهات نظره وتوجهاته في شكل المسار السياسي وكشف الآراء المختلفة للوصول إلى أشكال مختلفة للمسار السياسي لمستقبل مصر.
• هل يستجيب العسكر لمطالب القوى السياسية التي أعلنت مقاطعة الانتخابات؟
– الحديث عن المقاطعة أمر مضحك، لأنه لابد من إجماع القوى على المقاطعة.
• لماذا التخوف من إجراء الانتخابات البرلمانية؟
– الحكومة الحالية فشلت في تحقيق الأمن كما أن ظهور الأحزاب الدينية مسألة خطيرة.. وتهدد مصر في ظل إصرارها على استخدام الشعارات الدينية ودور العبادة في الدعاية الانتخابية وكنت أتمنى أن يكون النظام الانتخابي في مصر بدائرة واحدة لتسهيل تصويت المصريين من الخارج في الانتخابات.
• لماذا التخوف من الإخوان وتوقع حصولهم على نصيب الأسد في مقاعد البرلمان المقبل؟
– دستور 71 يحظر تأسيس احزاب دينية أو مرجعية دينية وهناك عدد كبير من الأحزاب الدينية يسعى إلى تقسيم مصر إلى طوائف وتحويل الدين إلى قطاع خاص لتحقيق أهدافهم الشخصية.
•هل ستشهد الانتخابات المقبلة رواجا للشعارات الدينية في ظل بعض الأحزاب ذات الطابع الديني؟
– أنا لا أثق في أي شخص يتاجر بالدين ويستغله لأغراض سياسية، وأتوقع استعادة الإخوان للشعار الأساسي «الإسلام هو الحل»، بعد فوزهم في الانتخابات البرلمانية المقبلة.
• ما تعليقك على تحالف أحزاب النور والنهضة والبناء والتنمية في قائمة «النور» السلفية الانتخابية؟
-هذا التحالف يهدف إلى إقامة الدولة الدينية وتصريحات القائمين على هذا التحالف توحي بذلك مثل منع الأفلام والسياحة ودفع الجزية للنصارى وتحفظهم على معاهدة كامب ديفيد مع إسرائيل.
• ما إيجابيات وسلبيات المرحلة الانتقالية التي تمر بها البلاد؟
– الإيجابية الوحيدة.. هي المبادرة التي طرحها نائب رئيس الوزراء للشؤون السياسية علي السلمي (وثيقة المبادئ الدستورية) وتعتبر شعورا اجتماعيا، وأن مصر لها شكل للمستقبل بالتوافق وليس بالأغلبية أما السلبيات فتتمثل في الانفلات الأمني وغياب الرؤية وعدم وجود دستور يحدد مهام جميع السلطات.
• ما تقويمك لأداء المجلس العسكري وحكومة شرف؟
– المجلس العسكري كان يجب أن يطرح قضية الدستور.. والتعديلات لا تكفي وأنه تصرف بجميع النوايا الطبيعية الانفتاح على جميع التيارات، وأرى أن عدم وضوح الرؤية لديه من أهم سلبياته وأخطائه في قانون الأحزاب ومباشرة العمل السياسي وتقديم المدنيين للمحاكم العسكرية، أما حكومة شرف فلا تصلح إلا لمجلس محلي فقط لأنها أهدرت القانون وهيبة الدولة وعجزت عن إعادة الأمن للشارع المصري.
وامتناع التيار الإسلامي عن المؤتمر يعني فرض رأيهم على المجتمع، وعدم إقدام الآخر أو أنهم لا يريدون أو يرغبون في سماع كلمة الدستور، لأنهم يطمعون في صياغة دستور يتماشى مع مصالحهم الشخصية.
• من وجهة نظرك من المسؤول عن الانفلات الأمني؟
– الحكومة والمجلس العسكري هما المسؤولان، والثورة مرت عليها تسعة أشهر ولم يحدث أي تغيير في قضية الأمن.
• ما رأيك في الدعوات المتتالية لمليونيات في ميادين مصر في الفترة الأخيرة؟
– التظاهر السلمي حق لكل مواطن من دون عنف أو تعطيل عجلة الإنتاج.
• كيف تنظر إلى محاكمة الرئيس السابق مبارك ورموزه؟
– المحاكمة تسير بشكل طبيعي ومن حق القضاة أن ينظروا فيها بكل حزم ويجب أن ينصب الاهتمام على محاكمة كل من ارتكب فسادا ونهب أموال الدولة أما ما يقال عن العزل السياسي لرموز النظام السابق فأنا ضد الإقصاء السياسي وأثق في الوعي السياسي لدى الجماهير.
•كيف ترى المشكلة بين المحامين والقضاة؟
– كل ما قيل أو تم التصريح به عبارة عن انفعالات موقتة، والقضاة سوف يشرفون على الانتخابات المقبلة بعد احتواء الأزمة عقب لقاء رئيس الوزراء لكلا الجانبين.
• كيف تنظر إلى علاقة مصر مع إيران وتطورات الأوضاع في اليمن وسورية؟
– السياسة الخارجية المصرية مستقلة بعد الثورة بعد أن كانت تابعة لأميركا وتحقيق المصالح الإسرائيلية بعدم الوقوف أمامها ومسايرتها والإدارة الأميركية تعادي القضية الفلسطينية.
وظهر ذلك واضحا بعد رفضها قرار انضمام فلسطين لليونسكو والتهديد بقطع الدعم المالي عن فلسطين، أما بالنسبة للوضع في سورية واليمن فأنا مع تصريح شيخ الأزهر بأن استخدام النظام السوري العنف ضد شعبه أفقده شرعيته وأنا أؤيد الانتفاضات العربية لتحقيق الديموقراطية ورفع الظلم عن الشعوب العربية.
• كيف ترى مستقبل الثورة الليبية بعد مقتل العقيد معمر القذافي؟
– الديموقراطية سوف تعم البلاد وهناك استقرار في السياسة الخارجية وثروات ليبيا للشعب الليبي وأتفق مع المنظمات الدولية التي أدانت مقتل القذافي ووصفت العرب بأنهم يميلون للعنف، وكنت أتمنى أن يحاكم القذافي لنكشف عن أسرار فترة حكمه.
• كيف ترى العلاقات الديبلوماسية بين مصر وإسرائيل بعد صفقتي الأسرى والمصريين والفلسطينيين؟
-أنا مع الصفقة بين الإفراج عن جاسوس مقابل مصريين دخلوا إسرائيل بطريقة خاطئة دون تعمد وأطالب المجتمع الدولي بالضغط على إسرائيل للإفراج عن الأسرى الفلسطينيين الذي يبلغ عددهم 11 ألف أسير.