كشفت أوساط عليمة بما سرب عن مخطط ارهابي يستهدف اغتيال شخصيات سياسية لبنانية تشكل العمود الفقري للقوى المناهضة للنظام السوري من ان محاولة تنفيذ عملية واحدة على الاقل في المرحلة الراهنة امر لا بد منه (!) رغم انكشاف المخطط وبعض من أدواته الميدانية. فحاجة النظام السوري الى هذه الخدمة في المرحلة الراهنة بالذات، اي قبيل انتهاء الشهر الجاري، يهدف الى احداث صدمة امنية كبيرة تتردد اصداؤها عربيا ودوليا، على ان تحمل نتائجها، بحسب ذهنية وامنية النظام السوري، عروضا دولية سقفها اعادة “تلزيم” الملف اللبناني من بوابة التعاون الامني السوري – اللبناني المشترك، الذي يمتاز راهنا بأرضية مناسبة وفرتها “حكومة حزب الله”، ولقناعة نظام آل الاسد باستحالة اي دور مباشر له في الداخل اللبناني في ظل اشتعال ازمته الداخلية.
الدكتور جعجع: مستَهدَف “بإصرار”!
فرغم مغادرة الرئيس سعد الحريري لبنان نتيجة معلومات دقيقة عن استهدافه امنيا، وانكشاف محاولة “شطب” المدير العام لقوى الامن الداخلي، اللواء اشرف ريفي، ورئيس شعبة المعلومات في قوى الامن الداخلي العميد وسام الحسن، وفشل محاولة اغتيال رئيس القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع،وارتفاع عدد المستهدفين على قائمة الموت لتشمل الى رئيس كتلة المستقبل الرئيس فؤاد السنيورة، زرئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط والنائب أكرم شهيب وغيرهم،على الرغم من ذلك، فأن الاوساط العليمة تحتفظ بمعلومات دقيقة جدا تبرز اصرار الجهة المخططة على اسقاط هدف مركزي من القائمة في اول فرصة متاحة! ويبدو ان الخيار “الامثل” بالنسبة لهذه الجهة يبقى الدكتور جعجع، على ما قالت الاوساط العليمة.
الاسباب
لماذا؟
لانه يمثل العمود الفقري والفاعل لقوى 14 اذار، تجيب الاوساط نفسها.
وتستطرد: لقد نجح الدكتور جعجع في ادارة ملف المواجهة ضد مشروع النظام السوري للسيطرة على لبنان، واستطاع تحجيم الجنرال عون الحليف الاساس لنظام الاسد في الشارع المسيحي، وفوت على حزب الله وحكومته “مشروعية” اي صدام داخلي، وتميز بانتهاج ادارة هادئة لمقومات المواجهة بتفاصيلها الصغيرة والكبيرة. واستطاع بخطابه الهادىء والموضوعي انتزاع اعجاب حتى خصومه المحليين وفي طليعتهم “حزب الله”، ووفر رعاية ذكية لموقف الاكثرية اللبنانية بما يتعلق بالازمة السورية، وشكل صوتا فاعلا ومؤثرا على مستوى تجنيب مقام رئاسة الجمهورية والجيش خطر الانزلاق الى حيث يريد النظام السوري- رغم ملاحظاته الكثيرة على اداء المؤسسة العسكرية بما يخص دورها المتعلق بحماية الحدود الشرقية!
كما وحال في الوقت عينه دون “جرّه” الى اي مواجهة داخلية تأخذ طابعا أمنيا أو طائفيا. فضلا من خطاب جدي رفض، ويرفض، اي سلاح غير شرعي على الاراضي اللبنانية، خطاب صادق نابع من حرص ينم عن خبرة واستخلاص عبر من دروس سالفة ما يزال الشعب الللبناني يدفع غاليا ثمن نتائجها من امنه واستقراره وفلتان حدودة خاصة مع سوريا.
حوار .. بالدم
هذا في الاسباب العامة التي يعرفها الجميع، ماذا عن الوقائع؟
تقول المصادر: لم تكن محاولة الاغتيال الاولى نهاية المشروع الجهنمي للمخططين والمنفذين. فالعملية القذرة كان مقررا لها ان تكون نهائية! اذ ان المنفذين “ضبوا” قناصاتهم وغادروا على اساس أن مهمتهم نجحت وانتهى الامر! فالرصاصات التي اطلقت ثلاث، وليس اثنتان، والمنفذون درسوا حتى لحظة سقوط “الحكيم” من الطلقة الاولى لتأتي الثانية بمستوى بداية السقوط، والثالثة في وسط جسده، اي كانوا يقدرون اصابته بثلاث رصاصات! الا ان فشل المحاولة دفع المخططين الى محاولة ثانية كان مقررا لها ان تتم في رحلته التي لم تتم
من “معراب” الى “قصر بعبد”ا للمشاركة في طاولة الحوار العتيد.
اصرار على القتل
وتتقاطع المعلومات السابقة مع أخرى روتها شخصية لبنانية على علاقة جيدة بـ”بمعراب” من ان مواقف الدكتور جعجع من الحوار الوطني، ورفضه محاولة فريق سوريا كسب الوقت لغايات في نفس النظام السوري، واصراره على مناقشة المشكل الاساس بين اللبنانين والمتمثل بسلاح حزب الله والسلاح الفلسطيني خارج المخيمات، وسؤاله عن جدوى الحوار في ظل امتناع حلفاء سوريا عن تنفيذ ما اتفق عليه في جلسات الحوار السابقة، جميع هذه المواقف الصادقة لم تحجب اطلاقا جانبا أمنيا خطرا بمستوى خطورة وقذارة المحاولة الاولى كان يحضر لتنفيذها ضد الدكتور جعجع اذا ما قرر الذهاب الى طاولة الحوار.
“شخصيات” لبنانية شاركت في “استفزاز” جعجع لدفعه لسلوك طريق.. “طاولة الحوار”!
وتكشف الشخصية اللبنانية معلومات بهذا الشان ليست بالعادية، وتلفت الى مواكبة سياسية من شخصيات لبنانية موالية للنظام السوري “جربت” استفزاز الحكيم اعلاميا قبيل ايام، وحتى ساعات، من موعد عقد جلسة الحوار الاولى، عله يقبل التحدي ويقرر المشاركة بنفسه، في محاولة لاستعادة السيناريو ذاته الذي قاد الشهيد جبران تويني من فرنسا الى حتفه بعيد وصوله بساعات! وتذهب المصادر الى حد البوح بمحاولات شبيهة بالاستدراج الفاشل الى الجلسة الاولى التي تجري وستجري قبل جلسة الحوار الثانية المقررة في الخامس والعشرين من الجاري، رغم الموقف الثابث للدكتور جعجع من موضوع الحوار، ورفضه “تجريب المجرب.
الجمل … والجمّال!
وتستعيد مثلاً شعبياً يقول “الجمل بنيّة، والجمّال بنيّة أخرى”! وتوضح: دعوة رئيس الجمهورية الى الحوار صادقة، وكذلك مشاركة اطياف من قوى الرابع عشر من اذار. ولكن الفريق الاخر شكل ويشكل غطاء مثاليا لاصحاب مخطط الاغتيالات السياسية في لبنان، سواء بمعرفتهم او من دونها! وليس من مبالغة اذا ما ذهبت تحليلات أمنيين متعاطفين مع الحالة الاستقلالية الى القول ان جلسات الحوار يراد منها هدف واحد لا غير، الا وهو التخلص من الدكتور جعجع.
الاداة التفيذية: “فيلق القدس” الإيراني!
أزاء ما سبق، وبعد أنكشاف جوانب من مخطط الاغتيالات، تحذر مصادر امنية لبنانية من تدفق مجموعات أمنية متخصصة عبر سوريا الى لبنان! فالمسألة لا تقتصر على العناصر الفلسطينية المتحالفة مع النظام السوري، والتي شهدنا موجات منها سبقت واعقبت زيارة الامين العام للقيادة العامة “احمد جبريل” الى لبنان، ولقاءاته المعلنة والسرية مع رأسي النظامين السوري والايراني. بل هناك “عامل” هام وخطر يصول ويجول في أنحاء لبنان متحررا من المتابعة الامنية والاعلامية، مستفيدا من خطة تفجيرات امنية تعم البلاد اليوم وفرت وتوفر له غطاء ذكيا! وهذا العامل يتمثل بـ”فيلق القدس”، الذي يضم عناصر موثوقة ومدربة من قبل النظامين الايراني والسوري، وهي صاحبة باع طويل في تنفيذ “العمليات الخاصة”، وعلى دراية بالواقع المحلي لانها تضم في عدادها عناصر استخبارية من جنسيات لبنانية وفلسطينية وسورية.
واشارت المصادر الى ان خريطة انتشار عناصر “فيلق القدس” تشمل فيما تشمل مخيمات فلسطينية ممسوك بعض احيائها من النظام السوري، وفي بعض مدن البقاع، فضلا عن انتشار أمني “ناعم”، لمجموعات لا يزيد عدد افرادها عن اثنين وفي حالات استثنائية ثلاثة، تتخذ من بعض الشقق المستأجرة في المدن: بيروت، جبيل، صيدا، طرابلس، مقرات متابعة ورصد!
محاولة ثانية لاغتيال جعجع كانت سَتَقَع على طريق “معراب” – “بعبدا”!
يصل الى مسامعي معلومات عن توزيع اسلحة و ذخائر و قذائف بي سفن مع قواذفها للمكاتب الحزبية ببيروت الموالية لسوريا .وأعف عن كشف اسم المركز و كمية السلاح و الذخائر و الانواع تستيرا على مصدري .وعندما سألتُ مصدري العامل في إحدى هذه المؤراكز : لماذا؟ ومن عدوكم؟ وانتم تسيطرون على بيروت بالكامل، ومعها الحمراء و فردان ، شاركني التساؤل بانه لا يعرف .