رسالة 14
8 نيسان 2010
أولاً – حول العلاقات اللبنانية – السورية في لحظتها الراهنة:
1. بشأن الزيارة الثانية للرئيس الحريري إلى دمشق:
• كما ورد في رسالة أمس، فإن الزيارة التي كان “شائعاً” أنها ستتم الأسبوع المقبل، لن تتم في هذا الموعد.
• وفي هذا الخصوص، تمتنع مصادر رئيس الحكومة عن التعليق عن الدوافع التي تجعل الزيارة معلقة إلى إشعار آخر، كما تمتنع عن الشرح.
• غير أن التسريب الإعلامي السوري، كما برز في صحيفة “الأخبار” اليوم، يوضح أن لسوريا شروطاً على الرئيس الحريري!!
• فمن الانزعاج السوري (!) من مشاركة “تيار المستقبل” وكتلته النيابية في مهرجان “القوات” في “البيال” إلى الإصرار على فك العلاقة بين الحريري ورئيس الهيئة التنفيذية في “القوات” سمير جعجع، أي ضرب الشراكة الإسلامية – المسيحية وإنهاء 14 آذار، إلى الشروط على الفريق السياسي – الإعلامي للرئيس الحريري، إلى تسليم “المفاتيح” إلى سوريا.
• هذه الضغوط والشروط السورية تهدف بالنتيجة إلى محاصرة رئيس مجلس الوزراء.
• والحال أن سوريا تعتبر أنها نجحت في الإخلال بالتوازن السياسي الذي نجم عن انتخابات 7 حزيران الماضي، وتعتبر أن التظهير العملي لهذا الأمر حصل بزيارة رئيس “التقدمي الاشتراكي” وليد جنبلاط إلى دمشق، وترى أن الأوان قد آن لـ”تحاصر” الحريري لأن الأكثرية لم تعد أكثرية.
• لكن الرئيس الحريري، في المقابل يرفض، كما يبدو ذلك واضحاً، الخضوع للشروط والضغوط ويبدو أنه في صدد “كباش” مع سوريا.
• يجب أن يكون واضحاً أن الرئيس الحريري الذي أكد مراراً أنه ذاهب إلى دمشق على تقاطع مع المصالحات العربية، ومن أجل فتح صفحة جديدة من دولة إلى دولة، يريد تطوير العلاقات مع سوريا لكنه غير مستعد لـ”استئناف” الصيغة السابقة من العلاقات حيث التدخل السوري في كافة الشؤون اللبنانية.
• الرئيس الحريري يريد علاقات جيدة ويؤمن بها لكنه لا يقبل بعودة “حليمة إلى عادتها القديمة”.
• وفي الأساس كانت الانفتاحات على سوريا، عربياً من جانب المملكة العربية السعودية، ودولياً أيضاً، على قاعدة أن تغير سلوكها وأداءها تجاه لبنان، ولم تكن – الانفتاحات – لإعادة تفويض سوريا بلبنان. هذا ما تشير إليه الزيارة المرتقبة لجيفري فيلتمان إلى بيروت ودمشق، وهذا ما تؤكده المعلومات عن انزعاج فرنسي من سوريا.
2. لا يحتاج الأمر إلى عناء لملاحظة أن القيادة السورية لم تقرر فتح صفحة جديدة فعلياً في علاقاتها بلبنان:
• تنظيم المواكب من لبنان غلى سوريا.
• تفليت الأبواق.
• تنظيم التعطيل داخل الحكومة.
• محاولة استدراج الحريري إلى طلب “المساعدة الأخوية”!
• أي أن ثمة تصعيداً سورياً.
3. وأغلب الظن أن سوريا تعكس الآتي:
• النمط القديم من التدخل.
• محاولة انتزاع النفوذ مجدداً لاستعادة “الورقة” في لبنان.
• في انتظار التطورات الإقليمية.
• على القاعدة الذهبية السورية المعروفة: يميل النظام بحسب اتجاه الريح.
• أي أنه لن يحسم أي أمر أو يقوم بأي “انعطافة” قبل أن يعرف مآل الأوضاع.
4. غير أن الاستقلاليين اللبنانيين يتمسكون بالآتي:
• يتمسكون بمشروعهم .. لقيام الدولة.
• ويريدون علاقات طبيعية وعلاقة شراكة مع سوريا لا علاقة استتباع.
• ويرفضون الضغوط والشروط.
• ويعرفون، بالرغم من التهويل والبروباغاندا، أن سوريا غير مسموح لها، بل هي ممنوعة من العودة إلى استتباع لبنان.
• ويعرفون أن معركتهم لا تزال قائمة.
ثانياً – حول بعض العناوين الرئيسية الأخرى:
1. بشأن ما جرى اليوم في “معسكر قوسايا” لما يسمى “القيادة العامة”:
• المعلومات الإعلامية تحدثت عن “تمرد” داخل المعسكر.
• غير أننا لا نملك حتى الآن معطيات دقيقة.
• بشأن ظروف “التمرد” وأسبابه، مدلولاته وأبعاده السياسية، نتائجه المحتملة، الجوانب المخابراتية من الموضوع.
• إلا أنه لا بد من تقصي العلاقة بين ما جرى وتوقيته بالصلة مع مسألة السلاح خارج المخيمات.
• ومن واجبنا مطالبة الجيش بـ”أخذ” المعسكر، وإدراج مسألة السلاح خارج المخيمات كأولوية.
2. بشان الانتخابات البلدية والاختيارية:
• بعد تأكيد مجلس الوزراء، ورئيس مجلس الوزراء أمس أن الانتخابات حاصلة حتماً.
• لم يعد ممكناً التصرف إلا على هذا الأساس.
• وهذا ما أكده مناخ اجتماع اللجان النيابية المشتركة اليوم أيضاً.
• وإن كان لا يجوز إسقاط احتمال ضغوط 8 آذارية قصوى لفرض التأجيل، وقد شهدت اللجان المشتركة اليوم تصعيداً من كتلتي عون و”حزب الله” بالتضامن، تحت عنوان “الإصلاح” أو التأجيل!
• باختصار، لنذهب إلى الانتخابات كي نفوز، وكي نفوز من واجبنا رفع “الدوز” السياسي.
ثالثاً – حول تطورات إقليمية رئيسية:
1. نلفت إلى تطور الموقف الصيني حيال الملف النووي الإيراني:
• إعلان الصين مشاركتها في اجتماع الدول الكبرى لبحث العقوبات على إيران.
• ما يعني تخليها عن “التحفظ المطلق” على العقوبات.
• وهذا ما يعني أن الضغوط على إيران تقترب من “اللحظة الحاسمة”.
2. ونلفت إلى الوضع العراقي، حيث كل المعطيات المتوافرة لا تؤكد فقط أن إيران “تتابع” العنف المتجدد المنسوب إلى “القاعدة” في العراق، بل تؤكد أنها تخسر سياسياً فيه. وذلك بالتزامن مع تلقي التمدد الإيراني في الإقليم سلسلة ضربات سياسية. وإضافة إلى ما تم ذكره في رسالة أمس، توافرت تأكيدات عن تراجع النفوذ الإيراني بين شيعة البحرين بعد الكويت.
3. ونلفت أخيراً – اليوم – إلى ما ورد في الصحف عن عزم إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما على تجديد طرح خطة سلام فلسطينية – إسرائيلية.
4. وعندما تبلغ الأمور الذروة، وعندما يكون ثمة “تسكير” ما.. فمعنى ذلك – عادةً – أن المخاض يجري تسريعه.