سررت وفرحت وانفرجت أساريري عند قراءتي تحقيقا على موقع العربية نت، عن نساء موريتانيا (الجدعات) اللواتي يشترطن في عقود الزواج شرطاً مهما و«خطرا» تختصره عبارة «لا سابقة ولا لاحقة»، بمعنى ألا يكون على ذمة الزوج زوجة سابقة، و«الأهم» ألا يتزوج عليها زوجة لاحقة، وإن حصل وتزوج الرجل بثانية، تكون العصمة بيد الاولى ويحق لها تطليق نفسها منه.
في بلادنا تعاني الكثير من النساء مشكلة الزواج الثاني، ففي اغلب الحالات وبعد ان يكون الرجل قد قضى عمره «القاحل» مع الزوجة الاولى التي تحملته وصبرت عليه وكونت معه عائلة صغيرة، يصحو من نومه يوما فيقرر انه مل أو شبع او أحب تغيير «الصنف»، فيقوم بالبحث عن «لعبة» جديدة يتسلى بها، (والحق يقال ان مثل هؤلاء اللعب أكثر من الهم على القلب)، فيعقد على امرأة اخرى إما بالخفية من وراء ظهر الاولى، او بكل وقاحة وتسلط يضع الاولى تحت الامر الواقع، فإما ان تقبل وترضى واما «الباب يوسع جمل». لكن الباب ضيق ولا يسع كل همومها وحمولتها، لذلك تجد المرأة نفسها في وضع مزر، فلا سكن ولا نفقة ولا وظيفة ولا معيل ولا حتى راتب تقاعدي لقاء تلك السنوات التي قضتها (في الخدمة) في بيت زوجها، فترضى بالمقسوم و«تنثبر» ذليلة مكسورة النفس وهي ترى غريمتها تستولي على زوجها امام عينيها.
لا أدري إن كان الموضوع جهلا من النساء أو هو محاولة إخفاء القضية عن عيونهن لمصلحة الرجال، لكن من المعروف شرعا أنه يحق للمرأة أن تشترط ما تريد على زوجها عند كتابة عقد «نكاحها» كاشتراطها العمل أو الدراسة، أو حاجتها لطباخ أو خادمة، أو أن تكون العصمة في يدها، والشرط الأهم ألا يتزوج عليها زوجها. هذا الكلام ليس من عندي، فمعظم الفقهاء أقروا بأن حكم اشتراط المرأة على زوجها عدم الزواج عليها، شرط صحيح ويجب على الزوج الوفاء به، فإن تزوج عليها بامرأة أخرى يحق لها الفسخ (الطلاق)، ويدل على ذلك ما رواه النبي -صلعم- «المسلمون على شروطهم إلا شرطا حرم حلالا أو أحل حراما»، وهذا الشرط لا يحرم حلالا إنما يُقيد سلطة الرجل ويجعل للزوجة الحق في الفسخ.
فإلى كل فتاة مقبلة على الزواج، كوني واعية، وبلا دلع ولا خجل.. ضعي شروطك، وإن اخترت شرط «لا لاحقة»، فاعلمي انه حقك، لكن انتبهي..! مع شرط الفسخ يجب ان تشترطي مؤخر صداق مجزيا (يمكن للرجل اعتباره غرامة تبديل)، أو الاحتفاظ بالبيت والأولاد، حتى لا تجدي نفسك في الشارع بلا مأوى ولا معيل. وإلى ان يسن قانون، مثل قانون الدول المتحضرة، الذي يحمي المرأة ويقضي بتقاسم كل ما يملكه الزوجان 50/50 في حالة الطلاق… دعونا نشترط.
dalaa@fasttelco.com
كاتبة كويتية