إستماع
Getting your Trinity Audio player ready...
|
في حين قام ملك بريطانيا باستقبال الرئيس زيلنسكي في بادرة “رمزية” لا يُخفى مغزاها، فقد اصطف متظاهرون في الولايات المتحدة على جانب طريق في ولاية “فيرمونت” كان من المقرر أن يمر به نائب الرئيس “جي دي فانس” وذلك بعد تبادله هو والرئيس ترامب مواجهة غاضبة مع فولوديمير زيلينسكي في البيت الأبيض.
وحسب الـ “بي بي سي”، فقد رفع المتظاهرون لافتات مؤيدة لأوكرانيا على الطريق في بلدة “ويتسفيلد”، حيث كان من المتوقع أن يمر فانس وعائلته في طريقهم إلى منتجع التزلج. وذكرت وسائل الإعلام الأمريكية أن العائلة انتقلت إلى موقع غير مُعلن بدلًا من المنتجع المخطط له بسبب التظاهرات. كما تجمع المئات من الأشخاص في نيويورك ولوس أنجلوس وبوسطن يوم السبت للتعبير عن دعمهم لأوكرانيا، وذلك بعد يوم من الخلاف الحاد الذي وقع في المكتب البيضاوي.
وفي شمال أوروبا، انضم عشرات الآلاف من الأشخاص إلى مجموعات على فيسبوك في السويد أو الدنمارك، داعين إلى التوقف عن شراء المنتجات الأمريكية، أعلنت شركة Haltbakk Bunkers النرويجية أنها لن تزود السفن العسكرية الأمريكية بالوقود بعد الآن.
قرار وقف تزويد السفن الأمريكية بالوقود
أعلنت شركة Haltbakk Bunkers، المشغل الأول في الموانئ النرويجية، يوم السبت 1 مارس، أنها ستتوقف “فورًا” عن تزويد السفن الحربية الأمريكية بالوقود. وفي بيان نُشر على فيسبوك، بررت الشركة قرارها بسبب ما وصفته بأنه “أسوأ بشاعة تم بثها مباشرة على التلفزيون من قبل الرئيس الأمريكي الحالي ونائبه”، في إشارة إلى المواجهة الحادة التي وقعت بين الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي والرئيس الأمريكي دونالد ترامب في البيت الأبيض.
تصاعد دعوات المقاطعة في الدول الاسكندنافية
هذه الخطوة لم تكن سوى واحدة من عدة مبادرات متنامية في دول الشمال الأوروبي، حيث تزداد الدعوات لمقاطعة العلامات التجارية الأمريكية. في الأسابيع الأخيرة، ظهرت عدة مجموعات على فيسبوك تنشر قوائم بالمنتجات والخدمات التي ينبغي تجنبها. على الرغم من صعوبة تقييم التأثير الفعلي لهذه الحملة، يأمل المشاركون في أن تتوسع الحركة إلى مستوى أوروبي أوسع يمكن أن يؤثر على الشركات الأمريكية.
في بيانها، الذي اختتمته بشعار “المجد لأوكرانيا!”، وصفت شركة Haltbakk Bunkers الموقف الأمريكي تجاه أوكرانيا بأنه “خيانة علنية”، قائلة إنها تشعر بـ”الاشمئزاز” مما حدث. كما حثت جميع النرويجيين والأوروبيين على اتباع خطوتها.
موقف الحكومة النرويجية وردود الفعل
أثار هذا القرار إحراجًا للحكومة النرويجية، نظرًا للدور المهم الذي تلعبه Haltbakk Bunkers في تزويد السفن التي تعمل في المياه النرويجية، بما في ذلك قوات الناتو. وأكد وزير الدفاع النرويجي توري ساندفيك يوم الأحد 2 مارس أن هذا القرار “لا يعكس سياسة الحكومة” وأن “القوات الأمريكية ستواصل تلقي الإمدادات والدعم من النرويج”.
من جهته، دافع غونار غران، رئيس شركة Haltbakk Bunkers، عن القرار باعتباره “مسألة أخلاقية”، مشيرًا إلى أن الشركة أوقفت تزويد السفن الروسية بالوقود منذ بدء الغزو الروسي الشامل لأوكرانيا. وأضاف في حديثه لصحيفة Kystens Naeringsliv الاقتصادية: “اليوم، الولايات المتحدة مستبعدة بسبب سلوكها تجاه الأوكرانيين. لن نقدم لترًا واحدًا من الوقود للسفن العسكرية الأمريكية (مثل حاملة الطائرات “جيرالد فورد” في الصورة أعلاه) طالما أن ترامب في السلطة”.
حملات المقاطعة على وسائل التواصل الاجتماعي
في الدنمارك، شهدت مجموعة فيسبوك “Boycott varer fra USA” (مقاطعة المنتجات الأمريكية) نموًا كبيرًا، حيث تجاوز عدد أعضائها 48,000 شخص منذ إنشائها في 3 فبراير. وقد جاء ذلك بعد أن وصف نائب الرئيس الأمريكي ج. د. فانس الدنمارك بأنها “حليف سيئ”، مما أثار غضب الدنماركيين، خاصة بعد رفض رئيسة الوزراء ميته فريدريكسن عرضًا أمريكيًا لشراء غرينلاند.
وفي السويد، تم إنشاء مجموعة مماثلة في 19 فبراير، وبحلول صباح 3 مارس، كان لديها أكثر من 32,500 عضو. وفقًا لمؤسسيها، جاءت هذه المبادرة نتيجة “الإحباط” من عالم أصبح “أكثر عدم استقرارًا وغير متوقع” منذ تنصيب ترامب في 20 يناير.
يشارك أعضاء المجموعات قوائم بالمنتجات الأمريكية التي ينبغي تجنبها. على سبيل المثال، تقول تيريزه سييستروم:
“توقفت عن شراء المنتجات الغذائية من الشركات الأمريكية مثل هاينز وكيلوجز وسنيكرز وتاك. تحولت من محرك البحث غوغل إلى Ecosia. ألغيت اشتراكي في نتفليكس وانتقلت إلى خدمة Viaplay السويدية. كما سأراجع استثماراتي المالية.”
تأثير المقاطعة على الشركات الأمريكية
يبدو أن لهذه المبادرات تأثيرًا، حيث انخفضت مبيعات تسلا بشكل ملحوظ منذ بداية العام. في السويد، حيث كان طراز Y السيارة الأكثر مبيعًا في 2024، انخفضت مبيعات تسلا بنسبة 44% في يناير مقارنة بعام 2024. وفي النرويج، التي كانت تاريخيًا سوقًا رئيسيًا لتسلا، تراجعت المبيعات بنسبة 38% في يناير و70% في فبراير.
هل يمكن أن تؤثر المقاطعة على سياسات ترامب؟
يأمل البعض أن تؤثر هذه المقاطعة على الاقتصاد الأمريكي، مما قد يجبر إدارة ترامب على إعادة النظر في موقفها من روسيا وأوكرانيا. يقول ياكوب زولينسكي، وهو أحد الناشطين في الحملة:
“إذا استطعنا دفع الأسواق المالية الأمريكية إلى التراجع لبضعة أيام، فقد يدرك ترامب أن التعامل مع بوتين ليس فكرة مربحة.”
بينما لا يزال التأثير العام لهذه الحملة غير واضح، فإن تصاعد موجة المقاطعة يعكس تنامي مشاعر الاستياء في شمال أوروبا تجاه السياسات الأمريكية في ظل إدارة ترامب.