Close Menu
    فيسبوك الانستغرام لينكدإن
    • العربية
    • English (الإنجليزية)
    • Français (الفرنسية)
    فيسبوك الانستغرام لينكدإن
    Middle East Transparent
    • الصفحة الرئيسية
    • أبواب
      1. شفّاف اليوم
      2. الرئيسية
      3. منبر الشفّاف
      4. المجلّة
      Featured
      أبواب د. عبدالله المدني

      ميانمار، الجرح الآسيوي الغائر، ما مصيرها في عهد ترامب؟

      Recent
      2 مارس 2025

      ميانمار، الجرح الآسيوي الغائر، ما مصيرها في عهد ترامب؟

    • اتصل بنا
    • أرشيف
    • الاشتراك
    • العربية
    • English (الإنجليزية)
    • Français (الفرنسية)
    Middle East Transparent
    أنت الآن تتصفح:الرئيسية»قتل المرتدّ ليس من الإسلام

    قتل المرتدّ ليس من الإسلام

    1
    بواسطة منجية السوائحي on 24 مايو 2007 غير مصنف

    لم تناقش مسألة الرّدّة في الإسلام نقاشا موضوعيا وعلميّا جزئيّا من علماء المسلمين المعاصرين الّذين لهم جمهور عريض يتبع أقوالهم ولا يقبل مناقشتها أو مراجعتها.
    وقد انقسم المتكلّمون في حكم الرّدّة اليوم إلى ثلاث فرق:

    الأولى: يواصل أغلب الباحثين نشر ما جاء في حكم قتل المرتدّ في مدوّنات الفقه القديمة والّتي تقرّ قتل المرتدّ دون الرّجوع إلى القرآن والسّنّة، أو بالاستناد إلى تأويلها تأويلا يحمّل النّصوص ما لا تحتمل.

    الثّانية: دعت مجموعة ثانية إلى الحدّ من سلطة من يطبق الحكم، فلا حقّ للفرد، ولا للجماعات في قتل المرتدّ، وأوكلوا حكم قتله إلى النّظام الحاكم بدعوى حفظ الأمن. ولا يخفى على ذوي العقول ما في هذا التّوجّه من حفاظ على الفكر القديم من جهة، وما فيه من بسط ليد أولي الأمر في قتل المرتدّين ولعلّ التّهمة تصلح لكلّ معارض، وهو أمر خطير جدّا.
    ونحن نتبنّى رأي جمال البناء في هذا الموضوع وعبارته:”والقول الّذي نودّ التّأكيد عليه هنا هو أنّ أيّ تدخّل للسلطة تحت أي اسم كان وبأي صفة اتّصفت بين الفرد وضميره مرفوض بتاتا وأنّ الاعتقاد يجب أن يقوم على حرّية الفرد واطمئنان قلبه”.

    الثالثة: دعت مجموعة ثالثة من علماء الإسلام إلى إعادة النّظر في حكم قتل المرتدّ، وإخضاعه للاجتهاد النّيّر، ورفض هذا الحكم، والعمل بمبادئ حقوق الإنسان الّتي تقرّ حرّية المعتقد ومنهم جمال البنا وحسن التّرابي، وخالد بن الشيخ وعبد اللّه سعيد وحسن سعيد.

    فما هو الرّأي الّذي يتماشى مع القرآن الكريم ومواقف الرّسول صلّى اللّه عليه وسلّم؟

    I- حكم المرتدّ في القرآن:
    ننظر بدءا في بعض الآيات الّتي ذكرت الجزاء عن المخالفات مفصّلا ومنها هذه” وكتبنا عليهم فيها أنّ النّفس بالنّفس والعين بالعين، والأنف بالأنف، والأذن بالأذن، والسنّ بالسّنّ، والجروح قصاص، فمن تصدّق به فهو كفّارة له” (المائدة45:5).
    هل يعقل أن تسكت الآية عن حكم قتل المرتدّ لو كان فرضا موجودا؟
    لا يمكن أن يسكت القرآن عن مثل هذا الموضوع ولأشار إليه تصريحا أو تلميحا.

    وما نجده في القرآن أنّ جزاء المرتدّ لعنة اللّه، والنّاس أجمعين، والخلود في النّار، وأنّه سينال عقابا شديدا من عند اللّه يوم الآخرة، ولم يوكل الخالق حكم المرتدّ للإنسان، فلا يملك أحد حقّ قتله، أو عقابه، وإنّما أمره إلى اللّه، وتأمّلوا معي هذه الآيات: ﴿كيف يهدي اللّه قوما كفروا بعد إيمانهم وشهدوا أنّ الرّسول حقّ وجاءتهم البيّنات واللّه لا يهدي القوم الظّالمين، أولئك جزاؤهم أنّ عليهم لعنة اللّه والملائكة والنّاس أجمعين، خالدين فيها لا يخفّف عنهم العذاب ولا ينظرون، إلاّ الّذين تابوا من بعد ذلك وأصلحوا، فإنّ اللّه غفور رحيم.
    ﴿إنّ الّذين كفروا بعد إيمانهم ثم ازدادوا كفرا لن تقبل توبتهم ، وأولئك هم الظّالّون، إنّ الّذين كفروا وماتوا وهم كفّار فلن يقبل من أحدهم ملء الأرض ذهبا ولو اقتدى به، أولئك لهم عذاب أليم ومالهم من ناصرين﴾(آل عمران3: 91-86).
    فما هو دليل من يسلط سيف قطع الرّقاب على المرتدّين؟
    هل يقبل العقل الواعي أنّ الرّسول صلّى اللّه عليه وسلّم يصدر أحكاما تخالف ما يصرّح به القرآن في هذه الآيات الّتي غاب فيها حكم قتل المرتدّ، وحضر الأمل في حصول المغفرة لمن تاب في قوله تعالى: ﴿إلاّ الّذين تابوا من بعد ذلك وأصلحوا فإن اللّه غفور رحيم﴾.
    ولم تحدد آية آل عمران هذه التّوبة بيوم ولا بأكثر من ذلك ولا بأقلّ في حين نصّب الفقهاء أنفسهم حكّاما على رقاب المرتدّين في مثل هذه النّصوص.
    “من غيّر دينه فاضربوا عنقه” أنّه من خرج من الإسلام إلى غيره مثل الزّنادقة وأشباههم فإن أولئك إذا ظهر عليهم قتلوا ولم يستتابوا لأنّه لا تعرف توبتهم وأنّهم كانوا يسرّون الكفر ويعلنون الإسلام فلا أرى أن يستتاب هؤلاء ولا يقبل منهم قولهم وأمّا من خرج من الإسلام إلى غيره وأظهر ذلك فإنّه يستتاب فإن تاب وإلا قتل” ((الموطّأ، كتاب الأقضية، القضاء فيمن ارتدّ عن الإسلام)).
    وفي كتاب سبل السّلام للصّنعاني “عن معاذ بن جبل رضي اللّه عنه في رجل اسلم ثم تهوّد: لا أجلس حتّى يقتل، قضاء اللّه ورسوله… وهو يشير إلى حديث “من بدّل دينه فاقتلوه” … الحديث دليل على أنّه يجب قتل المرتدّ وهو إجماع، وإنّما وقع الخلاف هل تجب استتابته قبل قتله أو لا؟”.
    واختلفوا في قتل المرأة المرتدّة، وهل تستتاب قبل القتل، فمنهم من قال :تقتل حال ردّتها “لأن كلمة “من” الواردة في الحديث تعمّ الذّكر والأنثى.
    وذهب الحنفيّة إلى أنّه لا تقتل إذا ارتدّت لأنّه ورد عن رسول اللّه النّهي عن قتل النّساء لما رأى امرأة مقتولة فقال :”ما كانت هذه لتقاتل”
    وشذّ قوم فقالوا: تقتل وإن راجعت الإسلام، وهذا تشدّد وتحكّم” (سبل السّلام للصّنعاني، وبداية المجتهد لابن رشد).
    ويردّ هذه القوال وما شابهها القرآن الكريم في هذه الآيات ﴿إنّ الّذين ارتدّوا على أدبارهم من بعد ما تبيّن لهم الهدى، الشّيطان سوّل لهم وأملى لهم، ذلك بأنّهم قالوا للّذين كرهوا ما نزّل اللّه سنطيعكم في بعض الأمر واللّه يعلم إسرارهم فكيف إذا توفّتهم الملائكة يضربون وجوههم وأدبارهم، ذلك بأنّهم اتّبعوا ما أسخط اللّه وكرهوا رضوانه فأحبط أعمالهم﴾(محمد47: 25-28)، فأين الحكم بقتل المرتدّ في هذه الآيات، وإنّما المعنى الّذي ندركه منها أنّها اعتمدت “التقريع لبيان ما سيلحقهم من العذاب عند الموت وهو استهلال لما يتوصّل من عذابهم من مبدإ الموت إلى استقرارهم في العذاب الخالد” على حدّ عبارة محمد الطّاهر ابن عاشور ، مفسّر تونس في كتابه “التحرير والتّنوير”.
    ويخاطب القرآن المرتدّين بهذه الآية الّتي لا تحكم عليهم بالقتل ونصّها ﴿يا أيّها الّذين آمنوا من يرتدّ منكم عن دينه فسوف يأتي اللّه بقوم يحبّهم ويحبّونه، أذلّة على المؤمنين أعزّة على الكافرين﴾(المائدة5:55).
    إضافة إلى ما ذكرت فإن الحكم بقتل المرتدّ يتعارض مع مبدإ حرّية العقيدة في الإسلام، فكيف تقرّ الآيات القرآنية بالحرّية الدّينيّة من جهة ، وتحكم بقتل المرتدّ من جهة ثانية، ففي القرآن ﴿لا إكراه في الدّين قد تبيّن الرّشد من الغيّ﴾(البقرة257:2)، وفيه حرّية اختيار المعتقد﴿ وقل الحقّ من ربّكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر﴾(الكهف30:18)، ولزيادة التّوسّع انظر سور( يونس108:10، الغاشية :22، الأنعام 67:6) ، وغيرها من الآيات الّتي تصل إلى مائتي (200) آية تذكر حرّية المعتقد.
    وقد أحيطت حرّية العقيدة بضمانات قرآنية لا تشمل حكم الرّدّة، ولا تجد فيها عقوبة دنيوية للمرتدّ، وإنّما العقوبة أخروية تكفل بها الخالق.

    II- حكم المرتدّ في الحديث النّبوي:
    يعتمد الفقهاء الّذين يحيزون قتل المرتدّ عن الإسلام على هذا الحديث “من بدّل دينه فاقتلوه”، ولا يمكن العمل بهذا الحديث في قتل المرتدّ للاعتبارات التّالية:
    1) لا تثبت الحدود بأحاديث الآحاد، والحديث من الآحاد، ولا يعمل بالآحاد في العقائد والحكم بقتل المرتدّ من العقائد.
    2) لا يمكن الاحتجاج بهذا الحديث لقتل المرتدّ لأنّه لم ينسخ أية “لا إكراه في الدّين” بما أنّ الأصول الفقهية، خاصّة عند الإمام الشّافعي، أقرّت أنّه لا ينسخ القرآن إلاّ القرآن، ولا تنسخ السّنّة إلاّ السّنّة، وعند من يرى جواز نسخ القرآن بالسّنة، فإنّه يشترط سنّة متواترة، وهذا حديث آحاد فلا ينسخ أنّه أشارت إلى حرّية المعتقد، فلا يصحّ العمل بحديث يعارض القرآن عقلا وشرعا…
    3) آية ﴿لا إكراه في الدّين﴾ ليست من القرآن المنسوخ، وقد جمع السّيوطي كل الآيات الّتي صحّ عند العلماء نسخها، فلم يكن بينها هذه الآية، وذكروا أن عدد الآيات المنسوخة إحدى وعشرون آية لا تصحّ دعوى النّسخ في غيرها حسبما جاء في “الإتقان في علوم القرآن”.
    4) ورد ذكر حرّية المعتقد فيما يناهز مائتي (200) آية محكمة، فلا يقوى حديث آحاد “من بدّل دينه فاقتلوه” أن يعارضها كلّها ويبطل أحكامها، ويزيحها ويحتلّ مكانها. “وإنّما خبر الواحد يردّ من معارضة الكتاب، وقد اتّفق أهل الحديث على إنّ كتاب اللّه مقدّم على كلّ قول”على حدّ عبارة التفتزاني في التّلويح”.
    5) تمنع القاعدة الأصولية قتل المرتدّ وهي “إن المطلق يحمل على المقيّد إذا كان في حكم واحد”. ومن الخطإ العمل بحديث مطلق “من بدّل دينه فاقتلوه” لأنّه مقيّد بالمحاربة، وإفشاء أسرار الدّولة، فمن ارتدّ والتحق بالأعداء المحاربين يقتل بتهمة الخيانة العظمى لا بتهمة الرّدّة.
    وفي شرح “القدير على الهداية” يقول كمال الدّين بن الهمام: “يجب في قتل الرّدّة أن يكون لدفع شرّ حرابة، لا جزاء على فعل الكفر، لأن جزاءه أعظم من ذلك عند اللّه تعالى، فيختصّ بمن يأتي منه الحراب وهو الرّجل، ولهذا نهى النّبيّ عن قتل النّساء”
    ومن الحديث نخلص إلى مواقف للرّسول صلّى اللّه عليه وسلّم مع المرتدّين، روى جابر بن عبد اللّه أنّ أعرابيا بايع الرّسول صلّى اللّه عليه وسلّم فأصاب الأعرابيّ وعك بالمدينة، فجاء الأعرابيّ إلى الرّسول فقال: يا رسول أقلني بيعتي فابى، فخرج الأعرابيّ، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: إنّما المدينة كالكير تنفي خبثها، وتنضع خبثها” (رواه البخاري).
    في هذا الخبر أعلن الأعرابي ردّته للرّسول، ولم يقتله وإنّما تركه ينصرف مرتدّا، ولم يلق عليه القبض، ولم يخضعه للاستتابة، فإن تاب وإلاّ قطع عنقه.
    الخبر الثّاني أنّ عبد اللّه بن أبي سرح أسلم وكان يكتب القرآن للرّسول ثمّ ارتدّ وصرّح أنّه كان يغيّر كلمات القرآن، ويوم فتح مكّة أمر الرّسول صلّى اللّه عليه وسلّم أن يقتل عبد اللّه هذا لأنّه كان يحرّف الكلام عن مواضعه، فاستجار له عثمان بن عفّان، فقبل الرّسول جواره ولم يقتله رغم جرمه.

    III- حروب الرّدّة:
    إذا كان حكم قتل المرتدّ لم يرد في القرآن ولا في السّنّة القولية والفعلية، ولا في القواعد الأصولية فبماذا نفسّر حروب الرّدّة الّتي قادها أبو بكر الصدّيق ضدّ المرتدّين؟
    كثيرا ما يتّخذ المجيزين لقتل المرتدّ هذه الحرب دليلا على صحّة الحكم وعدم مناقشته، وهو دليل باطل ومتهافت لأنّ أبا بكر حارب القوم لأن قبيلتي عبس وذبيان أوّل من حارب المسلمين بعد وفاة الرّسول حسب رواية الطّبري في تاريخه، ولأنّهم امتنعوا عن دفع الزّكاة، وتمرّدوا على النّظام الحاكم، والأصوب أن تسمّى “حروب مانعي الزّكاة” لأن الثّائرين لم يعلنوا ارتدادهم عن الإسلام وإنّما رفضوا أداء الزّكاة لأبي بكر وقالوا: كنّا نعطي الزّكاة لمحمد، ومحمّد قد مات وإنّما الزّكاة أخت الجزية، ولذلك عارض عمر بن الخطّاب أبا بكر وقال له كيف تقاتل النّاس وقد قال رسول اللّه”أمرت أن أقاتل النّاس حتّى يقول : لا إلـه إلاّ اللّه، فمن قالها فقد عصم منّي ماله ونفسه إلاّ بحقّه وحسابه على اللّه” ولذلك قال الشّافعي:”وأهل الرّدّة بعد رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم ضربان، منهم قوم كفروا بعد الإسلام …، ومنهم قوم تمسّكوا بالإسلام ومنعوا الصّدقات” ويعتبر الشّافعي من يصف الصّنف الثّاني بالمرتدّين من العامة ويقول “ثم أمضى ابو بكر خالد بن الوليد في قتال من ارتدّ ومن منع الزّكاة فقاتلهم بعوام من أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم”،كما جاء في كتابه “الأم” من “كتاب قتال أهل البغي وأهل الرّدّة”.
    ورغم هذه الحرب فإن أبا بكر لم يقتل المرتدّين الّذين أخذهم أسرى بعد انتصاره عليهم. فمن أين جاء الفقهاء بقتلهم دون إمهال أكثر من ثلاثة ايام.
    وما نختم به أنّ القول بحرّية المعتقد من سماحة الإسلام، ومن طبيعة المجتمعات الّتي بنيت على الاختلاف، وهي ترتكز على حرّية الإيمان ومنها حرّية الاختيار وحرّية الفكر، والحقّ في ممارسة القناعات الشّخصية، وهو حق طبيعي أقرّته الأديان السّماوية والقوانين الوضعية.
    والأمر يحتاج إلى شجاعة من المفكّرين النّيرين الّذين ساهموا في دفع الظّلم والقهر عن النّاس، وأبطلوا حكم قتل المرتدّ صراحة، ورفضوا القتل باسم الدّين، لأن قتل المرتدّ حكم ناتج عن توظيف الدّين لأحكام ذاتية لا أصل لها في القرآن ولا في السّنّة، وإنّما اجتهادات لفقهاء البلاط أرضوا بها السّاسة ثم نقلها عنهم تلاميذهم الّذين فقدوا الحسّ النّقدي فتبنّوا أراء شيوخهم على أنّها مقدّسة، وحان الوقت لهدم المقدّس من فكر البشر، وخاصّة ذلك الفكر الّذي يمتهن التّكفير فيصنّف كلّ مخالف له في الرّأي في خانة المرتدّين وإن كان من أتقى عباد اللّه.
    ومن الواجب علينا – واسمحوا لي أن استحمل كلمة من الواجب وما تعوّدت استعمالها- أن نعمل جميعا على إيقاف تدريس هذه الجريمة (حكم قتل المرتدّ) في مؤسسات التعليم الدّيني الّتي مازالت تحشو بها عقول المتعلّمين مصوّرة لهم على أنّها جهاد في سبيل اللّه وأنّها من الشّريعة، وأنّ الجنّة مثواهم الأخير، مع مواصلة إسالة الحبر في هذا الموضوع ليتّضح أن لا صلة له بالقرآن ولا بالشّريعة, وأنّها تهمة اكتوى بنارها من الصّحابة عثمان بن عفّان وعلى بن أبي طالب، ومن الفقهاء الإمام مالك والإمام الشافعي والإمام أبي حنيفة، والإمام أحمد بن حنبل، ومن المحدثين الإمام البخاري وغيرهم كثير يضيق هذا المقال عن ذكرهم من القدامى وخاصة من المعاصرين الّذين يدعون إلى نقد التّراث الدّيني وتحديد القراءات وغربلة الفكر بالرّجوع إلى الأصول وبالانفتاح على مبادئ حقوق الإنسان ومستجدّات الأحداث.

    أكاديمية

    شاركها. فيسبوك تويتر لينكدإن البريد الإلكتروني واتساب Copy Link
    السابقكيف وجدت«الجماعة» موطئ قدم في المدينة؟
    التالي شيرين عبادي: قوة الإتحادات النسائية في إيران أنها بلا قيادة وهذا يجعلها غير قابلة للإيقاف

    تعليق واحد

    1. AL7KMA on 18 مارس 2012 3 h 50 min

      قتل المرتدّ ليس من الإسلام
      بعث الرسول صلى الله عليه وسلم في ظروف كان الكل فيها يقاتل ضد الكل، ولم تكن حالات الحياد معروفة، بل كانت قبائل تغزو بعضها لمجرد أمور هامشية، ولم يكونوا يعرفون للسلم المستمر طعما. وفي صلح الحديبية وافق النبي صلى الله عليه وسلم على أن من ارتد من أهل المدينة فلا بأس لو التحق بأهل مكة، وليس له أن يطالبهم به.

      ولما كان المرتد عن الإسلام يلتحق بالقبائل المعتدية في العادة، فكان بديهيا بالنسبة إلى الفقهاء أن ينادوا بقتل كل مرتد، أليس معتديا؟ لذا رأينا عددا من الفقهاء الأحناف ينادي بعدم قتل المرتدة، باعتبارها لا تحارب، بينما يوجب قتل كل رجل مرتد، باعتباره محاربا.

      وبعيدا عن سرد الأحداث تاريخيا، يجدر بنا أن نتناول الآيات القرآنية، ففيها الخبر اليقين لمثل هذه المسألة العظيمة:
      يقول الله تعالى (لا إكراه في الدين)، ويقول أيضا (أفأنت تُكره الناس حتى يكونوا مؤمنين)، ويقول عز وجل (وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر)، ويقول أيضا (فذكر إنما أنت مذكر، لست عليهم بمسيطر).

      تؤكد هذه الآيات الكريمة أنه لا يجوز أن نجبر أحدا على اعتناق أي عقيدة. ولم تفرق الآيات بين أن يكون هذا المُجبَر نصرانيا أم ملحدا أم مرتدا عن الإسلام، بل هي عامة تمنع أي إكراه في الدين. والآية وإن كانت بصيغة الخبر، لكنها تفيد الطلب.

      ولو قلتَ لشخص: عليك أن تعود إلى الإسلام وإلا قتلتك، لكان هذا إكراها بلا خلاف، والآية تمنع الإكراه، لذا فهي تمنع مثل هذا القول وتحرمه.

      إن مسألة قتل المرتد مسألة كبيرة وهامة، وفيها إراقة دماء، ولو كان هذا الحكم من عند الله لأنـزل فيه قرآنا، بينما نرى أن القرآن الكريم لم يتحدث عن أي عقوبة للمرتد، رغم أنه تحدث عن الردة كثيرا.

      إن الآيات القرآنية التي تحدثت عن المرتد لم تذكر له أي عقوبة دنيوية، بل قصرت ذلك على العقوبة عند الله يوم القيامة. كما أن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يقتل أي إنسان لمجرد ردته. بل وافق على أن يخرج المرتد من المدينة إلى مكة من دون أن يعاقبه، ولو كان قتل المرتد حكما قرآنيا لما وافق النبي صلى الله عليه وسلم على شرط في صلح الحديبية يخالف القرآن

      أدلة القائلين بقتل المرتد :
      لم يجد القائلون بمنع الحرية الدينية أي آية يستدلون بها، لكنهم وجدوا حديثين ضعيفين وعمموا دلالتهما.

      وأولهما ما رواه البخاري من طريق عكرمة مولى ابن عباس عن ابن عباس (من بدل دينه فاقتلوه).

      ولا ريب أن هذا الحديث لا يراد عمومه، إذ إن المسيحي الذي يبدل دينه فيعتنق الإسلام لا يُقتل بلا خلاف. لذا فالحديث خاص، ومع أن كثيرا من العلماء قد خصصه بالمسلم الذي يبدل دينه، لكننا نخصصه بالذي يترك دينه ويحارب. وقد اعتمدنا في تخصيصنا على الآيات القرآنية التي تنفي أي عقوبة للمرتد لمجرد ردته، وتوجب العقوبة على المعتدي فقط.

      ثم إن سند الحديث ليس بالقوي، فعكرمة اتُّهم من قبل عدد من علماء الرجال. لذا لم يرو له مسلم ولا مالك، باعتباره ضعيفًا غير ثقة.

      والحديث الثاني (لا يَحِلُّ دَمُ امْرِئٍ مُسْلِمٍ يَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَأَنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلا بِإِحْدَى ثلاثٍ: النَّفْسُ بِالنَّفْسِ، وَالثَّيِّبُ الزَّانِي، وَالْمَارِقُ مِنَ الدِّينِ التَّارِكُ لِلْجَمَاعَةِ).

      ومدار هذا الحديث على الأعمش، وهو مدلس. ثم إن الحديث ينادي بقتل المرتد التارك للجماعة، ومعنى ذلك المحارب للجماعة. لذا فهو نص في ما نقول من أن المرتد المحارب هو الذي يقتل، وليس القتل لمجرد الردة.

      وأما الروايات عن قتل مرتد هنا وهناك عن الصحابة، فهؤلاء رُويت قصصهم منـزوعة السياق، ولا ريب أن هؤلاء المرتدين كانوا محاربين فوق ردتهم الأصلية.

      أما حرب الردة، فلم تكن حربا على مرتدين عن الإسلام، بل هي مختصة بأولئك الذين رفضوا دفع الزكاة لأبي بكر بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسّلم، وتمردوا على القائد الجديد أبي بكر الصديق. لذا فهي حرب على متمردين على النظام السياسي الوليد، ولو تُرك لهم المجال ليتمردوا، فإن الروم والفرس والمترصدين بالمدينة سيغزونها ويستأصلون المسلمين.

      نعم، لم يُحارب هؤلاء لتركهم الدين، لأنهم لم يتركوا الإسلام بمجملهم، لذا فقد قال قائلهم:

      أطعنا رسول الله اذ كان بيننا ***** فيا لعباد الله ما لأبي بكر؟
      أيورثها بكرا اذا مات بعده؟ ***** وتلك لعمر الله قاصمة الظهر

      فهؤلاء انشقوا عن قيادة أبي بكر. وهناك من القبائل من أتت غازية المدينة، فكان لا بد من محاربتها دفاعا. وهناك من قام بقتل مسلمين ظلما وعدوانا، مثل مسيلمة الكذاب وقومه. بينما لم يسير له الرسول صلى الله عليه وسلم أي جيش لمجرد ادعائه النبوة وتكذيب الرسول.

      وباختصار، فإن الإسلام يمنح الحرية الدينية والفكرية كاملة، وليس فيه أي اضطهاد فكري. وإن حربه على الآخرين سببها عدوانهم وليس كفرهم؛ فالكفر ليس باعثا على قتال أحد، بل لهم حرية مطلقة في الكفر، وحساب الكافر عند الله تعالى فقط على مجرد كفره.

      الأَضرار الكثيرة الناجمة عن قتل المرتد غير المحارب:

      لنفرض أن المسألة اجتهادية، وأنه لا نصَّ فيها، مع أنه تبيَّن أن النصوص كثيرة في منع قتل المرتد غير المحارب، لكن لا بدَّ من التأكيد على أن لقتل كل مرتد سلبياتٍ كثيرةً، وهاكم بعضًا منها:

      إن فتح المجال لمن يشك في عقائد هذا الدين للتعبير عنـها بحرية، يجعلنا نناقشه فيها، ونساعده على فهمها، وإزالة ما علق بذهنـه من وساوسَ، وهذا فيه خير عظيم لـه، إذ يُقبل على التزامـه بتوفيق اللّه تعالى.

      إن الضغط على الناس وتضييق حرياتـهم الفكرية يولد ردّة فعل عكسية لديهم، وحيث إنَّنا متيقنون من صحة ديننا، ومن قوة حجتـه، ووضوحها، فعلامَ الخوف؟ فلنفتحِ المجال للنقاش في كليات هذا الدين، وفي جزئياتـه. فأي فكر، وأية عقيدة تستطيع أن تقف في وجه هذا الدين الذي أنـزلـه اللّه تعالى، وحفظه إلى الأبد؟

      لا يخلو القائل بقتل المرتد من مُكَفِّر لـه من المسلمين، ولو قرَّرنا قتل المرتدِّ لكان على العالم الإسلامي أن يحصد نفسه، وأن يجتث بعضُه البعض، أمَّا أهل الأديان الأخرى فلا يتعرض لـهم أحد؛ لأنَّـهم، أصلاً، أهل كتاب.

      إن الحرية الفكرية كفيلة بالقضاء على العقائد المنحرفة، التي لا تنمو إلا في الظلام، وتحت الأرض، ولا تجد مبررًا لوجودها إلا بتقوقعها على ذاتـها، ويوم يُفتح باب المناظرة والنقاش على مصراعيه، فسرعان ما تنـهار، (فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأرْضِ)

      إن قتل المرتد غير المحارب يعطي صورة سلبية عن الإسلام أمام العالم، ذلك أن إجبار أتباع الدين على عدم تركه يُفهم منه أن هذا الدين لا يملك مقوِّمات داخلية تحافظ عليه.

      العقيدة مكانـها القلب، ولا يمكن أن يُجبر إنسانٌ على اعتناق عقيدة أو تركها. وهذا يعني أنَّنا لا نريد طابورًا خامسًا بيننا، فليظهر أعداء هذا الدين، ولا فائدة في بقائهم مستترين، بل إنَّ في ذلك ضررًا واضحًا.

      إن قتل المرتد غير المحارب يجعل غير المسلمين يبتعدون كليًا عن الدين، وقد يخطر ببال أحد الكفار أن يدخل الإسلام لِتَعَرُّفِه بعضَ جوانبه العظيمة، لكن سرعان ما يترك التعمق في دراسته لمجرد سماعه بالعقوبة القاسية التي تنتظره إن رأى غير ذلك.

      إن الجمع بين قتل المرتد عن الإسلام ووجوب دعوة غير المسلمين إلى الارتداد عن أديانهم واعتناق الإسلام – يُعتبر مخالفًا للعدالة التي نادى بها القرآن الكريم، ذلك أنه ما دُمنا نطلب من الآخرين أن يدخلوا ديننا؛ لاعتقادنا أنه الحق وأنه من عند الله تعالى، علينا أن نسمح للآخرين بالدعوة إلى دينهم، وأن لا نمنع بالقوة المسلم مِنّا من أن يغير دينه إن اقتنع بما عند الآخرين.

      إن بعض غير المسلمين يمنعون أبناءهم من السماع للحجج الإسلامية الدامغة قائلين لهم: إن المسلمين يمنعون أبناءهم من ترك دينهم، ونحن كذلك نمنعكم من ترك دينكم، بل من مجرد السماع للمسلمين، وعلى كل شخص أن يبقى محافظًا على دينه. ولا شك أن في هذا خسارة للإسلام؛ لأنه الدين الحق المتفق مع الفطرة والعقل، حيث يعتنقه كل من يدرسه بإنصاف وموضوعية وإخلاص ونية صافية. وفي هذا انتصار لغير المسلمين من أصحاب العقائد البالية، التي تجد في هذا الطرح ملاذًا للحفاظ على أفرادها. أما لو فتحنا الأبواب على مصاريعها للنقاش والجدال المستمريْن مع العقائد المنحرفة، فلن تستطيع مواجهتنا، وبالتالي سيتركها أبناؤها بعد حين.

      إن التضحية من أجل فكرة تقويها، وإن بذل الدماء في سبيلها يُدِبُّ فيها الحياة. وإن المسلمين إذا مارسوا عملية قتل من يغير عقيدته فإنهم يعملون على نشر هذه العقيدة الباطلة، وعلى دعمها بأفضل أسلوب، وبأحسن طريقة.

      يتعاطف الناس مع المضطهد والمظلوم، وبعملية قتل المرتد ننشئ عالَمًا متعاطفًا مع الكَفَرَة.

      يمكن استغلال هذا الحكم لقتل أي إنسان أبدى معارضة للنظام الحاكم، باتهامه أنه ناقض قطعيًّا من الدين لتبرير قتله. وماأسهل الاتّهام! وهذا باب شر كبير.

      قتل المرتد يتسبب في خوف الناس من التعبير عن آرائهم وشكوكهم، وبالتالي لن يتسنى للعلماء إزالة ما علق بأذهان المسلمين من شبهات، وقد تتراكم هذه الشبهات، وتعمل عملها في النفوس الضعيفة حتى تؤدي بها إلى الكفر.

      إن هذا الحكم سيسبب للمسلمين حرجًا كبيرًا في العالم؛ فقد يطلب بعض الناس اللجوء السياسي في الدول الديمقراطية متذرعًا بأن دولته الإسلامية تريد قتله، لأنه يريد التعبير عن بعض آرائه. وستستغل وسائل الإعلام هذا الموضوع، وتظهر للعالم قمع المسلمين واضطهادهم ومنعهم الحرية الفكرية.

      إذا وُجدت تعددية مذهبية داخل الدولة الإسلامية وقررت هذه الدولة قتل المرتد، فإنها ستفتح على نفسها بابًا من الخلافات سببه عدم الاتفاق في تعريف المرتد، فبينما يقصُر بعض العلماء التكفير على الاعتقاد، يضيف آخرون بعض الأعمال، ثم يختلف هؤلاء في تحديد الأعمال التي تخرج من الملة.

      أفلا تكفي هذه الأضرار الرهيبة للفقهاء
      المعاصرين ليتفكروا فيما يجنونه على الأمة من مآسٍ من خلال هجرانهم القرآن العظيم الذي أكد أنه لا إكراه في الدين؟

    RSS أحدث المقالات باللغة الإنجليزية
    • The train has left the station — but Türkiye guards the tracks 5 نوفمبر 2025 Yusuf Kanli
    • Hizbollah-linked groups turn to digital payments for fundraising 2 نوفمبر 2025 The Financial Times
    • Lebanon’s banks are running out of excuses 31 أكتوبر 2025 Walid Sinno
    • Lebanon’s Banking Scandal Exposes a System Built on Privilege and Betrayal 31 أكتوبر 2025 Samara Azzi
    • Iranian Reformist Intellectual Sadeq Zibakalam: ‘Iran Has Taken Every Possible Measure To Harm Israel’ – But ‘Israel Has Never Sought To Destroy Iran!’ 30 أكتوبر 2025 Memri
    RSS أحدث المقالات بالفرنسية
    • «En Syrie, il y a des meurtres et des kidnappings d’Alaouites tous les jours», alerte Fabrice Balanche 6 نوفمبر 2025 Celia Gruyere
    • Beyrouth, Bekaa, Sud-Liban : décapité par Israël il y a un an, le Hezbollah tente de se reconstituer dans une semi-clandestinité 20 أكتوبر 2025 Georges Malbrunot
    • L’écrasante responsabilité du Hamas dans la catastrophe palestinienne 18 أكتوبر 2025 Jean-Pierre Filiu
    • Le Vrai Historique du 13 octobre 1990 17 أكتوبر 2025 Nabil El-Khazen
    • Hassan Rifaï, le dernier des républicains 16 أكتوبر 2025 Michel Hajji Georgiou
    23 ديسمبر 2011

    عائلة المهندس طارق الربعة: أين دولة القانون والموسسات؟

    8 مارس 2008

    رسالة مفتوحة لقداسة البابا شنوده الثالث

    19 يوليو 2023

    إشكاليات التقويم الهجري، وهل يجدي هذا التقويم أيُ نفع؟

    14 يناير 2011

    ماذا يحدث في ليبيا اليوم الجمعة؟

    3 فبراير 2011

    بيان الأقباط وحتمية التغيير ودعوة للتوقيع

    آخر التعليقات
    • محفوظ على اقتصاد بريطانيا في مفترق طرق والأسواق تراقب
    • الهيرب على ليبيا بين مشروع النظام الفيدرالي ومأزق المركزية المستحيلة
    • قارئ على ماذا بين حزب الله والمملكة السعودية؟
    • Mayad Haidar على ماذا بين حزب الله والمملكة السعودية؟
    • saad Kiwane على ماذا بين حزب الله والمملكة السعودية؟
    تبرع
    Donate
    © 2025 Middle East Transparent

    اكتب كلمة البحث ثم اضغط على زر Enter

    loader

    Inscrivez-vous à la newsletter

    En vous inscrivant, vous acceptez nos conditions et notre politique de confidentialité.

    loader

    Subscribe to updates

    By signing up, you agree to our terms privacy policy agreement.

    loader

    اشترك في التحديثات

    بالتسجيل، فإنك توافق على شروطنا واتفاقية سياسة الخصوصية الخاصة بنا.