يقول فقهاء إن الوضوء الخاطئ قد يجعل كل الصلوات خاطئة، وبالتالي على المصلّي أن يعيدها!!!
سردية كربلاء غير متماسكة بوضوح. من يقرأها يعي تَحَوّلها إلى مجموعة من الخُرافات ليتم إدخالها في نفق لا يمكن طرقُ نهايته، وكذلك إلى بكائيات يبني الإنسان مصيره عليها، وإثر ذلك يتم توظيفها سياسيا وثوريا.
لماذا لا يمكن الفَصح عن أسباب ونتائج الحادثة انطلاقا من سياسيّة واجتماعيّة الخلافات بين فريقي الحادثة بحيث يتم مراعاة الواقع العام لسير الأحداث والنزاعات بين البشر؟ هل سبب ذلك هو الخوف من نزع الرواية الدينية عنها، ومن ثَمّ فقدانها لأي توظيف ديني؟
أو، مثلما قال الفقهاء عن العلاقة بين الوضوء والصلاة، هل هو الخوف من أن تكون الحادثة بشرية، ولا بد أن يكون الوضع غير بشري بغية الهيمنة والتوظيف.
حينما يستند نقل الحادثة إلى روايات ضعيفة، وينبني على سردية واحدة، ويكون السند الأساسي لها ضائعاً بين أطروحات غير عقلية، هنا ينفتح الباب على مصراعيه لهيمنة الطرح الديني عليها، فيتمُّ إنتاج مكوِّنٍ ثقافي معادٍ للعقلانية.
للأسف، قد يعيش البعض هذه الوضعية المؤلمة، المُنتجة لقصص خيالية، ثم خُرافاتية، ولتوظيف سياسي غير حقيقي. هذه الوضعية تطرح الأسئلة التالية:
لماذا لا تظهر الحقيقة؟
أو بعبارة أخرى، هل يمكن للحقيقة أن تظهر في ظل هيمنة السرد/ التفسير الثوري أو الخرافاتي على واقع الحادثة؟
إذاً، أصبح جواب السؤال التالي واضحا: لماذا هَيمنَ هذا التفسير والسرد على الهوية الثقافية الدينية، وتراجَعَ التفسيرُ الاجتماعي التاريخي حتى بات شبه مختفٍ؟!